رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 09:30
المحور:
الادب والفن
القصيدة الخامسة
الكرنفال
بيع جلدي .
صنعو منه أحذية ..
وثيابا ..
وأقنعة ..
للوجوه الهزيلة .
يبدأ الكرنفال ..
يدخل الناس طقس التنكر لهوا ..
ثم .. لايخرجون .
عبث يتحول جدا ،
ويستمرئ اللاعبون الحياة الجديدة .
يتمسك كل بما اختار
من دوره ..
ومكانته المسرحية .
يتعملق قزم
ويلعب دور البطولة ،
وأنا .. بطل يتقزم ،
يحكم بالنفي خلف الكواليس ..
واسمي ..
يسجل في لوحة الانتظار
لوقت بعيد ..
بعيد ..
قد يجيء بعيد انتهاء المزاد .
وأنا .. أتمسك .. أؤمن ..
أن الأصالة أبقى من
العرض الخلبي .
لأن الأصالة جوهر ،
ولأن الأصالة نبع ومصدر .
يتجدد ،
أو يتناسل شكلا ..
ومظهر .
أتمسك ،
أؤمن .. أني سأخضر ..
أزهر ،
أنبت ثانية ،
ثم ثالثة .
قوتي ليس تنضب ،
أختار ماشئت من صوري .
أتكيف ،
أدخل فلك الفصول .
أجدد جلدي ..
كما يتجدد ماء الينابيع ،
هاأنذا ..
ليس يحجبني هرج المهرجان ..
ولا مرج الاحتفال ،
ولا مسرح الزيف .
إني أراهن :
دوري الحقيقي سوف أزاوله ،
رغم أنف المسوخ التي
تتقنع بالعملقة .
لست في معرض الزيف تحفة .
لا .. ولا سلعة ..
صفقة ..
أو إطارا .. وجسرا .. ومطية ..
للذين يريدون دور البطولة
والعملقة ،
ثم لايقدرون ..
فيستأجرون الوجوه .. الحناجر ..
ينتهزون مناسبة الاحتفال .
إنني قادر أن أجدد وجهي ..
أن أتجمع من كومتي ..
من ركام عظامي .. ولحمي .
قمقمي يتحطم .
أخرج زوبعة .. ماردا .
يتقزم نخاسة السوق .
من بقاياي أنهض .
وجهي يشع ،
ومازلت كالصبح ..
أنبت فوق رماد الظلام .
أتوهج ،
أذرو رمادي ..
فتحترق الأقنعة ،
ثم .. تنكشف اللعبة الممتعة ،
ثم .. يأخذ كل مكانه .
ويلعب دوره .
ينتهي الكرنفال القديم .
يبدأ المهرجان الجديد .
ويبدأ وجهي الجديد .
#رياض_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟