|
المنهج الماركسي والماركسويون
محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 13:54
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
من نافل القول أن قوانين الجدل الثلاثة وهي : 1- نفي النفي 2- وحدة صراع الأضاد 3- تحول الكم إلى كيف هذه القوانين ظلت بدون أية إضافة أصيلة حتى جاء الفتح الفيزيائي الكبير بظهور نظرية الكم على يد العالم الشهير ماكس بلانك في العام 1900 والتي تلاها في العام 1925التجربة الفيزيائية الإفتراضية والتي إقترحها الفيزيائي الشهير هايزنبرك والتي أثبت من خلالها أن معرفة كمية زخم الجزيء ومكانه في آن معاً هي عملية لايمكن لها أن تكون في أي حال من الأحوال أوفي زمن من الأزمان تامة وذلك لأسباب موضوعية لاعلاقة لها سوى بعنصر التدخل الخارجي وهو هنا الضوء لكي نتمكن من مشاهدة ما يجري والذي لايمكن الإستغناء عنه أياً تكن طبيعته مرئياً أو غير مرئي وهذا العنصر هو نفسه يفسد عملية العرفة هذه ويجعلها غير تامة بمعنى أن المعرفة هي عملية ناقصة مهما تقدمت التكنولوجيا ومهما تقدمت البشرية في تفكيرها الإبداعي . هنا كان ولكي تبقى قونين الجدل على زخمها الفكري والعقائدي كان لابد من إضافة القانون الرابع الذي هو 4- الصدفة
إن هذا القانون الهام جداًجداً والذي يدل على أن كل تحليل أكان لواقع الأفكار وفقاً منهج هيجل أو لواقع المادة وفقاً منهج ماركس لن يكون تحليلاً دقيقاً وشاملاً بالمطلق لأن الصدفة تعني أن هناك عوامل مؤثرة خفية ليست في متناول يد المحلل سوف تلعب دورها شئنا أم أبينا في مستقبل حركة الأفكار وفق منهج هيجل أوفي مستقبل حركة المادة يجب فرد مساحة لها في أية عملية تحليل لكي يكون هذا التحليل أقرب ما يمكن إلى الصواب وهذا ما جعل علم الإحتمالات يدخل على خط عمليات التحليل بقوة كبيرة وأصبح لاغنى عنه في أية عملية تحليل لكي نقبل بكونها علمية والإلتفات إليها وأخذها بعين الإعتبار ماالذي فرضت وجوده الصدفة ولم ينتبه إليه المحللون الماركسويون ؟
أعتقد جازماً أن هيجل عندما وضع قوانين جدله إعتبر الأفكار كائنات مستقله لها حركيتها المستقلة حيث افترض أسبقية الفكر على المادة من ناحية الوجود الزماني وبالتالي المكاني حيث لم يكن مفهوم الزمكان قد ظهر إلى الوجود وبالتالي أسبقية وجود الفكر على وجود الإنسان ذاته
وهذا هو الإعتبار ذاته الذي أخذ به ماركس عندما افترض أسبقية وجود المادة على الفكر هذا الوجود السابق لظهور الإنسان نفسه أيضاً
إن الطبيعة وفقاً لتجربة هايزنبرغ لاتكشف عن نفسها لأي مخل خارجي ولست أعلم إن كانت تظهر نفسها لكائن خرافي يسير راكباً الموجة المدروسة حركتة الجسيم الذي يرافقها !
إن ظهور الإنسان ومحاولته الكشف عن أسرار الطبيعة مستخدما وسائله التكنولوجية ومنها الضوء الذي كان السبب في حرمانه من المعرفة التامة وجعلها ناقصة مما جعل هذا النقصان في المعرفة مبداً عاماً ليس بإستطاعة البشرية تجاوزه حتى الساعة
إن التدخل الخارجي لمعرفة وضع الجسيم وزخمه هو فعل إنساني أي أن المعرف بدأت مسيرتها مع ظهور الإنسان في المرحلة التي بدأت فيها خلايا دماغه المفكر بالظهور والتي قد تمتد لفترة سابقة تقل عن مليون عام
إذاً إن قانون الصدفة هو قانون إكتسب أهميته من عملية تدخل الإنسان ومحاولته الكشف عن أسرار الطبيعة
إن الإنسان بحد ذاته هو المبدع للأفكاروهو مستهلكها ومسرح جدلها وهو المحرك للتاريخ بطبيعته الإرادية والمشيئية (الوعي واللاوعي)وهو في الوقت ذاته لغز كبير لما يكتنزه في داخله غير الظاهر للعيان (وعي ولاوعي ) من رغبات ودوافع هي ليست قابلة للقياس العلمي المباشر بشكل كبير جداً جداً ولكنها قد تكون قابلة للإستنتاج بشكل غير مباشر عن طريق مراقبة السلوكيات البشرية وهذه الإستنتاجات هي نفسها ينطبق عليها مبدأ الإرتياب نفسه فنحن نستنتج من دراسة السلوكيات وهي حالة ظاهرية لاتعبر عن الكامن في الذات البشرية بشكل دقيق
لننظر إلى عالم الحيواني ما دون الإنساني لنرى أنه عالم مستقر لاجدل يحكمه مسير برغبات ودوافع محدودة لاتتجاوز الأمن والغذاء والجنس وهذه الأقانيم الثلاثة هي ذاتها منذ أن افتقدت هذه الحيوانات قدرتها على التطور بسبب عدم إمتلاكها الدماغ المفكر فبدت وكأنها قد خلقت لتؤدي دوراً في الحياة يراه الكثيرون منا لامعنى له وهذه إحدى إحتمالات التطور الذي قد يؤدي في حركته إلى أوضاع هي أقرب إلى العبثية منها الأوضاع ذات المعنى كهذه العبثية البادية في خلق أنواع مليونية من الأشكال الحية
نلاحظ في هذا المقام كيف أن الماركسويين والهيجلويين (من ماركس وهيجل ) على حد سواء يطبقون منهجما في التحليل على الأفكار والمادة كأنهما عالَمان مستقلان وما على البشرية إلا القبول بنتائجهما وكأن البشرية لادور لها في هاتين الحركتين الفكرية والمادية
فهيجل يرى حرك الأفكار وجدلها وكما أسلفنا كأن الإنسان لاوجود له وماركس يرى أن حركة التاريخ تتم وفق قوانينها الإقتصادية وكأن الإنسان أيضاً لاوجود له حتى جاءت فيزياء الكم وأحرجت الطرفين فكان قانون الصدفة والذي أظنه كان بسبب وجود الإنسان وتدخله في سيرورة الفكر والتاريخ
لكن المأساة هي في أن الماركسويين والهيجلويين ما زالوا يتجاهلون وعن سبق الإصرار والترصد تجاهل قانون الصدفة الذي لو أخذ بعين الإعتبار لما وجدنا كتابات لاتختلف في مضامينها عن الكتابات الأسطورية المقدسة وغير المقدسة حتى بتنا نرى ما يسمى جدل الآلات وتأثيرها على حركة التاريخ
إن قانون الصدفة يفرض علينا ودون مواربة أو خجل أن ندخل رغبات الإنسان ودوافعه في أية عملية تحليل مستقبلية ومن كانت أهمية فرويد ويونغ وآلدر والتي فرضت نفسها بقوة على ساحات التحليل ولكن بدون الأخذ بتطرف فرويد برده حركة التاريخ كلها إلى الدوافع الجنسية
التاريخ من وجهة نظري وقد أكون مخطئاً ينقسم في حركته إلى مرحلتين أساسيتين هما
1- مرحلة التطور المادي العشوائي حيث لم تكن المادة تعي ذاتها وهي المرحلة التي سبقت ظهور الإنسان
2- مرحلة التطورالمادي الإحتمالي حيث بدأت المادة تعي ذاتها وهي المرحلة التي بدأت بظهور الإنسان
هل سبب إخفاق الماركسية في التحليل وبالتالي في تنبؤات أنبيائها هو عدم إحترام المحللين الماركسويين لقانون الصدفة ؟؟؟؟
أم نحن بحاجة لجدل جديد قوانينه تأخذ بعين الإعتبار جدل هيغل وجدل ماركس معاً ؟
هل من الممكن أن يكون جدل الوعي الحي (الوعحي )؟؟
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
-
نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
-
علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟
-
مثقون سوريون وبكاء عرعوري
-
المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟
-
لو أدرك المسلمون معنى : رب العالمين!!!!
-
لم يمت على الصليب فداءأ بل قتله الإله اليهودي
-
أما آن لنا أن نقتل الله ؟؟؟؟
-
أيها الحمقى ماذا لو .....؟؟؟؟
-
ليس إلهاً واحداً إنما آلهة متعددة
-
نظرية المؤامرة ومنطق تحقيق المصالح
-
الله إسرائيل أمريكاوبس.....
-
الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل
-
نحن والتاريخ والفيزياء
-
التفكير غريزياً
-
كيف نساعد الغرب على أنفسنا
-
هل يدرك الله ذاته؟
-
القصيدة إذ تغنى والمرأة إذ لها عينان ساحرتان
-
المشهد القادم في الشرق الأوسط
-
إرتباط النفط بالدولار هل يفجر الشرق الأوسط ؟
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|