أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الأسمر - قهر اللجوء














المزيد.....


قهر اللجوء


عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرى حوار مع صديق لي حول صور معاناة اللاجئين في السنوات الأولى من نشوء مخيم البقعة وكان من بين ذلك الاستحمام فأكد لي صديقي انه كان يستخدم في بيته قيزر فاستغربت ذلك واستهجنته وهو كلام بعيد عن الصحة فأصر على موقفه وقال لي إنني لست متأكد من أن القيزر يعمل بالغاز آو بالطاقة الشمسية علما إنني اعرف واقع حياة أسرة ذلك الصديق مما جعلني أذكره أن الاستحمام كان احد اشكال قهر اللاجئين فقد كان الناس يستخدمون أللقن وهو عبارة عن وعاء معدني قطره متر وتستخدم الأم بابور الكاز لتسخين الماء في سخان معدني وكنا نستخدم فلقت صابون نتسلمها من وكالة الغوث وهي عديمة الرغوة وفي حالة تجمع الماء والصابون في ألقن أسفل القدمين يتعرض الواحد منا لانزلاق قدميه وإذا هو إلى أقسى البركيا يسعى ويمكن أن تتكرر عملية التزحلق أو ممارسة اللعاب المائية إجبارية مرات عدة كما أن هذا ألقن يتسبب بالإحساس بالبرد شتاءا إذا لامست حوافه الجسد والغريب أن الشخص الذي يستحم عندما يغادر البركيا يشعر أن الفضاء نظيف وكأن الجو في الخارج هو الذي استحم كما كانت الأم تجبر باقي أفراد الأسرى على الاستحمام تباعا للاستفادة من الماء الساخن وإشعال البابور .

وكان الرجال من سكان المخيم يذهبون للاستحمام في حمامين عامين بنتهما وكالة الغوث الأول موقعه قبل نهاية شارع البلياردو مكان جمعية الدوايمه حاليا والثاني يقع قبل مدرسة حطين حاليا على الجهة اليسرى فكان الواحد يأخذ معه بشكير وليفة وفلقت صابون حيث يدخل إلى كابينا خاصة للاستحمام مصنوعة من ألواح الزينكو وخلال الاستحمام يعبر البعض عن فرحته وانبساطه بهطول الماء على جسده وكان المستحمون يتبادلون الحديث بصوت مرتفع مفادها السؤال عن الأهل المفقودين او مكان ونوع العمل او حال البكج وماذا تسلموا من المؤن ويغادر كل واحد منهم بعد الاستحمام والضحك يملئ وجهه واضع البشكير على كتفه وفي إحدى المرات استغلت إحدى النساء وجودها لوحدها في خيمتها الزعموط وقررت الاستحمام إلا أن زوبعه عاتية داهمت الخيمة واقتلعتها عن رأسها فوقفت المسكينة في أللقن عارية لا تسترها إلا رغوة الصابون مغمضة العينين خوفا من حرقة الصابون وإذا بأصحاب الخيام المجاورة انتبهوا لتلك المرأة فهبوا لنجدتها ولفها بالبطانيات وهي تتحدث مع نفسها ( الله يقطع الحمام وسنينه الله يجعل ما حد يتحمم هذا حمام السواد ) وظل أبناء الجيران يمازحون أبناءها حتى هرمو ( انتم ولاد النظيفة التي طارت عنها الخيمة ) والحديث عن المكان يأتي ضمن مفهوم ايديولجية المكان عند اللاجئ الفلسطيني الذي يرتكز على أربعة أبعاد هي :
1_ استحضار أسماء أماكن البلدات والمدن والأماكن الفلسطينية وإطلاق أسماءها على أماكن ومؤسسات ومحلات تجارية متعددة في المخيم.2_عدم قابلية الاستسلام لشروط الاقامه السيئة واللا إنسانية في المخيم والعمل على تجاوز شروط البقاء إلى عوامل الوجود.3_ رفض التكيف مع المكان والتمسك بحق العودة ورفض التوطين أو الوطن البديل. 4_الاستمرار في ثقافة الشفوية التي تتحدث عن الأماكن الفلسطينية المحتلة وعن المعاناة في أماكن اللجوء لتحفيز الأجيال والتمسك بمفهوم آن للقيد أن ينكسر بدلا من لا بد للقيد أن ينكسر وأخيرا أقول لصديقي الذي حاول استفزازي عليك أن تعلم أن اللجوء عقوبة مركبة وأنني أتمنى لك أن تظل رشيدا وشيشيت بيتك عالية .

عدنان الأسمر



#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الطائرة
- الاحتلال الصهيوني والاسر
- حزن لم يتكرر
- وهم الدولة
- ملف اسرار ايلول
- فاتكم القطار (1)
- دوار اللؤلؤة
- التأمين الصحي وحقوق المواطنه
- سوريا الى اين ؟
- عائد من دمشق
- التجنيد والتوطين
- دروس من ليبيا
- أوهام صهيونية
- شرعية الثورات العربية
- ازمة الثورات العربيه
- مراحل تطور الثورة
- امام مقام جلالة الملك
- الجمهورية العربية الاردنية والمملكة الاردنية الهاشميه
- المعارضه الوطنية والمعارضه الهاربه
- دولة المقاومه أوالممانعه


المزيد.....




- -العين بالعين-.. كيف سترد الصين على أمريكا بعد فرض ترامب رسو ...
- ساعة رونالد وثمنها بلقطة مع تركي آل الشيخ بحلبة UFC
- دراسة صادمة .. الأرض قد تحتوي على 6 قارات فقط!
- قوانين جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- تسع دول تشكل -مجموعة لاهاي لدعم فلسطين-
- وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر
- مهاجم مدرسة قازان أراد تدميرها بالكامل
- دراسة جديدة تفنّد الفرضيات السابقة حول علاقة صحة الأم باضطرا ...
- من السلطان سليمان إلى أردوغان: تطور الاستخبارات في تركيا
- عصر القطب الواحد انتهى – ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الأسمر - قهر اللجوء