أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - نموذج دعم العنف في السينما














المزيد.....

نموذج دعم العنف في السينما


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 14:03
المحور: الادب والفن
    



السينما اليوم هي مجال ثقافي انساني مهم لا يمكن الغاءه او التغافل عنه , لكن مثل أي مجال معرفي ثقافي فيه الايجاب والسلب وهنا نحاول ان اشير الى حالة استوقفتني ..فقد شاهدت فلما مصريا على قناة روتانا سينما باسم تيتو وبطولة احمد السقاة يتحدث عن شخصيته البطل (( تيتو )) وهو مجرم , لص , قاتل, مخادع , مزور .. يفعل أي شيء في سبيل الحياة الرغيدة وديمومتها .. ويسرد لنا الفلم قصته ومعاناته وكيفية تنفيذه لعملياته الإجرامية... ويسحب المتلقي الى التعاطف مع مجرم من حيث لا يدري !! وهكذا تعاطف كل من كان معي من الأصدقاء ساعة العرض مع المجرم ( تيتو ) !!! وأصبح الحضور يتمنون ان ينجو من الشرطة !! وان لا يتم القبض عليه !! بل ان ينتصر على القانون والقوة التنفيذية للقانون وهي الشرطة !! وان يعود لعملياته وينجح من جريمة الى أخرى !!! والغريب كل من كان معي عاش نفس التعاطف !!وفي نهاية الفلم أصاب الحضور حزن بسبب موت البطل على يد الشرطة !!! فلم يتمنى احد له النهاية بالموت !! بل الكل كان يتمنى بالتغلب على ظروفه والاستمرار في تأدية رسالته ( الإجرامية ) !!
لكن بعد الفلم توقفت في تساؤل مع أصدقائي, ترى كيف نتعاطف مع مجرم ؟؟ وما غاية هكذا أفلام هل حقا من ينتجها هو من دون هدف وخطة معينة ؟؟ أم هي مجرد قصة أعجبت المنتجين فعملوا منها فلم .!!!
ثم حاولنا ان ننقد الفلم فاتفق الأصدقاء على ان الفلم يركز على الجوانب الايجابية للمجرم (( تيتو )) مثل وفاءه لأصدقائه , واعتزازه بنفسه , والتزامه بكلمته , فيريد ان يقول الفلم ان كل إنسان يمكن له ان يحتوى على جوانب ايجابية وسلبية .. ومهما كان مجرما فانه بالتأكيد بالأخير هو إنسان وما أصبح مجرما الا بفعل الظروف والضغوطات الداخلية والخارجية .... لكن الفيلم يمر بسرعة على النقاط السيئة للبطل ويتوقف كثيرا عند النقاط الايجابية كي يكسب المشاهد الى جانب البطل .. يعطينا درس ونقطة خطيرة ..
إما الدرس فهو ان الكل يولدون أبرياء والبيئة والظروف والعامل الاقتصادي وشكل الدولة ( استبدادي أو ديمقراطي ) هي من تتولى صناعتهم بالشكل الذي نراه في الكبر .فالمجرم هو نتيجة لعدة ظروف اجتمعت وجعلت منه مجرما..وهذا صحيح بنسبة كبيرة ... لكن في كل حال يبقى الاختيار بيد الإنسان وحسب منظومته الفكرية وثوابته وقيمه يكون التحرك .وإلا لبطل الثواب والعقاب إذا تركنا تحميل المجرم وزر جريمته بجعل الجريمة على شماعة الظروف...
إما النقطة الخطيرة التي يطرحها الفلم هو تبني العنف كنموذج لشكل الحياة التي تحقق الرفاهية مع صفات الانسان المتحضر !! فهو يجعل من تيتو مثال للإنسان العصري , هو مجرم لكن طيب ! هو لص لكن ملتزم بكلمته ! هو خائن للمجتمع لكنه وفيي اتجاه أصدقائه ! هو شرير لكنه يكره الأشرار !! فأصبح مجتمع للتناقضات ..وبطبيعة المجتمع المتناقضة والفوضوية مع ضعف للوعي بصورة عامة يكون قبول واسع لهكذا أفلام !! وهنا ينتابنا الخوف من ما يتم طرحه من هكذا أفلام. ومكمن الخطر يكون من الدور المطلوب من المتلقي ؟؟ المتلقي من خلال المتابعة المستمرة مع تعلق بالبطل , يصبح من حيث لا يدري بنفس سلوكيات وثوابت البطل وبنفس أفكار البطل ,, ليس بشكل تام بل ببعض الجوانب وبتداخل السلبيات معها , لذلك لا يمكن تبرئة المنتجين لهكذا أفلام الا برفع علامة استفهام كبيرة إمام ما يصنعون من أفلام .. والقضية تحتاج لدور إعلامي لتوضيح مغزى هكذا نوعية من الأفلام ... وهل من الممكن ان يتابعها المراهقين والصغار السن ؟؟؟ بل يحتاج الامر الى دعوة قضائية بحق المجتمع من هكذا أفلام القصد منها خطير ... فليس مجرد قصة وحسب بل التسويق لشخصية البطل المجرم وسط مجتمع تأخذ به تيارات العاصفة هنا وهناك مع ضعف تواصله مع تراثه وقيمه وتراكم ترسبات الماضي مما يدعونا هنا للدعوة لوقفة ضد تيتو وغيره فهؤلاء خطر على المجتمع .



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف الديني لماذا ؟
- حوار مع الدكتور كريم الجاف حول مشروعه الفلسفي (منتدى فلاسفة ...
- فكرة التسليم للقدر


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - نموذج دعم العنف في السينما