|
القهوة، خميس وهي
كايد أبوالطيف
الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 10:03
المحور:
كتابات ساخرة
الليل الخالد سألني صديقي ونحن على شاطئ البحر عند الغروب، لماذا تحبين القهوة وألحظك تتذوقينها بمتعة تُحسدين عليها؟؟ أجبته: ربما لأن في القهوة الكثير من المرأة والحب . قال: كيف؟ قلت: تعال نستعرض الأمر وحدة وحدة.. وشفة شفة.. قال: كلي آذان صاغية ، هات يافيلسوفة القهوة قلت: المرأة كالقهوة والقهوة كالمرأة.. أذواق بعضنا يحبها حلوة.. وبعضنا يحبها مُرّة.. بعضنا يحبها خفيفة.. وبعضنا يحبها ثقيلة.. بعضنا يحبها وسط.. وبعضنا يحبها عالريحة.. البعض يحبها مغلية.. والبعض يحبها مزبوطه.. آخر يحبها رائقة.. وآخر يحبها وعلى وجهها قشوه.. واحد يحبها ساخنة.. والثاني يحبها فاترة.. الثالث يشربها شفة شفة.. والرابع يشربها شفطاً..الخامس تسمع صوته وهو يشفها.. والسادس يذوقها على الساكت ضحك وقال: صحيح والله صحيح.. أكملي.. جعلتني أعشق القهوة قلت: ناس يشربونها بفنجان كبير.. وناس يشربونها بفنجان صغير.. ناس يمسكون الفنجان من وسطه.. وناس يمسكونه من أذنه.. ناس يشربون الفنجان كاملاً.. وناس لا يشربون إلاّ نصف الفنجان.. ناس يشربون القهوة ويكتفون.. وناس يحملونها معهم في "الترموس".. ناس يشربونها في كل مكان.. وناس لا يشربونها إلاّ في بيوتهم رجل يحب القهوة إفرنجية.. ورجل يحبها عربية.. رجل يحبها نسكافيه.. وآخر يحبها كافي وبس.. واحد يحبها مع حب الهيل.. وآخر يحبها كلها حب هيل.. والباقي لا حب ولا هيل.. البعض يريدها على الطريقة الفرنسية.. آخرون على الطريقة التركية.. الباقي على الطريقة العربية البحته..الدنيا أمزجة.. هناك من لا يشرب القهوة إلاّ إذا عرف نوع البن.. هناك من يشربها كيفما كان البن.. هناك من يبحث في البن عن ماركته العالمية.. وهناك من لا يهمه من البن إلاّ نكهته الأصلية.. هناك من يشتري البن ليحمصه على يده.. وهناك من يشتريه مطحوناً خالصاً هناك من يشتري كيس البن مقفلاً.. وهناك من يشتري كيس البن مفتوحاً.. وبعد أن يشربوا القهوة ينقسمون إلى قسمين.. قسم يهوى قراءة الفنجان ليعرف الأسرار ويفك الرموز، وقسم يضحك على القارئين.. لأن رواسب القهوة مثل بعض النساء لغز لا سبيل إلى حله أبدا أبدا قاطعني وقال: ولكن هناك نساء يدّعِين معرفتهن بقراءة الفنجان؟؟ قلت: طبعاً.. لأنه لا يفهم المرأة إلاّ المرأة.. ولا تنسى يا صديقي أنه وبرغم محبتنا للقهوة لا بد أن نفهم أن الإفراط في كل شيء ضار !!!! إلاّ في الحب.. فالإنسان كلما أفرط فيه أحس بجمال الدنيا وروعة العمر وخفايا نفسه. سألني: وأنت يا عاشقة القهوة كيف تحبين القهوة ؟ قلت: أحبها مزبوطه لا حلوة كالقطر ولا مُرّة كالحنظل سألني: مغلية أم عكرة ؟ قلت: مغلية جداً سألني: رائقة أم على وجهها قشوة؟ قلت: رائقة جدا. سألني: وإذا جاءتك وعلى وجهها قشوة ؟ قلت: انفخ أو أمسح القشوة عنها حتى يعود إليها صفاؤها سألني: وكيف تشربينها شفة شفة أم شفطاً ؟ قلت: الذين يشربون القهوة شفطاً هم الناس العاديين الذين لا يُحْسِنون الاستمتاع بلذة الأشياء.. أما الذين يشربونها شفة شفة فهم الفنانون الملهمون المقدرون لعظمة البن. قال: وهل يسمع الناس صوتك وأنت ترشف القهوة؟ قلت: كانوا يسمعون صوتي عندما كنت صغيرةً... أما الآن ... فلا يسمع حفيف فمي إلاّ فنجاني وحده قال: وكيف تُمسكين بالفنجان؟ قلت: من وسطه! قال: لماذا لا تمسكين به من أذنه؟ قلت: أبدا.. فالفنجان كالزئبق الذي إذا تركته في راحتك استقر في راحتك،أما إذا ضغطت عليه تسلل من بين أصابعك سألني: وهل تشربين القهوة في كل مكان أم تشربينها في بيتك وحده؟ قلت: قد لا أشربها في بيتي وحده ،ولكنني لا أشربها في كل مكان قال: أين تشربينها إذن ؟ قلت: حيث يكون فنجاني قال: وكيف تفضلين القهوة : عربية أم افرنجية ؟ قلت: أفضلها حيث أحبها ،فالوطن هو الحبيب والحبيب هو الوطن سألني: والبن هل تفضلين أن تحمصيه على يدك أم تشتريه مطحوناً خالصاً ؟ قلت: أحمصه على يدي حتى إذا احترق كنت أنا المسؤولة الأولى والأخيرة (مساهمة الليل الخالد تستحق القهوة على الريق.. بعد الفطور بكوب ماء.. قبل الرشفة الأولى لنفس سيجارة الفيروز.. في الفيلولة.. بعد الضحى.. وقبل القيلولة.. وبعدها.. ظهرا، عصرا، مغربا، وعشاء المساء، وبعد الدعاء!).
جائزة مالية أنهى مكالمته العصبية بسرعة فائقة، قال فيها الأولاد بعد الدوام الدراسي كلهم فليأتوا الى مخزن الحوش الأمامي. طلب فنجان جديد وزجاجة صودا ليمون. نظر حوله وبعدها غرس ناظريه في عيوني وقال: "حل عن! أنا مش ناقصك". أعطيته الخط الأخضر بجواز السير قدما في توبيخي لأفهمه أكثر، خاصة وانه قبل ساعة من الآن "هشّم"، بيده الواحدة رأس الخبر السري الذي كان يلاحقنا من ساعات الفجر. ماذا الذي تريده مني؟ فقلت: لا شيء. قال: أعرف جيدا انك لا تبحث عن شيء، لكن لما لك كل تعب البال، ارجع إلى بيتك وأستمر في عيشك الرغيد بعيدا عني فأنا لا شيء كما تعلم، وسأظل هكذا بقيّة حياتي.. لم اعرف ما أرد على سخافة ما يقوله علما بأنه الرجل الوحيد الذي وافق على مقابلتي من بين جميع تجار المنطقة! المتقاعسين أهله عن جميع نواحي الحياة على حد تعبيره. خميس شاب في الأربعين من عمره أنهى المرحلة الإبتدائية ليجد نفسه بعدها أكثر من 10 سنوات لا يعرف للحياة إلا رائحة الغنم وروث البقر!. تعرف على أشخاص عدّة، من ضمنهم تجار المخدرات!. والبقية معروفة جيدا.. إستطاع الهرب من محطات الفطام مرات كثيرة.. الحشيش على جميع ألوانها لا تجدي نفعا بما هلك من أعصابه المخدرة، "والسيد الأبيض"، هو سيد موقفه.. الكوكايين المخصّب في أجود العقاقير الزجاجيّة الصغيرة التي يجمعها بعد انتهاء محتواها الذي يحقنه بشكل متواتر لابنته المريضة!. خميس: استطعت وهذا بتوفيق كبير إدخال كميات هائلة للنقب وحدي من أصناف المخدرات على ألوانها المختلفة.. والمنفعة التي أقوم بها لا تقل عن أي مربي أو معلم أو أي مصلح في هذا المجتمع.. تعرف؟ لو لم أقم بهذا العمل ماذا سيحصل في مدينتك؟!. علاقاتي العامة جيدة جدا. لكن قربك مني هذا ما لا أفهمه.. ماذا تريد أن تعطيني؟ هل هو المال الذي أنا بغنى عنه! أن تهديني إلى جادة الصواب! أستطيع فعل هذا وحدي دون مساعدة من أحد، وأنت عديم الجدوى والفائدة. قلت: لا.. قاطعني: العدم شيء له مدخل.. تعرف مين أين تسبر أغواره.. فلاه في صحراء.. أنت أقل من أن تكون عدم.. نظرت إليه أردت التحدث لكني لم أجد ما أقوله.. الجلوس أمامه يعطيني فقط الصمت والإصغاء التام له كأن كلامه لوحه من سيمفونيات ريكارد فاغنر، لها من الطابع "الحربجي"، وعدم التناسق الهارموني الذي يعطيك فقط الإصغاء ما لا يتقنه إلا هو!.. يا سيد عدم أريد قبل الذهاب أن أبعث لك رسالة ضعها حلقة في أذنك، على أمل إيجادها بصورة مرئية فحالكم "المتلف" يستطيع التمادي في "رخاوتكم بالمزيد"، لا تنظر إلي هكذا وإنا أتحدث إليك.. حاولت بسرعة مراضاته وعدم إزعاجه وقلت له هئنا أصغي لكل وخزه!، أعجبته كلمتي وأكمل: لا تظل تنظر إلي وحدي كعقبة في الطريق، أنظر حولك هذه طريقتي في مساعدة الناس المدمنات قبل المدمنين والصغار قبل الكبار في إيجاد السبل اللازمة لما هو مهدئ لأعصابهم وأرواعهم المزهقة.. المال الذي أجنيه أقوم من خلاله بإستيراد فتيات الهوى والباقي الإتيان بالأسلحة الخفيفة منها والثقيلة. الكل وإحتياجاته.. هل لك أن لا تستعمل الأسلحة إما في الطوايش العادية بين إفراد البيت الواحد.. أو عائلتك وعائلة أخرى.. أو لا سمح الله في قضايا خدش عار العائلة..(طئطئت راسي ولم أرد الاستماع إليه أكثر). تقول في قلبك أنت عار عائلة النقب لك ذلك فأنت عدم لا تفقه من حياتك إلا الأكل والبراز.. كالأنعام بل أضل.. "أنت واحد بتخزي كل ومخ مسكر".. لن تفهم جهدي الذي فيه تكمله للمسيرة الطبيعية في سيرورة هذا المجتمع! تخيل لو لم أكن موجود فانه سيكون حتما غيري.. ربما لن يكون ابن طينتك مثلي.. فأنا أقرب إليك من أي غريب آخر.. سألته: هل لي لقاؤك ثانية فأنت لم تعطيني حتى مجال للتحدث كيفما يجب! أجاب: موافق لكن بشرط.. خذ هذه الأوراق وأشتر بها الحرير وضعه تحت أقدام جدتك! لأنهن أصل الأصل.. قلت: لم أفهمك.. كيف تفهمني وأنت العدم بشطره المجهول!! قلت: لا أريد منك شيئا. قال: خذ هذه النقود واحرقها أمام مكتب التشغيل في بلدك.. وقل للمتقاعسين من الرجال والنساء روحوا موتوا!. قلت: ليس الكل متقاعس.. إذن خذها وأحرق نفسك بها حتى اللقاء القادم.. قال بتحد: هذه مشكلتكم انتم! حاولوا حلها وحدكم! انشغالكم عن الحياة اليومية وأحداثها القاهرة يوم إثر الآخر وانتم منزوون في جمع بواقي روث مشغليكم من النقود البائسة مثلكم ستقضي حتما على كل حلم من أحلام صغاركم وانتم أيضا.. قلت: آسف لم أفهمك..كيف ستفهمني وأنت على هذا الحال!
لورين بوث هي إنجليزية الأصل والفصل. صحافية مدافعة بإصرار السيدات الإنجليزيات أنفة وقوة عن حقوق الشعب الفلسطيني حالمة بتصليح ما خربته بلادها من وعود أتت بالهلاك لملايين البشر المتناثر على ظهر الكون شمالا وجنوبا، غربا وشرقا. لورين بوث (43). أخت شيري بلير، زوجة رئيس حكومة بريطانيا السابق سيء السمعة طوني بلير!. تعمل اليوم مقدمة أخبار في القناة الإخبارية الإيرانية باللغة الانجليزية برس تي.في !. هو شيراز ماهر، الذي حول جلده من مؤيد متطرف وراديكالي متخذا الإسلام وشاحا له إلى مؤيد كبير لصهيونية الدولة إسرائيل. الخميس السابق جمعهما على منصة واحده في "قاعة الجدل" في جامعة كامبردج!. منتدى الجدل الأكاديمي أسس عام 1815 واستضاف العديد من الشخصيات التاريخية أمثال وينستون تشرتشل والدلاي لاما ورونالد ريغن وغيرهم الكثيرون. جدل الخميس حول "إسرائيل كدولة مستعصية". بوث دخلت الإسلام من بوابته الإثنى عشرية الجعفرية قبل شهر ونصف في مدينة قم في إيران نفس اللون الأصفر لحزب الله المتشعبة جذوره جيدا أينما المصالح المتفقة مسبقا في إحلال السلام العالمي فيه وحدة الصف، وكلمة الفرس هي العليا! من المحيط إلى الخليج!!. لا أريد طرح مسألة من هو كبش الفداء فكلنا أكباش/أوباش/ناس والسلام.. فداء! وهذه مسألة لها من الخلاف ما للجدل من مسالك وتشعبات، فرعياتها وجزئياتها تطغى فيها على الأصل والجوهر.. لكن في سبيل أي شيء يمكننا السير قدما..طبعا في منتدى الجدل إسرائيل قد غلبت في كامبردج، وفي الحارة المقابلة تكشف صفية الفايد النقاب حول مسألة مقتل أميرة ويلز "الأميرة ديانا" وطليقة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، عن حادث الوفاة المدبر، وذلك بعد إعلان الأميرة ديانا، إسلامها قبل وفاتها، وأن ذلك السبب الرئيسي في مقتلها!!
#كايد_أبوالطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فتحة
-
رهط على صفيح ساخن!!
المزيد.....
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|