أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر قاسم أسعد - لماذا الرغيف العربي مدور ؟؟؟














المزيد.....

لماذا الرغيف العربي مدور ؟؟؟


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 20:39
المحور: كتابات ساخرة
    


لماذا الرغيف العربي مدور ؟؟؟

تعودت كل يوم تقريبا أن أذهب إلى المخبز لشراء الخبز ، وكالعادة أتناول ربطة الخبز وأدفع ثمنها ، أحملها وأعود للبيت ، لم يدر بخلدي يوما أن أفكر بأني أحمل خبزا بيدي ولم يخطر ببالي يوما أن أنظر إلى الخبز أو أن أتناول رغيفا وأدقق النظر فيه ... الصدفة وحدها تجعلنا نقف لحظات عند أمر تعودنا عليه ومارسناه يوميا .
صدفة نفذ الخبز من بيتي إلا من رغفين كنت وضعتهما في ( فريزر) الثلاجة أخرجتهم ووضعتهم على الطاولة للحظات لكسر حالة الجمود منهما ، نظرت إليهما وكأني لأول مرة أنظر إلى رغيف بتمعن ، تناولت أحدهم ، تفحصته .. قلبته بين يدي ، تبادر إلى ذهني سؤال سيبدو غريبا .
لماذا رغيف الخبز العربي مدور ؟؟؟!!! لماذا لا يكون مربعا أو مستطيلا ؟! تتبعت شريط ذاكرتي ومعلوماتي حول الرغيف العربي ، استنتجت ــ منذ القدم ــ أن هذا هو الرغيف العربي لم ولن يتغير ، ما زال يحتفظ بشكله الهندسي الدائري بلا أضلاع أو زوايا ، خطر ببالي الخبز الأوروبي ذو الأشكال والأحجام الهندسية المختلفة ، وبعد لحظات من التأمل والغوص في أعماق الرغيف استنتجت أيضا أن الرغيف العربي الدائري له علاقة بالسياسة في وطننا العربي ، ناقشت نفسي مطولا وأقنعتها تبعا للأسباب التالية .
في البدء يكون الرغيف حبوب قمح ذهبية شامخة ، توضع في ألة الطحن وتحول إلى دقيق ، مواطننا العربي يولد بكل براءة وعندما يشعر بالشموخ يتم طحنة ، ويغلف في أكياس مختومة وعلى مقاسات أنظمتنا المحددة .
رغيفنا العربي عندما يكون عجينة تلعب به يد الصانع وتقلبه وتشكله كما يحلو لها ، وهذا مواطننا العربي ما زالت أيدي أنظمتنا تعجنه وتلعب به لتشكله وتحدد سماكة حشوته كما يحلو لها .
رغيفنا العربي مدور وفي حال وضعت إصبعك على مركزه تديره حسب رغبتك ، ومواطننا العربي أجبرته سياسة حكوماتنا على الدوران حول مركزه وكلما هدأت حركته أجبروه على الدوران ثانية وثالثة وعاشرة ، في حركة لا تهدأ .
رغيفنا العربي ليس له زوايا ، ولأن الزوايا مهمة جدا في السياسة تختبئ فيها أنظمتنا كي لا نراهم ، وينتهزون الفرصة للإنقضاض علينا ثانية ، ومواطننا العربي كالرغيف لا يمتلك أي زاوية للإختباء وهو مكشوف دائما ومن جميع الاتجاهات ، وبهذا يسهل على أنظمتنا السيطرة عليه .
رغيفنا العربي ليس له أضلاع ولا خطوط مستقيمة لأن أنظمتنا العربية لا يريدون أن يسير المواطن العربي في خطوط مستقيمة لأنها حتما ستقوده للهدف والطريق الصحيح ، ولهذا لا يوجد أمام المواطن العربي إلا السير في دائرة وحلقة مفرغة لا يحيد عنها .
رغيفنا العربي ــ في نهاية المطاف ــ يوضع على بسطات الباعة بلونه الأسمر وتعلو سطحه فقاعات سوداء قاتمة من أثر اللهب ، مواطننا العربي بوجهه الدائري الشاحب الذي تعلوه بقع سوداء خطها زمن القهر على جسده .
رغيفنا العربي إني أحبك لأنك ما وجدت إلا للفقراء الباحثين عن لقمة منك يشدوا بها أزرهم ، أحبك لأنك ما زلت تمنحنا الحياة ـ رغم مرارتها وذلها وقهرها ـ .
رغيفنا العربي المدور ، يا شريكنا في القهر والفقر ، حتما سنذكرك سنابل قمح ذهبية مشرقة شامخة ، سنذكرك ثورة على كل الأرغفة المزورة ذات الأشكال والأحجام والأضلاع والزوايا ، رغيفنا العربي ـ يقال عنك ـ ( انك مدور حتى لا نستطيع اللحاق بك )، ولكننا سنلتحم معا في ملحمة عشق لا يدركها إلا الفقراء ، وانت يا مواطننا العربي أدرك أنك تعلم أن الرغيف العربي سيبقى مدور .

عمر قاسم اسعد



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وصلنا إلى الفساد الرياضي ؟؟؟
- تنابل السلطان
- هل ستكون من الجنوب ؟؟ ( تحية إلى الكرك )
- المعارضة الأردنية في الخارج / وإسقاط النظام
- رمضان حكومي
- الجمهورية العربية الاردنية ( البيان الأول )
- هل سيتغير الشعار لإسقاط النظام ؟؟؟
- سقوط عصر الملوك
- باختصار ،،، إنا لله وإنا إليه راجعون
- حزب ... أم ملجأ عجزة ( اعرف حزبك )
- مواطن واجبات بلا حقوق
- بالروح بالدم ...!!!
- الأسد ... هل يبقى أسد ؟؟؟
- الحاكم الطاغية
- جلالة الملك الشعب يريد سماعك
- أنا الحاكم النائم
- أمن الدولة والمخابرات ،،، أجهزة إجرام وانتهاكات
- انتماء قهري
- مولانا الحاكم ( جل جلالك ولك الأسماء الحسنى )
- لن أعلق صورة الحاكم في بيتي


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر قاسم أسعد - لماذا الرغيف العربي مدور ؟؟؟