واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 20:33
المحور:
الادب والفن
حثالة الإبتهاج
إنها لحثالة بهيجة تقتنص من الأيام أصابعها لتظفر بشيء في قلامة الأظفار لتصنع منه أبهى وسادة لقاص يرتوي بالعلهز ..
كان يرتبط بالمكنون العابق فوق أخاديد الصمت القابضة على الحناجر..ضاق بالملكوت واللاهوت ودنّس كل شيء يحمل إسم المقدس إلا شيأ واحدا ظل مرتبطا به حدّ أن بصق بالأنهار بعد أن جف ماؤها.
سأل الإسكافي الذي توفى قبل أيام : أي شيء لك في هذه المهنة؟
رد عليه ولم يحرك إلا أصابعه المنشارية: كف عن العيش أكف عندها عن العمل.
لم يعرف بماذا يجيبه فذهب إلى الجزار سائلا: مالك وهذه السكاكين ؟
فأجابه والدماء تسير نحو حذائه المكعب: كفوا عن الأكل لأقطع لكم أصابعكم.
إقتنص أصابعه ومضى ليسأل العطار الذي كان يبعد عن القصاب أربع سنين ضوئية: ما أطيب عطر لديك؟
قال: عطر النقود.
ما لبث إلا أن توجه نحو جرّاح متقاعد قائلا: أي الأصابع أجمل؟
قال: أصابع الموتى.
تنبه هنا وتكوّر منطلقا نحو المقبرة المليئة بالأحياء فصاح بهم : يا أهل المقابر..فلم يسمع شيئا وكان السكون أحد من أصوات عجرفة الجرّاح والقصاب ..صاح مرة أخرى: إذا لم يخرج لي أحدكم فسأنزل إليكم..عندها كانت الرياح تأكل ما تبقى من عقله..
صعد على قبر مرتفع وأخذ يقفز عليه بغضب وشاهد قبرا أعلى فرمى بنفسه عليه ولكنه سقط على الأرض وإرتطم رأسه بأحد القبور..أحس بهاجس يختطف منه أحشاءه.. قام مبعثرا عنه كل شيء ونزع جميع ملابسه وأطلق صوته: أنا آدم فأين الشجرة لأحرقها ..يا الله ..علمني الأسماء التي علمتها لآدم ..لن أعصي لك أمرا ..يا ألله سأطّلق حواء بالأسماء التي سوف لن أنساها ..يا رب سأسبق قابيل وأقتل الشيطان ولن يكون هنالك فرات أبدا ..
شخص ببصره فظل الصوت جامدا ودخل إلى مسامع الموتى بلا أمل لهم في الوداع.
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟