أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟














المزيد.....

أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1040 - 2004 / 12 / 7 - 07:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


شعار مدارسنا: الموت للجميع
رسوم لموتى وأكفان، أحاديث الموت والتحبيب فيه، سواد يلف تجمّعات الطلاب في ما يُطلق عليه جماعة المصلّى، وفي مدارس البنات، الوضع أشد خطورة، فقد استولت المعلمة المتطرفة على الإذاعة المدرسية لتبث ثقافة الموت يومياً. المصلّى أصبح مركز تجنيد للموت بدل الدعوة للعمل وحب الحياة للنهوض بالوطن. بين أسبوع وآخر، تحضر "داعيات" من الوزارة نفسها، لتلقي على الطالبات محاضرات الموت والكفن، والنمص وكره النصارى واليهود ونقاء المجتمع والحرب ضد الإسلام.
قبل أيام، وفي خبر نشرته صحيفة الوطن تحت عنوان "التربية تطالب بعدم استغلال الإذاعة المدرسية لترويج الأفكار المسمومة"، قال وزير التربية والتعليم السعودي الدكتور محمد الرشيد "بأن تكون الإذاعة المدرسية وفق خطة مدروسة وعدم بث أية أناشيد أو أية شرطة إلا بعد موافقة مدير المدرسة عليها والتأكد من أنها لا تحمل أية أفكار مشبوهة تؤدي إلى إثارة الفتن وتشويش أذهان الطلاب". هل ينطبق هذا على مدارس البنات ومدارس تحفيظ القرآن؟
صحافتنا المحلية – حفظها الله من كل مكروه- كتبت وتعبت من كثر ما نشرت من قصص وأحداث عن التطرف في مدارس الأولاد والبنات، ولا زال الوضع على حاله، وما تناقلته الأخبار قبل أيام ونشرته صحيفة الوطن عن إيقاف معلم لغة انجليزية يقضي وقته في تسميم أفكار الطلاب بدل تعليمهم إلاّ غيضاً من فيض. لو أن الوزارة قامت بحملة حقيقية على مدارس البنات لوقفت على أوضاع أعجب من مدارس الأولاد بمئات المرّات، والسبب أن هذه المدارس أبعد ما تكون عن الإدارة ومن الصعب الدخول إليها ومتابعة ما يحدث فيها. معلمات الدين وأحياناً معلمات المواد الاجتماعية كالتاريخ وغيره يتصدّين للإذاعة المدرسية وجماعة المصلّى الذي أصبح معرض صور للموت ومكتبة لأتباع "المجاهدين" في كل بقاع العالم. بل زادت على ذلك قصص أغرب من أن يقبلها المواطن خوفاً على مستقبل أطفالنا، فمسابقة للرسم على برنامج الكمبيوتر لأفضل لوحة تبين حرمة النمص وللفائزة جائزة ودرجات، تعني أن المدرسة تعيش عالماً آخر غير الذي تتحدث عنه وزارة التربية والتعليم.

أطفال اليوم إرهابيو المستقبل
مدارس تحفيظ القرآن، هي أيضاً أصبحت وكراً لتجييش الأطفال في هذا العمر المبكر وإدخالهم في معمعة أكبر منهم واستخدامهم لأغراض دنيئة وعلى رأسها غرس الكراهية في نفوسهم ضد كل من يختلف عنهم. ففي مقالة منشورة على موقع المتطرف ناصر العمر تحت عنوان "الاستفادة من الأطفال في الدعوة إلى الله تعالى"، تقول أم عبد الرحمن الدارسة في دار أم سلمة لتحفيظ القرآن عن بعض المزايا في الأطفال التي يمكن الاستفادة منها، "ومنها قدرتهم العالية على اختزان المشاهد وشدة تأثرهم لأوقات طويلة بما يرون، يمكن الاستفادة من ذلك في تعريفهم بما يجري لإخواننا المسلمين وتبغيض الكفار لهم وتعريفهم بحقيقة عدوهم وشغلهم بقضايا الأمة وتعويدهم الدعاء للمسلمين ونحو ذلك." يبدو مما يحصل في مدارسنا الحكومية ومدارس تحفيظ القرآن وكأننا نعيش في معسكرات طالبان على الحدود الباكستانية أو في كابول وقت نظام طالبان البائد. لكن ذلك لم يتغير، فحتى بعد "حملات" وهمية ضد التطرف واستئصاله من مراكز التعليم، يبدو أن كل ما حصل هو نوع من التندّر وضحك كالبكاء على مستقبل الوطن الذي نراه يضيع أمام أعيننا دون أن تتحرك الجهات المسؤولة ولو خطوة واحدة إلى الأمام لقمع الفكر المتطرف من هذه المدارس. تصوّروا شدة تأثير هذه المدارس على الناشئة، فتفتخر أم عبد الرحمن بذكر قصة الطفل في المرحلة التمهيدية الذي كان "شديد التعلق بمعلمته – لمعرفتها بطبيعة الأطفال وحسن التعامل معهم – لذلك، فقد كان يرفض الخروج مع أمه المتبرجة ما لم تستتر مثلما تفعل معلمته". فهذا الطفل رفض الخروج مع أمه، وربما كرهها ونعتها بالكفر أيضاً، فهذا ليس بمستغرب.
الموضوع المذكور يضع طرق ووسائل لغسل مخ أطفالنا من بداية حياتهم في رياض الأطفال، وفي المسجد ومدارس تحفيظ القرآن وفي المدارس الابتدائية وما فوق، فكيف لنا أن نشتكي بعد ذلك من تحوله إلى وحوش كاسرة تفتك بمن حولها وتتحول إلى كُرات لهب تُفجر هنا وتقتل هناك وتسحل الجثث الآدمية لأنها تربّت على كراهية الغير وأهمية القضاء عليه. هذا الطفل الصغير يتحول بين ليلة وضحاها إلى قاتل محترف يحمل روحه على كفه ليس لإحقاق العدل والدعوة لله والدفاع عن الأرض، بل لقتل أبناء وطنه وأبناء المسلمين والأبرياء من بني البشر. هكذا تقوم الفئات المتطرفة وبمباركة "مشايخ الصحوة" في كل مكان، ومواقعهم تغص بهذه الوسائل الخبيثة لتحويل أطفالنا إلى قنابل يتم تفجيرها من بُعد.

مستقبل الوطن بين الإرهاب الداخلي والتهديد الخارجي
إذا ما أضفنا إلى كل ذلك مناهجنا الحُبلى بدعوات الكراهية والتطرف وكراهية الغرب والشرق ووجوب قتال غير المسلمين لنشر الإسلام، إذا ما أضفنا إلى ذلك الكتب والمجلاّت الدينية التي تُباع في المكتبات والتي تحث على الكراهية وتدعو للعنف وتُشرعن الحرب على المسلمين قبل "النصارى واليهود"، فهل بقي لنا عُذر لما وصل إليه حال شبابنا من التطرف الذي حصدنا ثماره أرواحاً زُهِقت في بلادنا، وأرواحاً تُزهَق في كل مكان. وهاهو العراق يدفع ثمن تطرّفنا وتقاعُسنا لإيقاف المذابح التي وصلت ليس فقط للعسكريين العراقيين والأجانب، بل للمواطنين وطالت مستشفياتهم وبُناههم التحتية من نفط وكهرباء وهاتف ومياه.
هل نستغرب بعد ذلك الحملة الغربية ضد المملكة والتي تزداد يوماً بعد يوم لما حصلوا عليه من أدلة أظهرت ضلوع المؤسسات التعليمية والدينية والخيرية كلها مجتمعة، إضافةً إلى التردد في اتخاذ قرار سياسي يكبح التطرف، كل ذلك أدى إلى انتشار الإرهاب في القارات الخمس. إذا ما استمر الوضع كما هو عليه، فلا يحق لنا أن نلوم الآخرين لحماية بلادهم من خطرنا القادم، فنحن قد كسحنا طوفان التطرف والكراهية والإرهاب، وهم لن يسمحوا لهذا الطوفان أن يفعل بهم ما فعل بنا.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحسار التيار الوهابي وتساقط شعاراته
- الذكرى الخامسة والعشرون لشهداء انتفاضة 1400 هـ
- الانتخابات البلدية: إماّ التأجيل لضمان مشاركة المرأة أو المق ...
- سعود الفيصل يدافع عن سنة العراق ويضطهد المرأة السعودية
- إلى سلمان العودة: ترى الجدار بيني وبينك
- عقدة النقص: العقدة المزمنة عند الشيعة في السعودية
- قالوا وقلنا في هموم الطائفة والأمة
- صقور فقط للدفاع عن الحقوق
- ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون
- وكر الدبابير مابين الفلوجة والرياض


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟