أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - هل يتمردون على ولاية الفقيه؟














المزيد.....


هل يتمردون على ولاية الفقيه؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 18:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ازداد انحصارُ الفئة الاجتماعية الصغيرة التي تمثل قيادة الوفاق وما يشبهها من تكوين يمثل صغار التجار وصغار الموظفين والأطباء والمعلمين وغيرهم الذين ارتبطوا منذ التسعينيات بثقافة ولي الفقيه الإيرانية وغدت هي التي تنسجُ الخيوطَ الاستراتيجية لعالمهم.
فبين الفكرة الاجتماعية المحافظة لقوى شيوخ الدين المعبرين عن عالم إقطاعي عتيق تهيمنُ فيه الذكورةُ المطلقة والحكم السياسي الفوقي المقدس، وبين فئة هؤلاء الموظفين والتجار الصغار الذين قاربوا الحداثة في بعض جوانبها، ولفحتهم أنفاسُ التغيير المختلف عن هيمنة ذلك العالم العتيق، حدثَ مأزقٌ شديد لهم، فهم لا يرفضون أوامر الملأ المذهبي المطلق السيطرة، ولكنهم يتلمسون خطوات أخرى على الأرض بشكلٍ واقعي، بعيداً عن الحرب الاستراتيجية التي يشنها شيوخ الدين المحافظون والعسكر الإيراني على الانفتاح الديمقراطي.
فما لهم بتلك الحرب علاقة جوهرية ولكن الاستراتيجية وتكتيكاتها في كل مرحلة تتطلبان طاعة مطلقة، ورفض الوقائع المضادة ومسارات الحياة المختلفة، فالمظلة العقدية السياسية المشتركة تولد تبعية.
وخاصة ان القوى القائدة للصراع في إيران تواجه مشكلات داخلية ونضالا شعبيا ديمقراطيا سوف يتفجر على كل حال في لحظة مفاجئة، وثمة حليف كبير هو القوة الحاكمة السورية في مأزق خطر آخر.
لقد اتصفت أشكالُ المجابهة لدى القوى المذهبية السياسية بطرائق عنيفة وفوضوية في البداية ثم رأت أن تعقلن هذه الممارسات، مع مرحلة الركون للميثاق، لكن هذه العقلنة لم تزدهر طويلاً، فلم تظهر قياداتٌ وخطابات وثقافة ليبرالية متعمقة في ثقافة هذه القوى، رغم أن ثمة لمحات قد ظهرت وبدأت لغة بالدرس والنقد جديدة لكن لم يحدث تراكمٌ مهم بسبب عدم الصبر السياسي.
وهم أشبه بقرنائهم في المدن الذين كانوا اكثر مقاربة للحداثة واليسار، لكن لم يراكموا شيئاً ذا بال ولم تطلع قيادات تبلور وعيا ديمقراطيا عميقا تستطيع به أن توحد هذه الفسيفساء في عمل مشترك عبر الالتحاق بمشروع الحداثة للطبقة الوسطى.
وكان حظ البرجوازية الصغيرة الريفية أسوأ من جانبين: غياب التراكم الفكري النقدي والعجز عن الانعطاف لخطاب ديمقراطي حديث داخلها، ثم وجود عمالة شعبية شبه أمية متحمسة تضغط عليها في اتجاه التطرف الاجتماعي السياسي.
وهذه تتحول إلى (غوغاء) يمكن استخدامها بطرائق شتى خاصة تخريب مسار العقلانية الديمقراطية المناضلة الصبور.
التكتيكات السياسية عكست هذه المراوحة عن تكوين تراكم سياسي ديمقراطي فمن المقاطعة إلى المشاركة إلى التمرد والمغامرة (الجمهورية)، والجمهور يركض من حرائق إلى مواكب إلى ترهيب إلى انفضاض لبعض وحداته.
استراتيجية الولي الفقيه الإيرانية لم تعط لهذه القوى فرص التجذر في ترابها الوطني، ويمكن ملاحظة ذلك حتى في العراق ولبنان، والمتعلمون والمثقفون لم يستطيعوا أن يحصلوا على هوامش واسعة للتحليل والقراءات والاستقلال وإيجاد الاستراتيجية السياسية النابعة من إمكانياتهم وتم جرهم دوماً للتصعيد حتى لا يندمجوا في مجتمعاتهم.
في العراق ضاقت الهوامشُ المستقلة على التابعين رغم وجود إمكانيات فكرية وسياسية، في حين أن هذا مفقود في الريف البحريني، لهذا نجد خفوت الأصوات المستقلة وصمتها لعدم قدرتها على إيجاد لغة معارضة مرنة مختلفة، وعلى إنتاج سياسي داخل البرلمان أو خارجه، فتورطت في قرارات لا دخل لها فيها، وهي التي تخسر من الجوانب كافة والمستقبل معتم أمامها عبر هذا التشدد.
ولاية الفقيه بفكرها المحافظ في إيران نفسها لم تجد سوى العودة للسحر والخرافات لتجابه المجتمع الإيراني وتمنعُ تدريسَ الفلسفة الحديثة في الجامعات، فيما قهر النساء وقمعهن ومنع تطور التحديث في الفئات الوسطى يتفاقم وتغييب الديمقراطية والتنوع، وتجدُ الردةُ للعصور الوسطى من قبل هذا الوعي رفضاً متصاعداً.
إذًا حال قرانا سيكون أسوأ عبر عدم المشاركة الديمقراطية وعدم إيجاد تراكم إصلاحي وتنفيذ مشروعات لصالح العمال والفقراء وتغييب السلام الاجتماعي.
قدرة هذه الفئات البرجوازية الصغيرة على التمرد ضد التصلب المحافظ محدودة جدا، والمستقبل لا يمكن أن يُرى سوى عبر تيارات تحديثية ديمقراطية وطنية تدع التسييس الديني، فسيكون لها حضور حين تتصدع عوالمُ ولاية الفقيه في إيران وغيرها، وتنفجر قوى الليبرالية والحداثة وبعض الفوضى والتحولات العاصفة ويتغير العالم تغيراً لا يُصدق فجأة في تلك الدولة، فلن يبقى شيء قوي في الدكتاتوريات العسكرية، مثلما صار الأمرُ بعد الاتحاد السوفيتي والعراق السابق، وستجد مثل هذه الأصوات أن الزمن فاتها ولم تراكم شيئاً ولم تفكر في الغد.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه
- المذهبيون بلا جذور طبقية
- الرأسمالية الحكومية والعلمانية
- الجمهورُ و(الغوغاء)
- منعطفٌ تاريخي للعرب
- الوعي البحريني وإشكاليات التقدم
- العمالُ أكبرُ الخاسرين
- التطورُ الاجتماعي السياسي في سوريا
- تقلبات غريبة لسياسيين
- حراكُ المذاهبِ والثورات
- الخسارة للجميع
- إشكالياتُ تحركات فبراير 2011
- أسبابُ الحراكِ العربي
- إصلاحات ضرورية


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - هل يتمردون على ولاية الفقيه؟