أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال بلعاوي - الإنسان بين العولمة والإغتراب الثقافي














المزيد.....

الإنسان بين العولمة والإغتراب الثقافي


نضال بلعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 21:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد انهيار المنظومة الإشتراكية ظهرت أمريكا كراعي للشعوب والديمقراطية, فأفرغت الثقافة العربية من الأصالة, حيث أن الثقافة الاصيلة تتشكل من خلال علاقة جدلية مع مجموعة هائلة من الظروف التي يمر بها الإنسان في مرحلة تاريخية معينة, وهي ترجمة واضحة لعلاقات الانتاج وأدواته, وصورة للبنية الطبقية للمجتمع, وانعكاس هذه العوامل على البنية الاجتماعية والايدولوجية والفكرية للمجموعات يؤثر ويكون جزئاً مهما في تكوين التركيبة الثقافية للمجتمعات والأفراد.

قبع الوطن العربي فترة طويلة تحت نير الاستعمار, مما أدى إلى خلق خلل حقيقي في صيرورة وتطور البُنى المختلفة لمجتمعاتنا بشكل طبيعي, حيث أن تشوه الطبقات يحدِث تشوهاً في علاقات الانتاج, فلا تتبلور طبقات واضحة في مجتمعاتنا العربية لأن الغرب أطبق فكيه على الاقتصاد الوطني، وتحكم بالقرار السياسي, مما أدى إلى عدم تكوين صناعة أو زراعة حقيقية بمعنى الكلمة، فأحدث الاستعمار شرخاً في الثقافة الأصيلة التي تطورت بشكل غير طبيعي على مدار العقود الماضية, ثم أتت العولمة بأدواتها لتغزو المجتمعات العربية بطريقة ناعمة, فقلبت مفاهيم كثيرة لدى الأفراد والمجتمعات, حيث حلّت الثقافة الفردية محل الجماعية, فغدا الفرد آلة جشعة لا تنتمي لأي تركيبة مجتمعية ولا تنتمي للمجموع أو الدولة أو العروبة لأنها فقدت مفهوم الهوية الجمعية واكتسبت الهوية الفردية , وتأتي العولمة بتقلباتها المتسارعة لتصبح دخيلاً على الانسان العربي وتبني قاعدة هلامية غير ثابتة لأخلاقياته, فيتحول الصراع إلى تعايش, والمقاومة إلى اعتدال, والعدو إلى صديق, والخلاص الجماعي إلى خلاص فردي.

تتكون ثقافة الانسان من العادات والتقاليد واللغة والأديان والأخلاق والبنُى الفكرية والايدولوجية, وتعَمًّق الانتماء أو سطحيته يكون انعكاساً معقداً لدرجة اقتراب الانسان أو الجماعة من هذه البُنى"الثقافة", ليقسًًّم الانتماء إلى درجات عند الانسان أو الجماعة أو الجموع, وتؤثر العوامل التي ذكرتها في البداية على تقسيم درجات الانتماء, فالانسان الأول انتمى إلى القطيع الذي يشاركه المصلحة في البقاء, ومن ثم انتمى إلى القبيلة التي يشاركها الدم والمصالح المعيشية, وبعدها إلى الوطن الذي يشكل حالة متطورة من الانتماء وذلك لطبيعة التنوع في العادات والتقاليد والاديان وربما اللغات لكن مع الحفاظ على الحد الادنى من هذه العوامل والمصالح الذاتية والاقتصادية والسياسية المشتركة , وهناك من كان انتماؤه قومياً أو أممياً لاقترابه من الانسانية ومصلحته بتوحِد الشعوب لصراعها مع الطبقات المستغِلة لتحقيق العدالة الانسانية, فلكل انسان أو مجموع عوامل أدت إلى أن تتشكل عنده ثقافة معينة تؤدي إلى أن ينتمي لفئات معينة، حيث كان للدين واللغة والاقتصاد النصيب الأكبر في تشكيل هذه الانتماءات من خلال علاقة جدلية يكون الانسان وآخره طرفيها.

تتطور الثقافات وتتنوع في الدول المتقدمة نتيجة التطور السياسي والاجتماعي والثقافي الذي يحصل بسرعة هائلة, وتتطور الثقافة بشكل بطيء في الدول المتخلفة نتيجة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي البطيء نسبياً، فنلاحظ أن كثير من الدور الافريقية محافظة على ثقافاتها الموروثة إلى اليوم، لا أنكر أن الثقافات تؤثر وتتأثر بشكل محدود، ولكن تصدير الثقافات للدول العربية التي لم تمر بنفس ظروف دول الغرب أدى إلى تشكل صراع بين الانسان العربي وذاته, بين ثقافته الداخلية التي هي اصلا في تناقض هائل مع ما هو موروث وبين ثقافته الخارجية التي يظهر بها, وهنا يصبح الانسان في حالة اغتراب ثقافي.



#نضال_بلعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاصيل
- الثورة المصرية وفرص التغيير
- إكتمال اللون
- لمن يهمه الأمر


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال بلعاوي - الإنسان بين العولمة والإغتراب الثقافي