مروان حمود
الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 13:23
المحور:
كتابات ساخرة
بخلوة ذكورية طرفاها الأب وإبنه استقر الحديث حول الفرق بين النظري والعملي, إذ رغـب الإبن, وهو يحضر للإحتفال بعيد ميلاده العشرين, أن يتأكـد من صحة إعـتقاده بأن كل ماهــو نظري عملي أيضا, وطرح على والده أمثلة عديدة, كان الاب يهز رأسه ويتـنقـل بحركات عيونه ووجه ويتكلم بلغة الجسد موافقا تارة ومخالفا تارة أخرى, إلا أن الإبن يريد أن يتأكـد لا أن يفسر حركات وجه وعيون والده, لذا وبعـد ساعة أو أكثر سأل والده عن رأيه الصريح, ولماذا بقي متشككا رغم كثرة الأدلــة, فأجابه الوالد: يابني النظرية والتطبيق قد يتوافقان وقد يختلفان ولابد من إخضاعهما للتجربة, وهـنا إتـفـقا على أن يجربا تطابق أو تناقض النظري والعملي, فإقترح الأب على إبنه أن يذهب إلى أمـه, وهي تعد الطعام في المطبخ, محاولا معـرفة ما إن كانت توافق على تسليم جسدها لذلك العجوز الذي ينزل في الفندق المقابل لبيتهم, والذي يلقي عليهم التحية يوميا ببالغ الحنان والمودة, مقابل بعض المال, هنا تطور رأي الأم من النهر والتأنيب في البداية إلى الموافقة على مقترح الابن بعد أن أوصل المبلغ ـ الإفـتراضي ـ إلى 2000 يورو لليلة واحدة, عاد الشبل الى ابيه وابلغه بموافقة الأم مقابل هذا المبلغ, لمزيد من التأكد طلب الأب منه أن يكرر ذلك مع الأخت, وهي شابة في ربيعها الثامن عشر, وبالفعل ما كان من الشاب المحنك وبين كر وفر ودماثة وخباثة وصفعـتين في وجـهـه, إلا أن أقـنعها بقضاء ليلة جميلة مع ذلك العجوز ولكن مقابل 3000 يورو, عاد الشبل الى ابيه وبدأا يحللان نتيجة الإختبار. الشبل لم يستنتج شيئا وإستسلم لسماع رأي الأب وقـبوله به مسبقا, فقال الأب ألـم تـسـتنتج أن الفرق بين النظري والعملي شـاسـع جـدا, ملخصا قوله: أرأيت يا بني وضعـنا الآن!! فـنظـريا نحـن نملك 5000 يرورو, وهـي تكفي لإصلاح السيارة وترميم بعـض قـطع الأثاث و و و , أما عمليـا فنحـن لانملك ســوى شـــرمـو.........
في بـلاد المشـرق تجـد غالبيـة الدسـاتير قمـة في الديمقـراطية أما الواقـع المعاش فـهو ولا أشــرمـ..... من هـيك. نقطة إنتهى السطر, ولك مطلـق الحـريــة أن تخـتار بيـن النظري أو العملي.... وأن تضحك أو تبكي.
#مروان_حمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟