|
التهديد بحل السلطة الفلسطينية واطلاق مسيرات مليونية باتجاه حدود فلسطين
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 21:29
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
التهديد بحل السلطة واطلاق مسيرات العودة للفوز بمقعد فلسطين في الامم المتحدة
عقب وصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى مقر عمله في مدينة رام الله قادما من نيويورك تجمع الاف من الفلسطينيين في الميدان الرئيسي للمدينة " المنارة " للاحتفال بمناسبة تقديمه طلبا للجمعية العامة للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين وللموافقة على قبولها عضوا كاملا في الامم المتحدة تعبيرا عن فرحتهم بهذا " الانجاز التاريخي " الذي لم يكتمل بعد. وبهذه المناسبة التاريخية ايضا القي رئيس السلطة من شرفة المقاطعة خطابا حماسيا كرر فيه رفضه اجراء محادثات مع اسرائيل ما لم تبادر الى تجميد الاستيطان ثم اضاف قائلا : اكدنا للجميع اننا نريد ان نصل الى حقوقنا بالطرق السلمية وبالمفاوضات ولكن ليس أي مفاوضات . لن نقبل الا بالشرعية الدولية ووقف الاستيطان بشكل كامل . قلنا للعالم ان هناك ربيعا عربيا ولكن الربيع الفلسطيني موجود ربيع شعبي جماهيري مقاوم سلميا وصولا لغاياته . قي هذه الاثناء كانت مجموعة من موظفي المقاطعة تتمايل طربا وهي ترفع عاليا كرسيا مصنوع من خشب الزيتون وعلى قاعدته لوحة كتب عليها مقعد فلسطين في الامم المتحدة فيما كان جمع كبير من المبتهجين يصفقون ويرقصون حول الكرسي وكأن تصنيعه ورفعه وعرضه امام الزا ئرين من المسئولين الاجانب لمبنى المقاطعة هو الوسيلة الكفيلة بقيام الدولة القلسطينية وبفوزها بمقعد في الامم المتحدة ! ويذكرنا مشهد المبتهجين بعودة عباس المظفرة بمشاهد لمهراجانات ابتهاج جماهيرية كانت فصائل المنظمة تحشد لها بمناسبة تحقيق "انجازات وانتصارات وطنية "مماثلة كمهرجان الابتهاج الذي اقيم في تونس في ثمانينات القرن الماضي بمناسبة الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية والذي تلاة بعد عقدين مهرجان عودة ياسر عرفات وسائر قادة القصائل الفلسطينية من منافيهم في تونس ودمشق الى قطاع غزة واريحا تجسيدا لشعار غزة اريحا اولا دون ان يسفر هذا الحراك الشعبي عن قيام الدولة او وقف الاستيطان وتهويد الاراضي المحتلة . والسئوال هنا هل حقق رئيس السلطة أي انجاز وطني بذهابه الى الجمعية العامة لللامم المتحدة حتى تنظم السلطة مثل هذه الاحتفالات ؟ وهل يكفي ان يستقل رئيس السلطة الطائرات طوال الاشهر الماضية من اجل التباحث مع المئات من رؤساء دول العالم في مسالة اعترافهم بدولة فلسطين والتصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة لصالح انضمامها للمنظمة الدولية وهل تكفي حملة العلاقات العامة او الجهد الدبلوماسي ان صح التعبير حتى يجلس ممثل فلسطين على المقعد المصنوع من خشب الزيتون في الجمعية العامة؟ على هذه الاسئلة اجاب عباس ولو بشكل غير مباشر ودون ان يتفوه بكلمة واحدة حين اسند راسه بين كفيه وبدا واجما وغارقا بافكاره اثناء استماعه لخطاب اوباما امام الجمعية وحيث تاكد لكل مراقب تابع طلته وردود فعله على الخطاب ان عباس كان محبطا ومستاء من مضمون الخطاب وربما كان في تلك اللحظة نادما انه قد وضع حل القضية الفلسطينية " في رقبة اوباما" وكما ظل يذّكره بهذه العبارة كلما التقى به واجرى معه جولات من المباحثات وحيث توقع بعض المراقبون ان يفاجىء عباس الرؤوساء وممثلى دول العالم المشاركين في الاجتماع بمغادرة القاعة احتجاجا على كلمة الرئيس الاميركي التي تبين منها ان رقبته قد تحررت من القضية الفلسطينية وبانه في كل جملة تفوه بها وتناولت مسالة قيام الدولة الفلسطينية قد اثبت انحيازه الكامل الى جانب الثوابت الاسرائيلية وتنصله من التزامه ببذل كافة المساعي التي تعجل بقيام الدولة قبل نهاية ولايته . وبدلا من مغادرة القاعة والعودة الى رام الله تعبيرا عن احتجاجه ورفضه لما جاء في خطاب اوباما واضا من اجل ان يتخذ مواقف سياسية واطلاق مبادرات شعبية تعيد القضية " الى رقبة اوباما " فقد ظل صامدا على مقعده مطرقا براسه وكأنه بهذا الموقف اراد ان يوصل رسالة للشعب الفلسطينيى بانه ما زال ثابتا ومتمسكا بموقفه حتى لو وقف ضده اوباما والمح باجهاضه في مجلس الامن بالفيتو الاميركي . ولقد يقول قائل : وهل ثمة خيار اخر لقيام الدولة والاعتراف بها غير ذهاب عباس الى الامم المتحدة وتقديم طلب العضوية الى الامين العام بان كي مون ؟ وهل تسمح الظروف الذاتية للسلطة الفلسطينية والظروف الموضوعية ان تنجز مشروع الدولة عبر الكفاح المسلح ؟ في الخطاب الذي القاه امام الجمعية حرص الرئيس الاميركي ان يضمّنه بعض النصائح والرسائل للجانب الفلسطيني لعله يبادر بتطبيقها حيث قال : لا توجد طريق مختصرة للتوصل الى سلام يقود الى قيام دولة فلسطينية ولانهاء نزاع فائم منذ عقود : فهل ثمة مغزى لهذه العبارة سوي ان اوباما كان يعبر عن سخريته واستخفافه بالجهود الدبلوماسية التي يبذلها عباس من اجل انجاز مشروع الدولة وبانه لن يحتل مقعدا في الجمعية العامة حتى لو صنع عشرات المقاعد المصنوعة من خشب الزيتون , وهل ثمة دلالة لهذه العبارة سوى ان الطرق الطويلة اشبه برحلة الالف ميل التى بدأها جيش التحرير الصيني بقيادة المناضل ماو تسي تونغ بخطوة واحدة وحيث انتهت بعد قطع هذه المسافة الطويلة بتحرير الصين من الاقطاع والاحتلال الياباني ؟؟. الا تنطوي هذه العبارة ايضا على رسالة مفادها ان الحركة الصهيونة لم تنجز مشروع الدولة الاسرائيلية وتحصل على الاعتراف الاممي بها الا بعد مخاض طويل زاد عن ستة عقود كانت خلاله الحركة الصهيونية تشتغل ليل نهر من اجل جلب اكبر عدد من المهاجرين اليهود الى فلسطين ومن اجل شراء الاراض او الاستيلاء عليها بالقوة المسلحة او بمصادرتها عبر سلطة الانتداب البريطاني و ايضا بعد ان خاضت معارك وحروب طويلة الامد مع الفلسطينيين وجيرانها العرب وبعد هزيمتها لسبع جيوش عربية في حرب 1948؟. وكما قال اوباما السلام لا يمكن ان ياتي عبر بيانات وقرارت في الامم المتحدة ولو كان بهذه السهولة لكان انجز انجز على التو و هذا الموقف ان دل على شييء فانما يدل على ان الادارة الاميركية لن تتراجع عن موقفها الرافض لانضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة كما لن تقبل الحكومة الاسرائيلية الحالية ولا اية حكومة قادمة قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب اسرائيل ولا بتعويض اللاجئين وعودة عدد منهم الى ديارهم حسبما جاء في المبادرة العربية الا اذا تخلى عباس عن الحلول السهلة والطرق المختصرة وسلك بدلا منها طرقا كفاحية طويلة . فاذا كان ابو العبابيس مستاء من التعنت والصلف والغطرسة الاسرائيلية المتمثلة في بناء المستوطنات والتهرب من استحقاقات قيام الدولة الفلسطينية فان الرد الفلسطيني على مثل هذا الموقف لا يكون بالانسحاب من طاولة المفاوضات فحسب بل يكون في حل السلطة الفلسطينية وفي وضع اسرائيل امام خيارين : اما القبول بحل الدولتين او القبول بدولة ثنائية القومية يشكل الفلسطينيون نصف سكانها وعندئذ لا اظن ان نتنياهو او غيره من رؤساء الحكومات الاسرئيلية سوف يماطل ا و يتهرب من استحقاق قيام الدولة الفلسطينية بل سيبصم عليها بالعشرة كونها اهون الشرين , واذا كان ابو العبابيس جاد ايضا في مسالة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ودفع تعويضات فلا سبيل لتحقيق ذلك الا ان يشمر عن ساعديه وان يبدأ في تنظيم مسيرات مليونية لسكان المخيمات الفلسطينية المتواجدة في الدول العربية المجاورة لفلسطين ثم ينطلق بها باتجاه حدود فلسطين . فهل يضع ابو العبابيس اسرائيل في مواجهة هذا التحدي ام انه سيظل متمسكا بخياراته الدبلوماسية وبمراهناته على رقبة اوباما التي اثبتت فشلها ولم تمنع اسرائيل من بناء المستوطنات ومن التهرب من استحقاق قيام الدولة الفلسطينية ؟
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معارضون سوريون يطالبون بالتدخل العربي والدولي لحماية الشعب ا
...
-
يا للمهزلة : برهان غليون يتحالف مع الاخوان المسلمين
-
حظر فرنسا الصلوات في الشوارع يعرقل تواصل الموحدين مع الله!!
-
هل يؤلّه المسلمون المسيح كما يؤلهه النصارى ؟
-
يوم - للترحيب بتدخل الناتو - , ويوم للغضب ضد روسيا !!!
-
بوحي من اقتحام السفارة الاسرائيلية بالشواكيش فهل يقتحم الفلس
...
-
هل من شيم الثوار سرقة الكنائس والتمثيل بجثث الجنود وتدمير ال
...
-
الجامعة العربية ترعى الاستبداد في مشيخات النفط والغاز ولا تس
...
-
الرهبان يتحرشون جنسيا بالاطفال وبابا روما يكفر عن ذنوبهم بال
...
-
قبل هجومه على سوريا الخليفة العثماني يطرد السفير الاسرائيلي
-
برعاية الثوري الشيخ حمد بن خليفة اطلاق مظاهرات الموت ولا الم
...
-
كيف سيكون رد فعل خادم الحرمين لو اندلعت مظاهرات تطالب باسقاط
...
-
اغتيال عبد الفتاح يونس وصمة عار في جبين المجلس الانتقالي الل
...
-
- العيديات - تنهال على الحكومة والشعب الاردني هل وراء الاكمة
...
-
احدث ابتكارات االكفار والملحدين : تصنيع شريحة كمبيوتر تحاكي
...
-
المشير الطنطاوي يشرب حليب السباع ويوجه تهديدات لاسرائيل
-
ردا على انذارات خادم الحرمين هل يوجه له بشار انذارات مماثلة
-
خادم الحرمين ممولا للغزوة الاطلسية العثمانية لسوريا
-
اردوجان يستقوي بالاطلسي لغزو سوريا
-
لماذا تجاهل - الله- المتظاهرين في جمعتي الله معنا ولن نركع ا
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|