|
النساء التي ترأس أسر- فلسطين
أسماء صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 12:13
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
تعرف الأمم المتحدة النساء اللواتي يرأسن أسر على أنهن النساء المسؤولات ماليا عن أسرهن وهن الأشخاص الأساسيين في صنع القرار أو إدارة الأسرة واللواتي يدرن إقتصاديات الأسرة نيابة عن رأس الأسرة الذكر الغائب او النساء اللواتي هن المساهم الاقتصادي الرئيسي . في حين يمنح قانون العائلة احدى الافراد الاكبر سنا عادة سلطة معتبرة على بقية افراد اسرته، هذه التعبيرات تخفي ورائها افتراضات بأن الزوجات والامهات تابعات اقتصاديا، فعند الحديث عن رئاسة الاسرة المعيشية يكون هناك افتراض لوجود علاقة هرمية بين افراد الاسرة وان الاب هو المسؤول الاول وهو جالب الخبز، والذي يصرف على العائلة والمنظم للعلاقات داخلها، وله سلطة مهيمنة في اتخاذ القرارات المهمة في حياة الافراد ويوفر دخلا اقتصاديا ثابتا في حين يتناسى هذا القانون ان رئاسة الاسرة غير مقتصرة على الرجال. وتختلف رئاسة المرأة للاسرة من حيث: 1-اذا كانت هذه الاسر تتضمن رمز السلطة الزوج او نسيب ذكر 2-الوجود الفعلي لذكر بالغ او زوج لا ينفي كون مصدر الدخل الوحيد- الرئيسي للاسرة هو إمرأة 3-هذا النوع من الاسر تقوم باعالة اطفالها او تابعين آخرين وهي مسؤولية تستمر مراحل الحياة اللاحقة 4-في حين احتمال ان تكون المرأة التي تراس الاسرة في المناطق المتقدمة متقدمة في السن هو اكثر ترجيحا في معظم المناطق النامية فان الاحتمال اكبر بان تكون في سن الانجاب . الا ان الرئاسة النسوية للاسرة قد تكون ظاهرة انتقالية في دورة حياة العائلات، فهذه الاسر ليست نوعا واحدا ذا بنية ساكنة فهناك نساء غير متزوجات معيلات لاسر، نساء توفي ازواجهن واخرى تركها زوجها وثالثة مطلقة وتحتضن اطفالها وبعضها محرومة وبعضها الاخر افضل حالا وغيرها محروم بالمرة. وهنا سأعرض ثلاث حالات دراسية لنساء يرأسن أسر في قرية ام صفا ( ام جهاد، ام فراس، وام يزن) حيث تعمل الثلاثة في تنظيف البيوت، معتمدة في التحليل على منهج سارة لونج واي والذي يتكون من خمس مستويات وهي: الرفاه والمشاركة والوصول والوعي والتمكين.
مصادر دخل غير منتظمة: تتمتع النساء الثلاثة وعائلاتهن بصحة جيدة، ومستوى تعليمي جيد حيث يعرفن القراءة والكتابة وينتسب اولادهن الى الروضات والمدارس حيث يعد التعليم الزاميا في القانون ومكفولا للابناء من الدولة( من الصف الاول الابتدائي الى الصف العاشر)، كما انهن يتلقين مساعدة بسيطة بشكل دعم غذائي من وكالة الغوث لانهن مسجلات في برنامج سلة الغذاء ( أي حققن مستوى الرفاه وهو المستوى الاول). هذا وتعمل كل من النساء الثلاث في اطار التنظيف والذي يعد دورا تقليديا ملتصقا بالمرأة في المجتمع، وقررت كل منهمن العمل بسبب الحاجة الاقتصادية الملحة التي المت بالاسر منذ بداية الانتفاضة الثانية، حيث فقد ازواج اثنتان منهن العمل في اسرائيل بعد اندلاع الانتفاضة وبالتلي أصبحو فقراء وغير قادرين على التكفل برعاية الاسرة والاطفال اقتصاديا، في حين يعمل زوج الثالثة كعامل للبناء يتعطل أغلب الاحيان بسبب تأرجح احواله الصحية. أما عن سياسة ايجاد العمل للنساء اللواتي بحاجة الى عمل فهي غير موجودة ابدا اذ سعت كل من النساء الثلاث الى ايجاد فرصتها، بعد ان قررت لوحدها وبسبب فقدان الأمن الغذائي ، من خلال الاعتماد على شبكة العلاقات التي عرفتها خلال سنوات، فأم فراس مثلا صديقة لأم جهاد والتي بدأت العمل مبكرا جدا واصبحت تعرف الكثير من الموظفات اللواتي بحاجة الى خدمة تنظيف البيوت، وعندما عرفت حاجة صديقتها عرفتها الى البعض منهن لتبدا العمل وتقيم بعد ذلك شبكة علاقات اخرى. تعمل هؤلاء النساء خارج المنزل من الساعة 7 تقريبا الى الساعة 8 مساءا على اقل تقدير، ولا وجود تقريبا للعطلات الا في الحالات الطارئة جدا، فمثلا ام جهاد ينظر اليها المجتمع المحيط بها نظرة ليست جيدة ولا تنم عن الاحترام لانها تضطر الى ترك المنزل وقت طويل جدا وبالتالي يتشرد الاولاد ولا تقوم بواجباتها المنزلية في حين تهتم لنظافة بيوت الآخرين تترك بيتها غير نظيف وغير مرتب. اذا نستطيع القول ان المجتمع غير مشجع لأم جهاد على العمل ويريد منها القيام بدورها التقليدي المتمثل بالدور الانجابي والاجتماعي ( الانجاب والتربية وما يترتب عليهما من اعباء مع البقاء في المنزل)، اما ام فراس وام يزن فقد وصل اطفالهن حد الاعتماد على النفس واصبحو كبارا ليسوا بحاجة الى المساعدة في التحضير للذهاب الى المدرسة مثلا. ومع خروج النساء الثلاث للعمل فان تقسيم الادوار داخل الاسرة المعيشية يختلف، فالدور الانجابي الذي تقوم به ام جهاد مثلا فيه الكثير من التقصير لانها تترك اطفالها وقتا طويلا، في مقابل الدور الانتاجي، وهنا تفقد التوازن في تحقيق الدورين، ومع غيابها عن منزلها فانها تعتمد على ابنتها الكبرى التي تدرس في الكلية وبالتالي فانها تخرج من المنزل مبكرا من اجل الدوام محاولة مساعدة اخوتها الصغار في ارتداء ملابسهم والذهاب الى المدرسة اما في حال تأخرت فانها تتركهم يتدبرون امرهم مع اب غير مبالي، فهي بحاجة الى العمل خارج المنزل ( الدور الانتاجي) ولكنها لا تستطيع اداء الدورين معا. أما ام فراس وام يزن فيحاول أزواجهن المساعدة في شؤون المنزل الا انهن كنساء تقليديات لا يسمحن لهم بذلك " انا جوزي لما يضطر ممكن ينشر الغسيلات على المنشر جوة او يجلي شوية جلي وخاصة لو كان لحالو، بس انا بحاول اعمل كل شي بالليل عشان ما يحتاج يعمل أي شي" ام فراس. وهذا يعني ان عمل المرأة خارج المنزل لم يغير الا قليلا في أدوار النوع الاجتماعي في المنزل، وذلك لان المرأة تعتقد ان على الرجل الشرقي أن يظل بعيدا عن اعمال المنزل ولا تسمح له بالاقتراب من منطقتها الخاصة " لانو ما بيعرف" أم يزن، وعندما سألتها اذا ما كان قد جرب قبل ذلك اجابت بأنها لا تسمح له " اذا بدو يجلي بيعجبلي على المطبخ خلي قاعد ويحل عني بس". أما عن توزيع الدخل في الاسرة المعيشية، فإن اغلب العائد المادي يتم صرفه على المواد الغذائية وحاجات المنزل الاساسية، ثم حاجات الاطفال من اللباس، فواتير الماء والكهرباء والهاتف، ويأخذ الرجال أيضا نصيبهم من العائد من أجل مصاريفهم اليومية وخروجاتهم مع الاصدقاء وجلوسهم الى المقاهي وشراء الدخان، واللافت انهن في حال ادخرن القليل من المال فانهن يخططن لشراء أو تغيير شيء في المنزل، فأم فراس كانت تريد أكمال تشطيب منزلها فشاركت في جمعية للنساء تدفع فيها كل شهر 200 شيكل من اجل شراء البلاط لما تبقى من المنزل، وام يزن جمعت ما تستطيع ابقاءه من النقود من اجل تغيير مطبخها الذي مضى عليه 15 عاما وارادت تجديده. في حين اشترت ام جهاد، وبعد مفاوضات شديدة اخذت وقتا طويلا مع زوجها والذي يأخذ منها الاموال التي تجنيها طوال اليوم ليصرفها على المقاهي والدخان والافلام، ومع ذلك اعترفت باخفاء القليل من المال لتحقيق مصالح لعائلتها، المزيد من الالات الكهربائية لتسهل على ابنتها وعلى اطفالها الصغار حياتهم( نشافة للغسيل وميكروويف) وكأنها تريد من الالات ان تؤدي الدور الموكل اليها والذي لا تستطيع القيام به بسبب العمل الاخر الذي يأخذ كامل وقتها. وعن اتخاذ القرار في العائلة استطيع ان اقول ان ام فراس وام يزن يتخذن قرارات مهمة في العائلة واهمها كان قرار بدء العمل حيث بدات ام فراس العمل فورا بعد خسارة زوجها لعمله في اسرائيل من خلال ام جهاد والتي أخبرتها عن طبيبة الاسنان التي كانت تعالجها والتي سألتها اذا ما كانت تعرف احدا أمينا يستطيع ان ينظف لها منزلها، فأخبرت ام فراس فورا عن العمل نظرا لاوضاعها الصعبة وهكذا اتخذت القرار دون الرجوع لزوجها، وافسر ذلك بان زوجها كان قد فقد بعض السلطة وصنع القرار في المنزل بسبب خسارته لمكانة معيل الاسرة اقتصاديا. وعن القرارات المهمة في حياة الاسرة فان ام فراس تشارك زوجها او تتخذ هي احيانا اكبر القرارات وتطلع زوجها عليها في النهاية فمثلا عندما قررت ان تزوج ابنها الاكبر ثم تعمر له طابقا فوق منزلها دام تحضيره عاما ونصف وخطبت له فتاة من قرية اخرى ثم اشرفت على مصاريف الزواج من اولها الى اخرها وهذا يدل الى انها اصبحت متمكنة اقتصاديا وقادرة على اتخاذ كل انواع القرارات التي تخصها وتخص اسرتها ولا تجد أي ممانعة أو مجابهة من زوجها. أما أم يزن فعندما تحسن الوضع الاقتصادي تدريجيا عند ام فراس دفعها ذلك لسؤالها عن المساعدة في البدء بعمل تنظيف البيوت وتعلل اختيارها لهذه المهنة لانها لا تحتاج الى شهادات فهي لم تنهي الا الصف العاشر، ولا تحتاج الى واسطة ولا الى لائحة انتظار اذا ما اردات العمل في مجال الحكومة، وليس فيها التزام محدد أيضا في وقت بدء الدوام وانتهاءه. وانطلقت لتخبر زوجها بأنها قد تجد عملا يسد رمقهم ويدر عليهم القليل الكافي من المال، فلم يمانع بما انه غير قادر على تحقيق الحد الادنى من متطلباتها ومتطلبات الاطفال، الا انها واجهت عائلة زوجها والتي ثارت واحتجت على رغبتها، فوقف زوجها في مكان محايد، مما اثار حفيظتها، لانها كانت تركز بالاساس على دعمه لها، الا انه لم يستطع الاعتراف امام عائلته بانه موافق تماما على عملها " كخادمة" كما نعتتها حماتها، وهذا يبرهن انها سارت بخطى غير مرغوبة ولا مدعومة من المجتمع الذي تعيش فيه، الا انها اكملت طريقها نتيجة للحاجة الشديدة التي دفعتها للعمل منذ البداية، وكانت قوية وواجهت عائلة زوجها بالقول " اذا كان قادر يطعمنا ببطل من الصبح، هو في وحدة بتحب تتبهدل وتترك ولادها للشارع"، فلم تستطع العائلة اجابتها بأي جواب ومن هنا انطلقت للعمل ضامنة سكوت عائلة زوجها للابد. وعلى صعيد القرارات المنزلية، قد نستطيع القول بأن ام يزن تستطيع اخد اي قرار يخص العائلة بعدما اخذت القرار بالعمل مقدما، فقد استطاعت ان تقتطع جزء من المال لتصلح مطبخها وتفكر بتغيير أثاث منزلها على المدى البعيد بعد ان تنتهي من دفع اقساط المطبخ للنجار الذي يسكن نفس الحي الذي تعيش فيه. وفي حالة ام جهاد والتي كان زوجها عاطل عن العمل، والذي رفض في البداية رغبتها في العمل متحججا بكلام الناس وعدم تقبل المجتمع للمرأة العاملة والتي تصرف على الاسرة (كانت تعي انه كان خائفا على اهتزاز رمز رجولته التي سيتغير اذا ما بدأت زوجته بالصرافة عليه وعلى بيته، هذا بالاضافة الى ان الثقافة العربية وثقافة القرية بشكل خاص لا تسمح للمراة بالعمل وخاصة في الاعمال الخاصة والتي تتطلب الكثير من التنقل ودخول البيوت الغربية كما يسميها مما يؤدي بالاخرين الى الشك في اخلاق المرأة التي تعمل في بيوت الاخرين وقد تتعرص للتحرش أو الاغتصاب مما يهدد شرف العائلة)، الا انها حاولت معه مرارا وحاولت اقناعه بان الادوار لن تتغير وانه سيظل رب الاسرة( وكانت متأكدة بان ذلك سيتغير مع الوقت) وهذا يدل على وعيها بأن تمكين المرأة إقتصاديا وإجتماعيا ليس حدثا فوريا وانما يأتي بالتدريج) وانه في حال وجد عمل واستطاع ان يعاود تلبية احتياجات الاسرة المادية ستترك هي بدورها العمل، ولكنها اسرت لي بالقول بانها لن تترك العمل ابدا وخصوصا انها استطاعت ان تلبي بشكل افضل منه احتياجاتها واحتياجات الاطفال وهم الاهم كما قالت. وعلى صعيد القرارات الاسرية المهمة فإن ام جهاد للآن عاجزة عن اتخاذ اي قرار يخص اسرتها فكل القرارت تعود بالاساس الى زوجها والذي اعتبره واعيا تماما لدوره التقليدي وان الرجل اذا ما اخذت منه السلطة الاقتصادية فانه سيفقد بشكل تدريجي السلطات الاخرى المخولة له اجتماعيا كرجل تقليدي، فحتى النقود التي تعمل بها فانها تضطر الى اعطاءه اياها مخفية القليل منها من اجل تحقيق بعض من رغباتها ورغبات اطفالها واحتياجاتهم. ومن هنا نستطيع القول ان أم فراس وأم يزن متمكنات اقتصاديا ويملكن حق القرار أما ام جهاد فما زالت لم تحصل على التمكين الاقتصادي للآن لانها تعمل وتسلم الاموال الى زوجها ولهذا لا تستطيع أخذ أي قرار مهم في حياة عائلتها لان زوجها واع تماما لاهمية التمكين الاقتصاي ومدى مساهمته في انواع اخرى للتمكين ليس على شكل مصطلحات ولكن بشكل فعلي، فهو لا يريد منها ان تملك من النقود الا حاجتها ومصروف المواصلات اللازم اما الباقي فيأخذه ليكون به ثروة لربما!!! أما هي فتسعى من أجل ان تتمكن اقتصاديا عبر اخفاء القليل من المال الا ان الاستقلال الاقتصادي سيتطلب منها سنوات اخرى من العمل هذا ان حدث ولم يكتشفها زوجها!!! وفي النهاية وعلى كل الاحوال فإن المرأة الفلسطينية وغير المتعلمة منها، تعليما كافيا يضمن لها عملا محدود الاجر والوقت، تظل تعاني من الكثير من المشكلات الاجتماعية هذا غير المشكلات العائلية اذا ينظر لها المجتمع نظرة سيئة هذا بالاضافة الى سوء اماكن العمل وظروفه واحتمالية تعرضها للتحرش والاغتصاب واصابات العمل احيانا اخرى هذا غير هضم حقوقها.
#أسماء_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|