طارق قديس
الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 22:51
المحور:
الادب والفن
في شرم الشيخ قضينا أوقاتاً لا تنسى
وحفرنا في الجوف ذكرياتٍ لا تشيخْ
تجولنا في السوق القديمهْ
وتسكعنا على شاطئ الهيلتونْ
وشربنا من ماء البحر الأحمرْ
وزغللنا العيونَ برؤية الشُعَبِ المرجانيهْ
في شرم الشيخ تعلمنا ..
كيف يعيش الإنسانُ حياة التنبلهْ
وكيف يصبح مثل العجول المُسَمَّنَهْ
ودخلنا إلى حينٍ في فضاء الطبقة المخمليهْ
وتذوقنا تفاحة ً من شجر البرجوازيهْ
فاقتحمنا الكازينو ..
ومشينا ما بين الأروقهْ
بين الطاولات ولاعبي القمارْ
حيثُ النقود تتساقط كما الأمطارْ
وعقدنا زوجاً كاثوليكياً مع شهوة الطمعْ
مع أول قطعةٍ معدنية وضعناها في أجهزة اللعبْ
كنا نخسرُ كثيراً ..
ونربح قليلاً ..
ولكنَّ الغريبَ أن الربح والخسارة كانا متساويينْ
فلا الربحُ أطفأ فينا ظمأ الطمعْ
ولا الخسارة كبحتنا عن المضي في اللعبْ !
في شرم الشيخ عشنا الحريهْ
ولم نقرأ عنها في الكتبْ
فأفعالنا كانت تظهرُ على طبيعتها
ولم نكنْ نمارسُ حياتنا بالمقلوبْ
في شرم الشيخ لمسنا أصابع الثورهْ
وحكاياتِ الجماهير الحرهْ
وهفهفتْ علينا رياحُ التغييرْ
قادمة ً بالدفِ من ميدان التحريرْ
فهنالك مررنا قرب المستشفى ..
حيث الرئيسُ رقدَ على سرير الشفاءْ
بعد أن تنحى ..
بعد أن تخلى عن مراتب الزعماءْ
وتبادلنا أطراف الحديث مع أبنائها الفقراءْ
فوجدناهمْ بحريتهم..
أكثر غنىً من آلاف الأثرياء
#طارق_قديس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟