أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - هل المرأة تصلح رئيسة دولة؟














المزيد.....

هل المرأة تصلح رئيسة دولة؟


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 09:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هذا سؤال وارد فى بلادنا حتى اليوم، رغم أنه انقرض فى معظم بلاد العالم، سؤال متخلف ينتمى إلى العصور الحجرية، وأسئلة أخرى عنصرية من نوع: هل يصلح القبطى لرئاسة الدولة، هل يصلح الزنجى للرئاسة (قبل تولى أوباما فى الولايات المتحدة)، هل يصلح العامل أن يكون رئيس الدولة (قبل الرئيس لولا فى البرازيل)، فى العصور الحجرية كانت تطرح أسئلة أكثر عقلانية وإنسانية، لأن المجتمع الحجرى لم يكن تم تقسيمه سياسياً على أساس الجنس أو الدين أو الطبقة أو اللون، لو درسنا التاريخ البشرى (دون تحيز جنسى أو دينى أو طبقى) سوف ندرك أن الحضارات القديمة، قبل نشوء النظام الطبقى الأبوى الاستعمارى كانت أكثر عدالة وحرية وكرامة من المجتمعات المعاصرة الحديثة وما بعد الحديثة، لو قرأنا الحضارة المصرية القديمة لعرفنا كيف كانت أرقى إنسانيا من عصرنا الحديث، كيف كانت المرأة رئيسة الحكم ورئيسة القضاة وكبيرة الأطباء، وكانت أيضا الإلهة المعبودة.

العصور الحجرية لم تعرف الاستعمار، ولا أسلحة الدمار الشامل، النووية والذرية والكيماوية، وقنابل الليزر وطائرات الشبح، لم تكن دولة إسرائيل أو أمريكا موجودة بعد، ولا الآية فى كتاب التوراة، عن الأرض الموعودة، وهبها الإله يهوه لبنى إسرائيل مقابل ختان الذكور، لم يكن يهوه شرع للرجال قانون تعدد الزوجات فى الحياة وبعد الموت، وفرض العذرية على جميع النساء حتى الأمهات اللائى حملن وولدن.

لم تكن الفكرة موجودة، فكرة أن المرأة مخلوق ناقص، وما ينقصها هو الرأس، حسب قانون الإله يهوه، ثم بعد الزواج يصبح زوجها هو رأسها، لقد فرض يهوه على المرأة تغطية رأسها بحجاب لتخفى عارها (كونها جسداً بغير رأس)، وقع الإله يهوه هنا فى تناقض صارخ.

أولا: كيف تغطى المرأة رأساً غير موجود؟ ثانيا: كيف يعاقبها يهوه على ما فعله هو ( خلقها بغير رأس).

ورثت البشرية هذا القانون المقدس المتناقض، يعاقب القانون المرأة على ما يفعله الرجل، لأن الرجل مخلوق كامل مثل آدم، الذى لم يأكل الثمرة المحرمة لولا تحريض زوجته حواء الناقصة العقل ( الرأس).

كيف تكون المرأة رئيسة الدولة فى مصر؟ هل تطلق زوجها بعد أن تنجح فى الانتخابات؟ هل تصبح رئيسة لكل مصر ما عدا زوجها؟ هل يمكن أن تكون مرؤوسة داخل البيت ثم تخرج من باب بيتها لتصبح رئيسة الملايين فى الدولة؟؟

نشرت قصة قصيرة منذ عدة سنين عن رئيسة دولة فقدت الحكم وعادت إلى البيت، كان زوجها يعاملها كرئيسة الدولة، يكبت مشاعره السلطوية الذكورية خوفا من سلطتها الكبرى فى الدولة، ثلاثون عاما من حكمها وهو مكبوت مكتئب، يخشى الإفصاح عن حقيقته، يضحى ببعض سلطته كرجل لينعم بمزايا زوج الرئيسة، يضحى بوضعية الأعلى جنسياً ليحصل على منصب أعلى سياسياً، يتخفى فى الليل مع عشيقاته، ينتقم من زوجته بخيانتها فى السر، ترفعه الخيانة الجنسية إلى درجة أعلى من الرجولة، يعوض عن الإحساس بالنقص (فى حضور زوجته) بالإحساس بالعظمة بين النساء فى الليل، كانت زوجته (الرئيسة) تدرك ما يعانيه، فتجعله يمشى أمامها، أو تشيد بعبقريته أمام الآخرين، دون جدوى، كلما رفعته إلى أعلى زاد إحساسه بالنقص، زاد انتقامه منها فى الخفاء مع الأخريات،

كانت النساء يقعن فى حبه تقرباً من رئيسة الدولة وليس حباً فيه، كان يدرك ذلك فيزيد غضباً على زوجته ورغبة فى الانتقام منها، ثلاثون عاما مرت حتى فقدت زوجته العرش، وعادت إلى البيت لتواجه رجلاً غريباً عنها، يكنّ لها الكره والبغض المتراكم فى التاريخ منذ حواء ويهوه، حين أعلنت عن ترشيح اسمى ضد الرئيس السابق مبارك فى انتخابات ٢٠٠٥، لم أسلم من غضب جميع الرجال (ونساء تابعين لرجالهم)، من جميع الطوائف والحكومة والمعارضة والأحزاب (يسار ويمين ووسط)، والتيارات العلمانية والدينية إسلامية ومسيحية وبهائية وسلفية وصوفية وغيرها، كنت أدرك سبب هذا الغضب التاريخى المتراكم منذ حواء ويهوه، حتى فى البلاد الأخرى التى تسمى ديمقراطية، لا تزال فكرة حواء (الناقصة العقل) مدفونة فى اللاوعى الذكورى، وكم شهدت من مشاجرات بين الزوجة وزوجها (الأمريكى أو الأوروبى)، الموجوع من تفوقها عليه، فى العلم أو الأدب أو السياسة أو غيرها، وكم كان الرجل ينكر السبب الحقيقى للتوتر بينه وبين زوجته، يؤكد لى أنه لا يؤمن بالإله يهوه أو أى إله آخر، أنه ضد النظام الطبقى الرأسمالى، أنه اشتراكى ماركسى ملحد، أنه ضد النظام الأبوى البطريقى، وعضو نشط فى الحركة النسوية الثورية.

كيف تصبح المرأة رئيسة دولة فى الشرق أو الغرب؟ عليها أن تصرف النظر عن الزوج، تدرك أن الوحدة خير من رفيق يضمر البغض المتراكم والغيرة، قد يتهافت الكثيرون للزواج منها، تقربا من الرئيسة، وليس حبا فيها، المرأة ذات العقل فى عالمنا الحديث، عليها أن تدفع ثمن خرقها قانون يهوه، أو عليها أن تخفى رأسها، وتدعى أنها مخلوقة بدون رأس.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ 2
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ (١)
- زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين
- الدفاع عن سيناء بعصا موسى السحرية!!
- ماذا يقول القراء والقارئات؟
- امرأة تكتب فى الليل
- العدالة عمياء ولا عزاء لمن يرون
- أحداث أوسلو والثورات الشعبية الجديدة
- القوة الجبرية الأبوية تستمر وتزيد تجبراً
- لا كرامة لثورة فى وطنها
- كلمة الثورة.. المستحيل الممكن
- المرأة تُحارَب على كل الجبهات، العائلية والمحلية والعربية وا ...
- كما شق نهر النيل طريقه الوعر
- الورقة يا ورق وجوهر الأخلاق
- النساء والثورة والأحزاب الجديدة
- شىء عن الاتحاد النسائى المصرى
- مبارك.. زويل.. عماد أبوغازى؟
- الحنين لمن كان يضربه بالشومة
- أقول لكم أيها السادة والسيدات؟
- بلبلة الرأى العام فى كل عهد؟


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - هل المرأة تصلح رئيسة دولة؟