أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلمان عبد - كلام كاريكاتيري / جائزة دسمة للاحمق














المزيد.....

كلام كاريكاتيري / جائزة دسمة للاحمق


سلمان عبد

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 00:24
المحور: كتابات ساخرة
    


كلام كاريكاتيري /

جائزة دسمــة للاحمق

آه من هذا الذي يسمى ( الكرسي ) ، ما السحر الذي فيه ، أي نوع من الجاذبية التي تجعل ( البعض) يتهالك في سبيل الجلوس عليه ! وان تم لـه ما اراد فانه يتشبث به ويذود عنه و( يتبسمر ) ويلتصق به التصاقا ويذوب به ذوبانا وينصهر به انصهارا . ويبدو ان لذة الجلوس " عليه " لذة ما بعدها لذة !! ومن استقر عليه واخذ راحته فكيف يمكن له ان يتخلى عنه وازاحته منه فالحاكم العربي مثلا لا يزاح الا بوصول الدبابات الى غرفة نومه اومظاهرات تقلب الدنيا عليه كما يحدث هذه الايام بما يسمى " الربيع العربي " ومع ذلك يظل متشبثا به حتى يهان ويترزل ويصل به الامر حتى فقدانه لحياته ولا يموت وحده بل ياخذ معه عائلته ومقربيه واعوانه ، او يتصدى لـه عزرايين وان كان هذا نادرا ما يحدث وان حدث فيورث الكرسي لابنه . وحكاية الكراسي وانواعها وموديلاتها واصنافها طويلة وعريضة ، ولها انواع واشكال ومسميات ، منها كرسي (العرش ) وهو خاص بالملوك واصبح هذه الايام حكرا على رؤوساء جمهوريات الوطن العربي ومن يخلفهم من الابناء ، وكرسي ( الوزارة ) ولـه من الاثارة الشيء الكثير ويتم التدافع والوصول اليه بالمناكب او دفع "المقسوم" وشلون مقسوم اغاتي ؟ بملايين الدولارات . وتتدرج انواع الكراسي ( المناصب ) بعد ذلك نزولا حتى نصل الى كرسي ( الحاجب ) الذي ينتصب امام باب المسؤول ( العتوي ) سابقا وفي الغرفة الملاصقة لاحقا ، وهو كرسي مهم ولا يمكن بخس حقه فهو في هذه الايام لـه ( شنة ورنة ) ويأمر وينهي وبيده خيوط اللعبة كلها ومن يدبرامره مع من يجلس عليه تسهل اموره ، والابيض يصبح اسودا والمتهم بريئا والفاسد نزيها ومزور الشهادة مسؤولا والفأر عتويا ، وما عليك الا ان تدبر الامر مع الحاجب كما قال شاعر قديم :
فاعـمد من الليل الى صـرة ودبـر الامــرمع الحاجــب
حتى ترى مـروان يقـضـى لـه عـلـى علي ا بن ابـي طـالـب
وللكرسي تضحياته وليس من السهولة الفوز به ، وهنا يجب ان نعترف بان من كان شريفا وعفيفا ونزيها ومؤهلا ، سيسعى له الكرسي بنفسه ، واما من يسعى للكرسي فيستعمل شتى الوسائل والاساليب لنيله ، المشروعة منها والغير مشروعة الشريفة وغير الشريفة وقصة الغرام بالكرسي حتى الموت الزؤام ما حدث قديما فتاريخ حب الكراسي له جذوره الممتدة في اعماق التاريخ فلم نظلم من يسعون هذه الايام للجلوس عليه ؟
من تقاليد تنصيب الصدر الاعظم ( الوزير الاول ) في الدولة العثمانية في سلطنة آل عثمان ، ان يتقدم موكبه عند تنصيبه للصدارة فارس يحمل في يده رمحا قد ركز على سنانه رأس بشري مقطوع ! وهذا الرأس لسلفه الصدر المعزول وقصتنا عن احد هؤلاء ممن تم تنصيبه ، فتجري احداث القصة بعد انتهاء المراسيم والاحتفالات وقبول التهاني بهذه المناسبة من الوجهاء والاعيان وقواد الجيش وكبار الموظفين وحين ينتهي طابور المهنئين ، يتقدم اليه احد الناس وكان آخرهم فيقبل يده ويسمعه عاطر تمنياته ويسلم اليه كيسا فيه عشرة آلاف ليرة ذهبية ! يستغرب الصدر الاعظم من تصرف الرجل ويسأله :
ـــ ما السبب الذي من اجله سلمتني هذا المبلغ ايها الرجل ؟
تلكأ الرجل في الرد واضطرب ، وحار جوابا ، مما حدا بالصدر الاعظم ان يلح عليه كثيرا ، ونزولا عند رغبة الصدر الاعظم طلب الرجل ان يعطيه الامان حتى يخبره بالسبب ويحدثه بالقصة على وجهها الصحيح ، فأمنه ، فقال الرجل :
ـــ ياسيدي ويا مولاي العظيم . ان هذا الكيس مودع عندي منذ زمن ، وقد اوصاني صاحبه ان اعطيه لاعظم الناس حمقا ، واقلهم عقلا ، فلما رايت موكبك وفي مقدمته راس سلفك المقطوع وانت تعلم بانك في يوم من الايام سوف تلاقي نفس المصير. ايقنت انه لا يزاحمك احد في استحقاقك هذا الكيس !



#سلمان_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام كاريكاتيري / حمار بظروف تجلب الشبهة
- كلام كاريكاتيري / هيموني هالبنات
- كلام كاريكاتري / تسعير الشلغم
- كلام كاريكاتيري / انا و ربعي المكاريد
- كلام كاريكاتيري / المؤمنون حلويون
- كلام كاريكاتيري / هي قطرة لو .... ؟
- كلام كاريكاتيري / كام ايجفص
- كلام كاريكاتيري/سلمان عبد يقاضي هادي جلو مرعي
- كلام كاريكاتيري/ عيب ، استحوا ، عيب
- كلام كاريكاتيري/ وين صار الزرف؟
- كلام كاريكاتيري/ بيان هام من عشيرة المكاريد
- كلام كاريكاتيري/ ميسون الدملوجي، عماد الخفاجي، اريد ان اصرخ
- كلام كاريكاتيري/ منو يحك ظهري؟
- كلام كاريكاتيري/ عطيوي يتزوج هيفاء وهبي
- كلام كاريكاتيري / تحذير بوجود مصيادة الجريدية


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلمان عبد - كلام كاريكاتيري / جائزة دسمة للاحمق