أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر















المزيد.....

مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 12:00
المحور: الادب والفن
    


أبرز النتائج التي خرجت بها نظريات النقد المعاصرة حول دراسة الأدب هي تساوي النصوص الغير أدبية والأدبية في القيمة والمعنى واللغة وذلك في محاولة لتحديد النص الأدبي على الرغم من الاختلافات التاريخية حول مفهوم الأدب.

ان مفهوم الأدب احد النتاجات المهمة للنظرية النقدية, واستخرج من دراسة وتحليل عدة عوامل, اهمها , تساوي النصوص في القيمة, وذلك عندما اصبح التحليل في النظرية النقدية يعتمد على مصادر متعددة ومتنوعة من الأفكار الواردة من مجالات مختلفة كالفلسفة، علم اللغة، التأريخ، السياسية، التحليل النفسي، لم يعد هنالك ما يدعوا للقلق من قبل الباحثين سواء كانت النصوص التي يتم البحث فيها تنتمي للأدب اي تصنف ضمن الأدب او لا تصنف, فقد اتاحت النظرية النقدية للباحثين في مجال الأدب مديات ثقافية أوسع للقراءة والكتابة فمثلا لو كان المطلوب ان ينجز بحثا عن صورة المرأة في القرن العشرين, سيتم البحث في النصوص الأدبية وغير الأدبية على حد سواء من خلال التحليل لأستخراج النتائج المطلوبة, ومن الممكن ان يتطرق البحث لتحليل روايات فرجينيا وولف أو تحليلات فرويد النفسية او كليهما معا, فالأختلاف هنا لن يكون عكس منطقية البحث المنهجي, لكن هذا لا يعني ان كل النصوص متساوية, فبعضها يؤخذ لأنه اكثر قوة وغنى ووفرة بالأمثلة ويمثل مركزية ما وكثير من العوامل تدخل في اختيار النص دون غيره تبعا لطبيعة البحث, الا ان اعتماد النظرية النقدية في تحليلها على النصوص الأدبية وغير الأدبية سببه انها جميعا يمكن ان تدرس معا وبنفس الطرق.

كذلك تعميم الصفة الأدبية حيث ان الفرق لم يعد اساسيا بين النص الأدبي وغير الأدبي وحل بديلا عن هذه المقارنة مقياس آخر يبحث في امكانية تصنيف النصوص على اساس وجود الصفة الأدبية في الظواهر الغير أدبية, بالتالي اصبح النص الأدبي بحد ذاته معرضا لأفتقاد الصفة الأدبية بمقارنته بالنصوص الغير ادبية, وافاد هذا القياس حسب الصفة الأدبية على سبيل المثال في تحليل النصوص الأدبية التي تبحث في موضوع التاريخ ومقارنتها بالنصوص الغير ادبية التي تبحث في التاريخ نفسه, وبهذا تدرج النصوص التاريخية تحت تصنيف الصفة الأدبية لأنها تعرض قصة, كذلك تميز نص البحوث التي تعنى بالتحليل النفسي بالصفة الأدبية.

أن الأختلافات التاريخية حول مفهوم الأدب أكدت على ان دراسة المفاهيم الأدبية عير التاريخ لن تجعل صياغة المفهوم بالأمر اليسير, تعود بعض النصوص الأدبية لخمسة وعشرين قرنا لكن التصنيف الأدبي لهذه النصوص لم يبدأ الا قبل قرنين من الزمان, لأن الأدب كان يعني كل ما يتعلق بالكتابة وتأليف الكتب, وحتى يومنا هذا يمكن ان يندرج تحت الصفة الأدبية كل الأبحاث المتعلقة بدراسة الفكر الأنساني والتي ستتعرض للكتابات الأدبية كدلالة على التطورات الثقافية للمجتمع, مع ان هذا النوع من الكتابات لا يتطرق بالعادة الى التحليل النقدي للأعمال الأدبية في سياقه, كذلك ان الأعمال الأدبية التي يتم تدريسها في الجامعات لا تعد في اغلب الأحيان نماذج ادبية اكثر منها أمثلة عن كيفية الكتابة او بوصفها تجارب لغوية تهم طلبة الدراسات اللغوية, فيكون بهذه الحالة كل عمل ادبي مندرجا مع كتب التاريخ والفلسفة بوصفه مصدرا لدراسة اللغات وتراكيبها وقواعدها النحوية على حد سواء, دون ان يطلب من الطلبة الدارسين معاملة هذه الأعمال وفق صفتها الأدبية.

تحديد النص الأدبي مشكلة قد تدرج ضمن المواضيع البحثية المعقدة، فالبحث عن النص الأدبي وتحديده يتم بدراسة العلاقات التي تربطه بمحيطه كما يحدث في دراسات علم الوجود عند تحديد الوجود المادي للموضوعات, فعند ايجاد علاقة النص باللغة وطريقة تعامله معها يمكن ايجاد المعنى وطريقة صياغته وفق السياقات المتنوعة التي تقدم الفكرة اخيرا, كل هذه وغيرها من العلاقات التي تحيط بالنص الأدبي قد تدل عليه بغض النظر عن نقطة الشروع في التحليل بحثا عن النص, فقد يبدأ البحث من علاقة النص باللغة او المعنى او الفكرة او غيرها.

علاقات النص الأدبي متشعبة لأن النص الأدبي عبارة عن جزء مقتطع من سياق يعبر عنه, فلو تم قراءة النص الأدبي بشكل منفرد ومنعزل عن المسرحية او الرواية او القصة فلن يكون بديلا عن السياق, لأن النص خارج السياق سيفتقد لتبريرات الطريقة التي تمت فيها صياغة اللغة لنقل المعلومة الخارجية والتي يعبر عنها النص الواضح والمعلومة الداخلية التي لن تكون منطقية خارج السياق العام للعمل الأدبي, وبهذه الحالة لن تتضح علاقات النص الأدبي المقتطع مع باقي النصوص في العمل الأدبي, ولن يتعدى كونه محاولة لأختراق تقليد القراءة بصياغات جديدة من خلال استخدام مختلف لكل من اللغة وطريقة التعبير عن المعنى.

لغة النص الأدبي كالهوية لأن الهدف الأساسي من اختيار طريقة صياغة مميزة للتعبير عن المهنى داخل النص الأدبي هو لجذب الأنتباه بشكل يستدعي القراءة المركزة وذلك يضمن بنفس الوقت ان يستمر القارىء بعملية اكتشاف المعنى من خلال لغة جديدة, فليس الهدف هو استزاف البلاغة اللغوية اكثر منه تقديم المعنى في شكل جديد, ولما كان النص الأدبي في مجال الشعر يتطلب ان يعمد الشاعر ليضمن افكاره ضمن اطار اللغة المميزة, مما يجعل الأولوية للغة, يحدث عكس هذه العملية عندما يتعلق الأمر بالكاتب الذي يعتبر نصوص النثر الأدبي لا تتعدى وسيلة تعبير عن افكاره, الا ان شرط التميز وارد في اي صياغة للمعنى على شكل نص ادبي.

تركيب اللغة الأدبية في معظم النصوص التي تصنف ضمن قائمة الكتابات التي تحمل الصفة الأدبية تحمل خاصية إيجاد البدائل اللغوية في التعبير مما يجعلها محاولات تأسيس في اللغة, وذلك حينما يتم استعمال الكلمات في النص على غير ما تعارف عليه عند استعمالها في الحوارات اليومية للمجتمع, كذلك عندما يتم استخراج معنى جديد للكلمات المعروفة من خلال سياقها الجديد في النص, أو من خلال استخدام تراكيب لغوية تجعل الكلمات تبدوا جديدة وخصوصا على مستوى الإيقاع, حيث يضرب اذن القارىء او المستمع بشكل ينحو اتجاه سياق يميز النص الأدبي عن غيره من النصوص الأدبية وغيرها.

حول المعنى في النص الأدبي يؤكد جوناثان كولر اخيرا في كتابه الأحدث والذي نشر من مطابع جامعة اكسفور ان امتياز لغة الأدب بالعلاقات المعقدة التي تربط فيما بين الكلمة والمعنى أي بين الشكل الذي تقدم فيه الأفكار بموضوعية لتنتهي بالمعنى أو الموضوع, باستثمار قواعد تنظم ما بين مفردات اللغة وتمنح القدرة على التعبير, تلك القواعد الخاصة بكل عمل أدبي يتم إرساءها وفق المعنى المطلوب تقديمه من خلال النص, حيث تحدث الوحدة العضوية بين أجزاء النص الأدبي الذي هو مجموع النصوص ذات المعاني التي تمثل أجزاء المعنى الأدبي.

الكاتب
سرمد السرمدي
ماجستيرفنون مسرحية,كليةالفنون الجميلة,جامعةبابل,العراق



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميتشل فوكو في التحليل النقدي للتاريخ الإنساني
- جاك دريدا في التحليل النقدي للكتابة عن تجربة
- مدخل النظرية النقدية في الفكر المعاصر
- مسرح الصورة ليس للمخرج صلاح القصب
- جامعة بابل العراقية وخطوة نحو العالمية
- العبث والإنسان في مسرح البير كامي
- سارترية الموجد في مسرح جان بول سارتر
- ملامح المسرح العراقي المعاصر
- تفكيك الفلسفة الوجودية في الأدب المسرحي العالمي
- نظرية الواقعة في الإخراج المسرحي المعاصر
- نظرية الإخراج في مسرح الواقعة المعاصر
- أول عرض مسرحي عن جريمة المقابر الجماعية
- أول عرض مسرحي في العراق عن جريمة المقابر الجماعية
- أول مسرحية تعرض بعد احتلال العراق
- تفكيك المسرح الوجودي من خلال جبرائيل مارسيل
- تفكيك المسرح الوجودي من خلال سورين كيركجارد
- فرقة الراقص طلعت السماوي وأولاده مجاور المسرح الوطني العراقي
- مونودراما تسبب النعاس للجمهور بين سامي عبد الحميد وسامي آخر
- جريدة إيلاف السعودية تقذف جامعة بابل العراقية بالزنا والإلحا ...
- الشرارة التي بدأت الثورة ستحرقها


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر