عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 02:05
المحور:
الادب والفن
رياح الوجد
عبد الفتاح المطلبي
أنعى إليَّ هوى نفسي بما رشَدا
فقد هفا وقضى من هفوةٍ كمَدا
ألقيتهُ ورياح الوجد عاصِفُها
لم يُبقِ من بأسهِ إلا وقد حشَدا
يا يمُّ هوناً على فُلكي فقد تعبتْ
أدارَ دفتها غيري وما قصدا
فلا المنى أقبلتْ و الريح مدبرةٌ
ولستُ أملك إن جارت عليَّ يدا
النوءُ يمضي لما لا تشتهي سُفني
وكيف أرجو خلاصاً والنصيرُ عدا
فمذ خروجي إلى الدنيا وغيهبها
أُُلهِمْتُ أنّ عقابي يومَها وُلِدا
ما نحنُ إلا قرابينا ً مؤجلة ً
على دروبٍ نأتْ والصبرُ قد نفدا
ما العيش في هذه الدنيا ببهرجها
في منطق الدهر إلا مهلة ً و مَدى
و إن كل أمانبنا و إن وُئدتْ
كانت صراخا ورجعاً واهناً و صدى
كأن كل رجائي و اشتياقَ دمي
لغاية ٍ كنتُ أرجوها انتهى بددا
يا عالما بنثار القلب يوم غدى
من حرّ نار الجوى والمعترى قددا
أما ترى أن سعياً ندعيه قضتْ
فيه السنين بجورٍ قد أضيعَ سُدى
و إن بارقة الآمال قد كذبت
و إن ماتدّعي الأيام صارَ ددا
كعابثٍ برمالٍ فوقَ شاطئها
أبني القصورَ على رمل المنى صعُدا
مالي بها غير كفّ الريح ِ تصفعني
و فوقَها رَفَعَتْ أمواجُها زبدا
لو أن في عبث الأيام منقلباً
عن السفاهةِ يحدو فرحةً و ندا
لرحتُ أصنعُ أعذاري و أنشرها
و أدفع اليأس مهما طالَ أو حَرَدا
لكنني صرتُ لا أدري أمجديةٌ
مزاعمي أو قيامي في البلاء جَدا
هي الليالي تعري الهمَّ تفضحهُ
فأنسج الصبحَ ستراً فوقها وردا
وبتُّ أعلم أن العمر أحسنه
بميِّتٍ من أماني النفسِ قد فسدا
كم قيل أن زماني داجنٌُ سلسٌ
فأصبح اليوم إذأشقى به أسدا
إن كنت يا عاذلي أنكرتَ موجدتي
فلذْ ببعضك وارحل أو فقلْ سددا
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟