أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - شاعر فرنسا دي موسيه ( سأنام وأخيرا سأنام )














المزيد.....

شاعر فرنسا دي موسيه ( سأنام وأخيرا سأنام )


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 21:41
المحور: الادب والفن
    


شاعر فرنسا دي موسيه ( سأنام وأخيرا سأنام )
قاسم محمد مجيد ألساعدي

( أن الإنسان صبي ومعلمه هو الألم ) دي موسيه
لم يكن كتاب ألف ليله وليله ألا لحظه ظلت متوهجه بسحر لياليها في خيال هذا الصبي المنكب على المطالعة ليكتب المسرحيات القصيرة ومحاولات أولى في كتابه القصائد لكن الشاعر الفرنسي دي موسيه (1810-1857) لم ينتظر طويلا لتحقيق حلمه فقد أتيحت له فرصة ذهبية لقراءة بعض نصوص قصائده أمام الحلقة الخاصة بالأديب فكتور هيجو وهم من كبار الداعين إلى نشر المذهب الرومانسي !
إعجاب هيجو بتلك القصائد كان كافيا لان يصبح ضيفا شبه دائم في صالون هيجو الأدبي ألا انه لم يتأثر بهم فهو يقول( أنهم اخطاؤا حين اعتبروه احد رفاقهم ) لكن دي موسيه لم يستطع ان ينأى بعيدا عنهم فهو صريع ازدواجيته والتناقض العميق بين مثاليته وابيقوريته وهو ذات الانقسام بين منطقه الأحلام والوجود الاعتيادي!
ورغم الأوصاف التي أزجيت له كشاعر فرنسا الغنائي وشاعر الحب والألم ....آلا انه كان تعيسا" ويائسا"ودائم الظن أن الموت يبحث عنه والسماء شيئا فشيئا اشد قتامه فكان ذلك يفزعه ((لست الملاك الحارس/ ولست اعرف أين ذهب الذين أحبهم/فوق هذا الوحل الضئيل الذي نعيش فيه ) فهو في معركة شرسة ضد ألعزله والوحدة ويعيش في خوف مستمر من ان يظلل نفسه !!
( فعندما تشعر بالألم --- اقبل إلي بلا قلق--- لاصحبك على الطريق –ولكنني لااستطيع ان أمس يدك --- ياصديقي إنني العزلة )
جنحت به روحه اللائبه صوب حب سجل التاريخ فصوله التراجيدية بدقة ففي العام 1833 جمعته أمسية ثقافية مع الاديبه الفرنسية جورج صائد (1804-1876 ) كانت كافيه لان يفتح قلبه لها 00صاند اللعوب صاحبه التاريخ العريض من العلاقات الغرامية والتي أسدلت الستار مؤخرا" عن علاقتها مع الشاعر الفرنسي ميريميه بسبب ادعاءات تتعلق برجولته ! ترى في موسيه الشفاف الرقيق سجين عواطفه التي تصل حد القداسة ضالتها… فتتواصل معه في لقاءات يتبادلان إنتاجهما الأدبي أولا" ... ثم يجنح بهما الحب إلى مسارات أخرى ؟
ويقسم دي موسيه أن يكون الحب سر حياته وعله مماته (يأيها القلب الذي تملؤه المرارة والذي ظن انه مغلق – لتحب كي تعود إليك حيويتك ) ويبدأ الاثنان رحله حبهما خارج أسوار فرنسا إلى ايطاليا ومدنها الخلابة ليعيشا معا أجمل أيام حبهما لكن عارضا صحيا الم بموسيه أسرع بافتراقهما فصاند الضعيفة أمام نزواتها التي لاتحد ترى في الطبيب الشاب الذي يعالج موسيه منافسا له فتتوطد علاقتها به ويشعر موسيه بالخذلان فيرفع الراية البيضاء بعد أن فقد كل شيء وينسحب بهدوء لكن سيل الرسائل بينهما لم ينقطع فيكتب لها ( انه ميت من حب ليس له نهاية أو اسم ) وترد عليه ( أني على استعداد لان أضحي بكل حياتي من اجل يوم واحد احظي به بحنانك )وتقتلها اللوعة وتقص شعرها الجميل في لحظة جنون ويقرر موسيه الرحيل من فرنسا فتنهشها الوحدة فتكتب ( يا حبي الوحيد ياحياتي اذهب ولكن اقتلني وأنت ترحل )
جرح صاند لم يندمل فيه لكنه تدفق إبداعا" أدبيا فنشر كتابه ( اعترافات فتى العصر ) كي يظل شاهدا على حجم عذابه وكبر لوعته ويعقبه بديوان نشر فيه اروع قصائده وهو (الليالي الخالدة 1835-1836)
لنكتشف كم كانت صاند مصدر الهامة وعبقريته أما صاند فتكتب قصه حبها لموسيه بكتابها (هو وهي 1859 ) صدر بعد وفاة موسيه بسنتين
كان موسيه يتوق إلى امرأة تنتزعه من نفسه القلقة المحتارة لكن شبح صائد ظل يلاحقه رغم انه بعدها عرف الكثيرات دون أن يثق بواحد منهن لكن دون أن يكفر بالحب لأته الحقيقة الوحيدة في الوجود
قصائد موسيه كان لها فعل السحر في نفوس معاصريه إلى الحد الذي جعل كثيرون من الرجال يهدونها إلى زوجاتهم كباقة من الزهور رغم ان موسيه عاش ممزقا حين أضنته الحقيقة وعرف فظاعتها ( حين عرفت الحقيقة /حسبت أنها صديقه /وحين فهمتها وشعرت بها / أحسست بالتقزز منها ) فاتسع شعوره بالخذلان منها
عاش أيامه الاخيره مع صديقه ألعزله الذي لازمه حتى لحظات احتضاره في عمره القصير هذا .. ففي الأول من مايو 1857 أغمض عينيه للأبد بعد أن قال كلمته المشهورة ( سأنام وأخيرا سأنام )
سار في جنازته ثلاثة وثلاثون شخصا فقط ليودعوا شاعر فرنسا الكبير الذي قال عنه الناقد الكبير سانت بيف أن اسمه لن يموت



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر هادي ياسين في حفل توقيع ديوانه ( رجل وحيد )
- عندما يسرق م/ن قصيده للشاعر شينوار ابراهيم
- رواية المساكين البداية الكبيرة لدوستويفسكي
- عشرة اسئلة صلعاء
- إلى قاسم مطرود – لا نريد لجروحنا أن تستفيق
- تحت خط الحب اعلن ندائي
- الى السيدة هناء أدور - تحت نصب الحرية غنى الصبر أغنيته الأخي ...
- الى روح الشهيد قاسم عبد الامير عجام - للربيع أب لايموت
- نهمس في اذن الزمن كفى
- سندباديون
- كان ينتظر
- سينما وكنيسة وقصائد رسول حمزاتوف
- الرسالة الاخيرة
- انه الآن منتصف الظلام
- نريد صورة لمؤخرة سارتر
- الكاتبة والصحفية منى سعيد الطاهر: أعالج الألم بالكلمات حاوره ...
- غفوة الامل
- لاشي جديد هنا
- الساعة العاشرة
- بين فار لافونتين ودجاجات احمد شوقي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - شاعر فرنسا دي موسيه ( سأنام وأخيرا سأنام )