|
المثقف الهامشي وشلش العراقي
أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 10:11
المحور:
الادب والفن
على الإنسان أن يهتم بشؤونه الخاصة ، لماذا يهتم بعض الناس بالشؤون العامة ؟ لأن هذا عملهم ، كأن تعيش من وظيفة حكومية تتطلب هذا الإهتمام . فكرة المثقف الهامشي من ميراث اليسار وهي تنقرض في العالم الثالث شيئاً فشيئاً . وهذا بالضبط ما حدث في الغرب اليوم . المثقف الهامشي في الغرب هو مجنون يجب علاجه و مراقبة حالته ويبتعد الناس عنه وهذا سيحدث عندنا أيضاً في المستقبل . الثقافة في الغرب هي تحديداً و حصراً الجامعات و شركات الإعلام . أما الشوارع فليس فيها ثقافة و أسئلة كبرى بل فيها ناس وضعهم و حياتهم أفضل بكثير من العالم الثالث وينشغلون بمتع فردية واهتمامات شخصية بمراقبة الشرطة التي تراقب تطبيق القانون والسلامة . هذا كل ما بالأمر . كل مثقف يكتب و يُفكر بدافع آخر غير النقود يُعتبر مجنون . الجامعة تُكلفك ببحث و تُشرف عليك و تُنفق عليك . القناة تطلب منك إعداد برنامج معين وتُنفق عليك . هكذا تكون الثقافة مفهومة و يُمكن التحكم بها . لا يُمكن الوصول إلى مجتمع مستقر و مُتطور وفي نفس الوقت ديمقراطي إلا بهذه الطريقة . الغرب لا يُحارب الحرية بل يُحارب إمكانياتها . هذه أمور صعب تفهمها إلا إذا عشت وتأملت الغرب . معظم الذين يكتبون هم أساتذة عاشوا في الجامعات الغربية ، هؤلاء كلامهم علمي ، لكنهم لم يتجولوا مع المشردين ولم يعملوا في قاع المدن الغربية كما فعلت . ما أحاول قوله هو أن تأملاتي لا تسجد أمام أي نموذج بل تدخل في كل النماذج و تتفحصها ولابد أن أخرج بقدرة على انتقادها . أي أن التفكير الذي هو في النهاية تاريخ لا يُمكن أن يتوقف كما ظن فوكوياما . الغرب يُصدر أشياءه بثقة بائع متجول ، يعجبني هذا . لكنهم ليسوا بحاجة إلى مثقف هامشي . الديمقراطية لا تسجن المثقف الهامشي بل تفكر بطريقة ما بحيث يتم فيها القضاء على إمكانية وجود مثقف عضوي أو هامشي في المجتمع . في مجتمعاتنا ، المثقف الهامشي ما زال موجوداً ، ويتم شراؤه لتضليل الناس . فهو عنده زوجة وأطفال و بعض الرغبات الشخصية . فإذا دفعنا له تحولت أفكاره إلى عقلانية مقبولة أو يُمكن فهمه بفهم أسياده أو الشركة الإعلامية التي تُطعمه. المثقف الهامشي هو أسطورة يسارية ستختفي من كل أنحاء العالم . بل هي ظاهرة فيها من الترف ما لا يُمكن احتماله اليوم ، لأن الهامشي يريد أن يبحث عن الحقيقة مجاناً ، ويريد قولها مجاناً و دون أن يسأله أحد ، ويريد أن يعيش بلا عمل ولا نقود فقط كائن عاطل و خطر
كل ما نفكر فيه و نؤمن به إذا تفحصناه حقاً هو نتيجة طبيعية لخدعة عميقة ، خدعة ضرورية الأكاذيب تدخل من النافذة إذا لم تدخل من الباب الإنسان هو موضوع و مادة الإقتصاد والسياسة لهذا يجب أن لا نصدق أن ما يقوله الناس و يتحمسون له و يؤمنون به هو حاصل تفكيرهم الحر أو تأملاتهم الخاصة السلطة التي تُبلّط الشوارع تُبلّط البشر أيضاً قبل أن تحتج على مَن يخدعك تأكّد أوّلاً أنّك لا تخدع نفسك لقد تمّ دفع فيلسوف كبير مثل ماركس خارج الثقافات لهذا السبب ، لأنه يتحدث عن أفكار حقيقية بطريقة حقيقية لكن الديمقراطية الغربية تخرج بإجابات عملية في النهاية فهم يُجيبون بأنهم لم يخلقوا البشر والطبيعة لكن نظامهم يستطيع جعل حياتهم أقل شقاءً ، وقد توصل الغرب أن الحرية ليست في إقناع العوام بالأفكار الكبيرة بل في إبعادهم عنها و حمايتهم من أي إيمان و جديّة من أي نوع . بما أن الإنسان يقع ضحية أوهامه و إيمانه فمن الأفضل عزل الناس عن بعضهم أو منع الترويج للأفكار والأديان بين العوام هذا يؤكد لك ، إذا كنت لا تعلم ، أن الإسلام السياسي هو سرقة أسلوب اليسار في السياسة ولكن بأفكار دينية أيّها القاريء العظيم يا صديقي الوحيد لم أخدعك إلّا بمقدار ما أخدع نفسي دون قصد و إرادة ، ولا أمكر بك إلا بمقدار ما أن كل إنسان ممكورٌ به بطريقة أو بأخرى ولكني أحياناً أضعف و أتعب فأبكي على كتفك ... هذا البكاء صديقي القاريء هو ما نسمّيه : شعراً لكنّ قدرتي على التفكير والنقد تحديداً تسبّب لي الكثير من الأذى والإحراج ، العقل ما هو العقل ؟ أعتقد أنه عضو يمشي من تلقاء نفسه دون ضجيج كالضجيج الذي يُحدثه القلب مثلاً بخفقانه لكنني خائف و مرعوب لأن عقلي ينبض و يُسرع في خفقانه و ينقطع نفسي بسببه عقلي يتحوّل إلى قلب و يدفع بدمي إلى عقلك لحد الآن لا توجد وسائل إعلام تتحمل ما أقول سوى اليسار العراقي هل حقاً كنتُ مخدوعاً ، وأن اليمين يبقى مجرد عدوّ تاريخي للحقيقة لا أحد يلعبُ بي إلّا وآشتعلتْ ثيابه
~~~~~~~~~~~~ شلش العراقي ~~~~~~~~~~~
هناك ظاهرة كاتب مجهول في موقع كتابات يُدعى شلش العراقي هذه الظاهرة جذبت آهتمامي مؤخراً ، كيف يكتب الكاتب و يُحقق شهرة ثم يبقى بإسم مُستعار، من هو الكاتب ؟ أسلوب الكاتب أدبي ناضج ولا يخلو من تشويق ذكي هل الكاتب هو صاحب الموقع ؟ كما يقول صديقي الذي يعمل في محطة الوقود المجاورة ربما ؟ فكل رئيس تحرير يكتب إلا الأستاذ أياد الزاملي ربما قام شلش العراقي بهذه المهمة . لكن مَن هو شلش العراقي و من هو الروائي العراقي الوهمي المبدع الآخر مهدي حيدر ، هذا غير مهم ما يقع ضمن اهتمامي حقاً هو شغف الناس بالمجهول والغامض و اهتمامهم به لهذا يتبع رجال الدين الكبار هذا الأسلوب في النهاية شلش العراقي ظاهرة تشبه الشيخ الشعراوي والشيخ الوائلي تنتشر بجنون بين العوام ولكن حين نُجبر على تفحصها بسبب ذلك لا نجد فيها إلّا ما هو عبر التاريخ يليق باهتمام العوام ويسلب لبّهم : الأفيون
[email protected]
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هكذا تخلى الجميع عن شعبي
-
نداء إلى الأستاذ فخري كريم
-
الشعب الإيراني يُحرّر العراقيين
-
فيلق بدر إهانة للشهداء
-
العراق الفارسي متى يحارب السعودية
-
بصراحة : أنا خائف
-
وصيّتي التي لا ورثة لها
-
رجال الدين خونة بطبيعتهم
-
ثورة علمانية في العراق
-
أنا علي شريعتي الثورة العراقية
-
خيبة الثقافة العراقية وانحطاطها
-
طبول الحرب
-
نَمْ يا هادي
-
دعوة لتأسيس معارضة عراقية خارج العراق
-
الكتابة والحُب لا يجتمعان
-
نعم ، أنا كلبُ الحقيقة
-
لا أفتحُ قلبي لكم
-
إلى كل مثقف عراقي وطني
-
ربّما ينجو العراق بمساعدة مثقفيه
-
القاريء الحبيب
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|