أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلمان عبد - كلام كاريكاتيري / حمار بظروف تجلب الشبهة














المزيد.....

كلام كاريكاتيري / حمار بظروف تجلب الشبهة


سلمان عبد

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 07:26
المحور: كتابات ساخرة
    


كلام كاريكاتيري
حمـار بظروف تجلب الشبهـة
هذه الايام ، ماذا ستتصرف عندما تجد امام بيتك قد ركنت سيارة مقفلة ولا احد بقربها وعندما تتفحصها تجد انها خالية من الارقام ؟ وعندما تحدق في داخلها ستجد ان هناك شيء ما على المقاعد لا تتعرف عليه لانه مغطى بغطاء او ببطانية ، وتلتفت يمينا ويسارا فلا تجد احدا ولكنك تلمح من بعيد رجل قد جلس على الرصيف وهو ينظر اليك ويبدو من ملامحه انه غريب لان كل اهل المحلة تعرفهم حق المعرفة . بماذا تتصرف ؟ طبعا ومن غير شك ستهرع الى البيت اذا اسعفتك ارجلك ولم تصطكان او ( حيلك يكع بالكاع وتموت ايديك ) وتلتقط سماعة التلفون او الموبايل ويداك ترتجفان ويجف فمك وستستعين بابنك الصغير لانك ولكثرة ارتباكك سوف تتصل بالفيترجي متصورا مركز الشرطة ، وتطلب من اهل بيتك عدم الخروج لا بل ستشير لهم ان يلبدوا بمكان امن ريثما يتم الاتصال ومجيء الشرطة و تحضر الصحيفة لابنك وتجعله يتصل بالارقام المعلنة عند الشك بوجود ( سيارة ) في ظروف تجلب الشبهه. وتصرفك هذا تصرف طبيعي لمواطن حريص على عائلته وابناء بلده وفي هذا الظرف بالذات ويجنبك الوقوع تحت طائلة المادة 4 ارهاب وان كنت اشك في ذلك .
لكن الامر مختلف تماما في سنة 1923 حيث وجد ( حمارا ) في ظروف تجلب الشبهه ! مما اقلق الشرطة الى الحد الذي اصدرت بيانا عن امر ذاك الحمار المريب ! وما هو مصدر الشك هذا يا ترى ؟ هل تصرف الحمار تصرفا جلب على نفسه الشك والريبة ؟ هل سب عنب زرباطية الاسود على حد قول الكرخي ؟ وهل نتصور نحن في يوم ما ان يكون حمارا مجلبة للشك والريبة بحيث ان الشرطة بقضها وقضيضها تصدر بيانا عنه وملابسات قضيته التي جلبت الشك ،هل كانوا ( ما عدهم شغل ) فاصدروا البيان بدلا من ان يلعبوا بــ .... هل ان الحمار مفخخ ؟ وهل كان في تلك الايام فخ ومفخخات وتفخيخ ؟ والامر الاكثر غرابة هو ان الشرطة وفي مرة اخرى قد اصدرت بيانا اكثر دقة واكثر تحديدا لانهاعثرت على ( حمارة ) اي انثى ، وبالطبع بعد التقصي والمعاينة الميدانية ممن له خبرة في تمييز اناث الحميرعن ذكورها بسهولة او ممن هوايته التعرف على اناث الحمير . والملاحظ ان الاعلان عن وجود الحمير واهتمام الشرطة باصدار بيانات ( لم يكن في وقتها ناطق رسمي ) لكي يتمكن من اضاع حمارته او حماره ان يعطي الاوصاف الى الشرطة لاسترجاع المفقود ولحين ظهور صاحب الحمار او الحمارة يتعين على الشرطة ان تعتني بالمفقود او المفقودة لحين وجود المالك والاخيرة كانت تودع لدى الهاوي الذي تعرف عليها ، وحين التامل جيدا في البيانين نجد ان الشرطة ايام زمان كانت حقا ( في خدمة الشعب ) وتسهر على مصلحته ، فالحمار والحمارة هما الواسطة المهمة في التنقل كالسيارة في ايامنا هذه ، اظافة الى ما تقدمه الحمير من خدمة للمواطنين تماما مثل اي بيك اب اوالستوتة هذه الايام فان ضياع الحماروالحمارة على الاخص خسارة فادحة . لكن الشيء المحير ما هي هذه الشبهة التي تسبب بها الحمار المسكين ؟ لكن مع كل ذلك فان الاهتمام بالحمار واصدار بيان لاجله يدل على ان الشرطة في ذلك الزمان تؤدي واجبها بحرص ومسؤولية ، تذكرت ذلك حين شهدت في احدى تقاطعات الشوارع في مدينة كربلاء وحين كانت السيارات متوقفة انتظارا لاشارة شرطي المرور ، وبينما كانت احدى المتسولات تدور بين السيارات توجه شاب يركب دراجة وانهال عليها ضربا واوقعها على الارض وهي تصرخ وشرطة النجدة ينظرون بلا مبالاة الى المشهد حتى ترجل بعض من اصحاب السيارات لتخليص المرأة ، وصح بهم القول " من اشوفك اتعثر بيك ومن اريدك ما القاك " وفي وعودة الى بيانات الشرطة آنذاك نقرأ :
 اعلان من مديرية شرطة بغداد / عثرت الشرطة على حمارة فعلى فاقديها ان يراجعوا هذه المديرية .
 بموجب المادة 272 من قانون الاصول وجدت دائرة الشرطة بتاريخ 23 تشرين الاول 1923 في البيداء حمارا بظروف تجلب الشبهه . وقد بيع بامر من حاكم الجزاء للواء بغداد فعليه من يدعي من لـه علاقة بالحمار المذكور الحضور لاثبات ملكيته فيه وذلك بظرف ستة اشهر وعند عدم ذلك فسوف يتقيد ثمنه ايرادا للحكومة .






#سلمان_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام كاريكاتيري / هيموني هالبنات
- كلام كاريكاتري / تسعير الشلغم
- كلام كاريكاتيري / انا و ربعي المكاريد
- كلام كاريكاتيري / المؤمنون حلويون
- كلام كاريكاتيري / هي قطرة لو .... ؟
- كلام كاريكاتيري / كام ايجفص
- كلام كاريكاتيري/سلمان عبد يقاضي هادي جلو مرعي
- كلام كاريكاتيري/ عيب ، استحوا ، عيب
- كلام كاريكاتيري/ وين صار الزرف؟
- كلام كاريكاتيري/ بيان هام من عشيرة المكاريد
- كلام كاريكاتيري/ ميسون الدملوجي، عماد الخفاجي، اريد ان اصرخ
- كلام كاريكاتيري/ منو يحك ظهري؟
- كلام كاريكاتيري/ عطيوي يتزوج هيفاء وهبي
- كلام كاريكاتيري / تحذير بوجود مصيادة الجريدية


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلمان عبد - كلام كاريكاتيري / حمار بظروف تجلب الشبهة