ممدوح عواد
الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 11:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنه اليوم الأوضح في غبش فجر الربيع العربي .الضباب ينقشع رويداً والوجوه والأشجار والأحجار تبدو أكثر وضوحاً. الثورة المصريه الأن بين مفترقين فريقين متصارعين علي مبدئية البقاءوالوجود.. الثوار الشباب ومريدوهم والمؤمنون بهم طائفة غير هينة التأثير والقدرة علي فعل التغيير. يحملون بشارة الأمل ويدعون لغدٍ جديدٍ مؤسس علي قواعد لعبةٍ حديثةٍ مجربةً أثبتت نجاحها في مختلف الدول والأمم مع تفاوت مستويات دخولها وأدياننها وعادات أهلها ومواقعها الجغرافيه ..أولئك الشباب كانو طليعة الشعب وأجادو الإمساك بتلابيب حلمهم فأخرجو للعيان ثورةً كالحلم تقع في حيز الإعجاز كانو رغم قلتهم قادرين علي إدارة معركتهم بغاية الرقي والسلمية بل أستعملو أقصي خيالات الإبداع والإبتكار في إيصال رسالتهم للقابعين علي كراسيهم وعلي رقاب العباد الذين يخفون وهن إلتصاقهم بفراش قصور الحكم رغم مايعانونه من الشيب وقرح الفراش.. وقد نجح أولئك السابقون في جر قاطرة البلاد نحو الحلم نحو التغيير وإزاحة رموز الدولة البوليسية الأعتَي في تاريخنا الحديث برئيسها وحزبها بل وأجهزة قمعها الأكثر تنفذاً وحكما للرقاب بالخوف والمكيده ..نجحو رغم تضحياتهمرفي تجريف دعم القوي الكبري في العالم لتلك السلطة أولاً وأجبروهم بصدورهم العارية وأناشيدهم وهتافاتهم الصاخبه العنيدة في ترك النظام المصري وحيداً في مواجهة جدُر لا تميد ولاتنهدم ولا تحت وقع المدافع أو تخترق من الرصاص أو تتقهقر أمام الخيول والجمال وعلي مدار ثمانية عشر يوما كانو يزدادون أصراراً ويقينا بالنجاح رغم دموعهم المهرقة علي الأرصفة والدماء التي فارت بين أيديهم وعلي ملابسهم لإخوة لهم في النضال كانو رغم إنحطاط عدوهم في مقاتلتهم بكل الأساليب الموغلة في القذارة وإستخدامه كل أوراقه لينهي عليهم كانو قادرين علي الصمود حتي نجحو في إزالة الصنم وسقط رمز النظام وأهم أذرعه تفككت بل وانسحبت أمام أصرارهم لقد أجاد الثوار أو طليعتهم التي قادت الشعب في إدارة الجولة الأولي من معركة المستقبل بنجاحٍ أبهر الدنيا من شرقها إلي مغربها حتي بات المصريون وطريقتهم الثورية الجديده علي وعي الثورة إنموذجاً يُقلد في أعتي الديمقراطيات بل يفوق في رقيه دولاً أوربيه وأمريكيه سبقتنا عمراً في التقدم ذاك الفريق الأول الذي ملئ الساحةالمصريه بنبله والطرف القوي القادر لو أدار معركته علي كسب الجولات القادمة من معركة العبور نحو النور نحو التقدم والرفاء نحو دولة العدل وحقوق الإنسان والكرامة والعداله الإجتماعيه والديمقراطية السياسيه أما الفريق الأخر في الصراع فهو فريق أكثر شراسة وأكثر تنظيما ويملك كل أسباب القوة المادية ليقر علي الأرض ماشاء .كما أنه لا يعاني أوجاع الضمير ليستخدم أساليب أخلاقية أو ختي معترفُ بها لإدارة تلك المعركه الفريق الثاني هو من يملك الأموال الغزيرة فائض هائل من مال الشعب الفقير جمعه بطرق واضحة الفساد ويملك كل اجهزة الدولة المصريه ومفاصلها من الخارجية للإقتصاد للأمن والتموين ولهم يد ليست تخفي في الإعلام والقضاء والنيابه ذلك الفريق رغم قوته الغاشمه إلا أنه يفتقد حيوية الشباب. معظمه أو بالأحري أعلامه وقادته كلهم عجائز علي أبواب الفناء بفعل الطبيعة الحتمية للأمور. لذلك وبدافع حب البقاء يحاول أستنساخ نفسه ومد غصونه المتعفنة بفعل الزمن والفساد بفروع جديده أكثر قدرةعلي المناوره وكسب الوقت لهم ليتمتعو بوجودهم المحكوم عليه بالسقوط ورغم يقينهم بزوال دولتهم ليس فقط لهرمهم وتلف فكرتهم وفشلهم في مد جذورهم في أرض التربة المصرية الخصبة وعزلتهم الجغرافية والفكرية عن مجمل الشعب الذي يقع بين الفقر في معظمه وبين السرقة للمستقبل والعرق والجهد واي أمل معه للإصلاح ذلك شعور البقية الباقيه من الطبقة المتوسطة الكادحة رغم إمتصاص دمها وتقييدها بالغلاء والضرائب ومحاولة تذويبها بمنهجية لعقود.. رغم كل ذلك ينبئنا سير الأحداث أن ذلك الفريق من بواقي النظام ومنتفعيه يدير معركته الأخيره وانه مستعد للتحالف مع من يمد له يداً أياً كان فلا مانع لديه من التحالف مع من سماهم رجعيين أو محظورين أو إرهابيين وقتله .أو مع الشيطان. شريطة أن يبقون الأمور علي سيرها الأول أملاً في معالجة الآثار الكارثية للثورة علي دولتهم ونضامهم وأموالهم وأملاكهم ومستقبل فراعينهم الصغار ضباع الغابة المصريه.. وكما نوهت أن ذاك الفصيل المقاتل علي الساحة المصريه شديد العداء والمكر ويدير حربه علي الثورة والثوار بل والشعب الذي سمح بها بكل خسة ونذاله وايضاً وذاك بيت القصيد أنه يحارب بمنتهي الإحترافيه يحارب معركته كمعركة حياة أوموت وهو غير مهئ فيها للتنازل أو الخساره فبنيةُ النظام الديكتاتوري المصري رغم صلادتها هي هرمية في طبيعتها إن سقطت قواعده يتداعي كل الهيكل ويسقط مدوياً.. ولا يخفي علينا فضائحهم في كل المجالات التي يحاكمون الأن عليها أو التي لم يحاكمو عليها بعد فيكفي أن تمسك بقاتل صغير منهم فتدينه ليعترف لك بمن حرضه وسلَحه ومدَه بالمال ويكفي أن تدين لص منهم ليخبرك بمنهجية العصبة جميعاً يروي لك حقائق لن تصدقها من هولها ذاك الفصيل يقاتل الأن لإعادة التاريخ للخلف يقاتل الأن لشيطنة الثورة والثوار ولن يمتنع عن أستخدام كل أوراقه واسلحته وخيوله وجماله ومخابراته وداخليته وأمنه وإعلامه وصحافته بل وسياسيوه في فعل أي شئ حتي لاتسقط الورقة الاولي في صف الدومينو المرصوص عشوائياًوالتي بحكم التدافع ستسقط كل الأوراق خلفها لذلك ليس مستغرباَ أن ينفقو كل تلك الأموال لوئد الثورة وإفراغها من مضامينها بل لايتورعون عن تسويد حياة الناس ورفع الأسعار بمعدل غير مبرر وإفتعال أزمات تمس حياتهم اليوميةوقوتهم بل تمس نسيجهم الإجتماعي وترعبهم من مستقبل غير واضح المعالم كي يكفرو بحلمهم وإيمانهم بهؤلاء الشباب وقدرتهم علي تغيير المستحيل في نظرهم وهو ذاك الكيان القابع لعقود علي رقابهم سيستمرون في الضغط علي عصب الثورة من خلال شيطنة رموزها والتضييق علي أصواتهاومفكريها وإضطهاد المعلن إيمانهم بها بل قد يقومون أن ملكو بحبسهم أو إزاحتهم عن الساحة بأي طريقة ممكنه ولا يفوتنا أنهم لن يسمحو بإدانة كبيرهم أو أولاده أو القتله بحكم الواقع المثبت للثوار في ميادين مصر التي سعت لحريتها بدماء أبنائها لذلك فالمعركة وجوديه بين فريقين يشتركان في مسالب قلة العدد وضعف التأثير وعدم القدرة علي مد جسور علاقات تنظيمة وتحشيد لفصيل الغالبيةالغير مسيسه من الشعب المصري أو من لا يقدرون علي صنع خياراتهم وإعتادو لأميتهم أو فقرهم أو تزييف وعيهم من قبل كثيرين أن يخضعو لمن يركب علي مقود السفنه ويكتفون بالدعاء كنوع من المخدر عسي أن يأتي غيرهم ليصلح شأنهم ..الجزء الأول يتبع
#ممدوح_عواد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟