|
من يحاسب من
قصي حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 01:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من يحاسب من هل يستطيع الخالق أو المخترع أن يحاسب مخلوقاته أو مخترعاته ؟ من الواضح لدينا أن المخترع لا يستطيع أن يعاقب أو يحاسب مخترعاته على أي تقصير ناجم عن عدم ادراك المخترعات لحقيقة ما يريده المخترع لنفرض أن المخترع اخترع انسانا" آليا" فلكي ينجز الانسان الآلي ما يطلبه منه الانسان ينبغي أن يقوم الانسان بوضع برنامج محدد للآلي لكي يستوعب هذا الانسان الآلي الامر و ينفذه و اذا لم ينفذ الانسان الآلي الأمر كما يريد المخترع فيكون ذلك ناجم عن خطأ ارتكبه المخترع و ليس الانسان الآلي و بالتالي من سوف يعاقب هو المخترع و ليس المخترع لان الانسان الآلي ينفذ مشيئة المخترع و "قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا "صدق الله العظيم سورة التوبة الأية 51 و هنا على ما اعتقد الكتابة لا تعني الكتابة على الورق أو الالواح و هي تشبه الى حد بعيد البرنامج الذي يكتبه المخترع للانسان الآلي فالله هو الذي خلقنا و هو من كتب لنا برنامجنا الذي من خلاله نقيس به أعمالنا نحن’ نقيس به تصرفاتنا نفرق بين الحق و الباطل بين الخير و الشر فلو كان الله بالفعل هو من خلقنا فانه هو من سوف يحاسب أو يعاقب على أي أمر لم نقوم بتنفيذه كما يريد الله لانه هو من وضع لنا البرنامج و هو من خلقنا و نحن كما الرجل الآلي ليس بيدنا حيلة ينبغي أن ننفذ مشيئة الله الذي يقول في كتابه العزيز "ولا تشاؤون الا أن يشاء الله " و بالتالي من الواضح من خلال هذه الآية و الآية التي قبلها أن الانسان ليس سوى منفذ لمشيئة الله أي ارادة الله الخالق "المخترع" . و لكن قد بقول لي قائل متدين أن الرجل الآلي ليس لديه مشاعر و يفكر بينما الانسان لديه مشاعر و يفكر و يعقل و يحسب الى آخره بالطبع بالنسبة لنا الرجل الآلي ليس لديه مشاعر و لكن هل الانسان الآلي يفكر و يحلل و يركب فالتفكير حسب ما أعرف انما هو حل مسائل معينة و التوصل الى نتائج محددة من خلال حل المسائل و بالتالي فان الرجل الالي يفكر لان الرجل الآلي ليس سوى امتداد آلي لفكر الانسان كما أن الانسان حسب ما يعتقد المؤمنين ليس سوى امتداد لله فالله هو من نفخ فيه الروح و هو من حعله خليفة له في الارض و هو من وضع له الدماغ{البرنامج} ليعقل به و يميز بين الحق و الباطل بين الخير و الشر كما أن الانسان هو من اخترع الرجل الآلي و هو من ضمنه برنامجا" منه فهو ليس سوى امتداد للفكر الانساني كما أن الانسان هو ليس سوى امتداد لفكر الله عز و جل و بالتالي فالرجل الآلي يفكر حين يميز بين المعلومات الصحيحة و المعلومات الخاطئة الموجودة في برنامجه فلو قلت لرجل آلي أن يقوم بقتل فلان وقام بالقتل فالذي ينبغي أن يعاقب ليس الانسان الالي بل المخترع الذي وضع فيه البرنامج كما أن ليس السكين هي التي ينبغي أن تحاسب بل الانسان الذي استخدم السكين و بالتالي فان أخطأ الانسان فالذي ينبغي أن يحاسب هو الله و ليس الانسان . هذا من ناحية و من ناحية ثانية ينبغي للانسان هو أن يحاسب الله و ليس العكس لان الله هو من خلق الانسان و ليس العكس حسب ما يدعي المؤمنون فكما هو معروف لدينا فان الانسان هو ابن مجتمعه و مهما حاولنا القول بغير ذلك فاننا لن نتوصل الى شيء فالمسيحي مسيحي لان أهله و مجتمعه مسيحي و المسلم مسلم لان أهله و مجتمعه مسلمون و قس على ذلك باقي الاديان السماوية و الارضية فانا ان كنت من الصينيين البوذيين مثلا" من حق الله أن يحاسبني على عدم ايماني به لانه حسب ما يدعي المتدينون هو من خلقني في هذا المجتمع الوثني البوذي و بالتالي أنا من سوف يحاسب الله على خلقه لي في هذا المجتمع وليس العكس . لو كنت انسانا ذو عاهة أعمى اطرش عاجز ...الخ فليس من حق الله أن يحاسبني لانه هو الذي خلقني على هذه الشاكلة بل أنا من سوف يحاسب الله على خلقه لي بهذا الشكل و قس على ذلك . لو كنت في عمر الشباب و كنت ملحدا" و حدثت كارثة زلزال ما طوفان ما حرب ما و مت و أنا ملحد" وقل لا يصيبنا..." فليس من حق الله أن يحاسبني لانه لم يترك لي فرصة لكي أراجع بها تفكيري فقد أؤمن به لو عشت مائة سنة مثلا و هنا عدم المساواة واضح و جلي . و بالتالي فليس من حق الله أن يحاسب الانسان بل الانسان هو من ينبغي له أن يحاسب الله و سابقا" قال ألبير كامو إن أكبر دليل على عدم وجود الله هو موت الاطفال و ما أكثر ما يموت الاطفال في هذه الايام.
#قصي_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا نحكم على الشرير
-
واهم من يظن أن سوريا سوف تصبح ديمقراطية
-
ماذا تحتاج الشعوب العربية
-
الديمقراطية بين الخيال و الواقع
-
تطور الطبقة العاملة نموذجا-الإمارات العربية المتحدة
-
اليمقراطية
-
أزمة النظام في سورية
المزيد.....
-
مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا
...
-
غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
-
أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين
...
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|