أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - التطرف الديني لماذا ؟














المزيد.....


التطرف الديني لماذا ؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لماذا يتواجد التطرف الديني في مجتمعاتنا ؟ سؤال نبدأ به سطور مقالتنا....
إن المجتمع الواعي والمعافى يستحيل إن يتواجد فيه أي نوع من التطرف وهذه حقيقة تاريخية, فالمجتمع الواعي يملك كل الأدوات الرادعة لنشوء التطرف والقوة الرادعة لها منذ أول صيرورة لها. لكن إن تواجدت على الساحة فدليل إن المجتمع مريض وبحالة خطيرة تهدد كيانه, وهذا ما كان فالمجتمع الذي تغيب عنه صفة التسامح بين إفراده أي عافية فيه ؟؟ والتخندق خلف العشيرة والقبيلة والقومية والمذهب ترى أي وحدة لكيانه ؟؟ والمجتمع الذي يغيب فيه احترام الأخر وساحة الحوار وتتمظهر فيه صفات غريبة عليه بفعل عديد العوامل والضغوطات والنتيجة انهيار كيان الأسرة وانتشار الجهل وتقسم المجتمع إلى طبقات متحصنة بعضها عن بعض ؟؟ ففي هذا كله يكون البيئة الصالحة لظهور التطرف الديني ..
والتطرف الديني يعني عدم وجود أي فرصة للتسامح مع الأخر والاستماع لرأيه .. فهو يعتمد على النص ويوظفه لمصلحته فيرفع النص مع الأسماء والرموز التي يخلقها فيكون الحب والولاء والحق والباطل بحسب الانتماء للرموز التي صعدها إلى مرتبة الملائكة والنص الذي يمثل الفيصل للحقيقية المطلقة والتي يدعي المتطرف امتلاكها هو وحده والباقين يسبحون في بحر الباطل والكفر .
بعد ذلك ينطلق المتطرف للشارع كي يسود وينقل أفكاره إلى ارض الواقع فيمارس تطرفه على المجتمع تحت عناوين التدين والشرعية وممثلية السماء والواجب والحلال والحرام والجهاد والعمل الصالح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. في أبشع صورة تتشكل باسم الإسلام يصنعها المتطرفون في المجتمع.
وهكذا يصبح للمتطرف اثر في ارض الواقع فالجماهير تصاب بالرهبة من العنف الصادر من قبل المتطرفين وهذا يحدث عندما لا يكون هناك سيادة للقانون في الإطار العام..
ويجذب اليه هذا الخط ( خط التطرف) فئات معينة , أول تلك الجماعات هم السذج والبسطاء وذوي النوايا الطيبة , وكذلك يجذب إليه المهمشون اجتماعياً فمن خلال خط التطرف يحاولوا إن ينتقموا من المجتمع الذي رفضهم فيكونوا اليد القاسية على المجتمع من خلال تيار التطرف , والفئة الثالثة هم المتلونين الذي هم كل يوم مع من يملك القوة الذين لا يملكون مبادئ ولا قيم بل مصلحتهم يتبعوها أين ما كانت , والفئة الرابعة الباحثين عن فرص البروز وتحصيل المكاسب . وهنا فئة تنظم اليه بباعث خارجي يدفعها للدخول لتيار التطرف الديني لغايات خارجية .. هذه أهم الفئات التي تشكل تيار التطرف الديني.
إما قادة التطرف ففي كثير الأحيان هم من الباحثين عن كرسي السلطة بأي وسيلة فالقيم تختفي هنا , أو من مدعي المقامات العلمية من دون دليل واضح , أو من الفاشلين دراسيا لذلك سعيهم للبروز الديني لا يكون إلا من خلال قيادة جماعات العنف الديني بعناوين حماية الدين وتطبيق مبادئه وهو مجرد ادعاء خلف حقيقة وضيعة .
فالتطرف هو قراءة متحيزة للدين وقراءة متجزة للنصوص . وواقعنا في العقود الأخيرة يحمل الكثير من التطرف الديني بلغ أشده بعد 2003 فالبعض لا يجيد إلا لغة العنف وإلغاء الأخر وتكفير من لا يتفق معه في الرأي فينطلق للشارع بسيفه وبنادقه كي يكون بزي الحامي للدين مع انه بحسب الحقيقة مجرد متجاوز على الحقوق الإنسانية ويستحق العقوبة بحسب كل الأديان !!! بل هو كالمحارب للدين الإسلامي لا الناصر له لكن المصيبة بقلة الوعي التي تدرك حقيقة ما يجري فاختلط الأمر على فئات واسعة من الجماهير ...
فالقضية برمتها من دون أقنعة هي غياب الإنسان والمبادئ والقيم وتمركز المجرمين في الشارع بعنوان التدين.والسؤال المهم الذي يجب إن نطرحه هنا كيف يمكن لنا إن نتخلص من ظاهرة العنف والتطرف الديني ؟؟
اعتقد إن الدور الأهم هو دور النخبة في المجتمع فعلى النخب إن تتحمل مسؤوليتها وتودي دورها في المجتمع سعيا لبعث الروح في قيم المجتمع وأخلاقياته السامية والتي هي الركيزة الأهم بوجه التطرف الديني . فيعمل الكل معا لرفع المستوى الثقافي للمجتمع وإحلال قيم الحوار واحترام الأخر وسيادة القانون وقبول الأخر بما هو أخر.
والاهتمام بالنظم التربوية والتركيز على زرع قيم التسامح والاحترام والحوار العلمي مع التأكيد على نشر ثقافة الفحص والتمحيص قبل اتخاذ المواقف وسد الباب إمام السير خلف العاطفة وإلغاء فكرة التقديس والتي تسببت بالويلات لمجتمعنا.
وهنا نذكر حقيقة تاريخية بان أهل التطرف دوماً مصيرهم إلى الاضمحلال والزوال فلم يحدث إن نجحت أي جماعة متطرفة في صنع التاريخ فقد ظل المتطرفون دوماً على هامش التاريخ.
إن الدين بريء من تصرفات هؤلاء المتطرفين وأهل العنف فالدين الإسلامي هو دين التسامح والأخلاق السامية ودين العقل والتعقل, دين الوسطية والاعتدال. هذه صفات ديننا التي تعيش ببركاته العالم الغربي والذي اليوم يمثل المثير مما يدعوا له ديننا ونحن تركنا دعوته الأصلية ولجئنا للعنف والتعصب وسيلة لتحقيق الغايات باسم الدين . فهل يمكننا إن نقول وداعا أبديا للعنف والتطرف الديني لم نعد نطيقك ولا نريدك في أرضنا.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الدكتور كريم الجاف حول مشروعه الفلسفي (منتدى فلاسفة ...
- فكرة التسليم للقدر


المزيد.....




- ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
- تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
- نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
- شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي ...
- مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
- صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
- اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من ...
- السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال ...
- دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو) ...
- واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - التطرف الديني لماذا ؟