أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ساسي سفيان - المشاكل الأسرية و موقع المرأة العربية منها















المزيد.....


المشاكل الأسرية و موقع المرأة العربية منها


ساسي سفيان

الحوار المتمدن-العدد: 1040 - 2004 / 12 / 7 - 08:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


( العنف ضد المرأة )
الصدمة العاطفية بين الزوجين :

رغم أن الثقة العاطفية بين الزوجين تعتبر بمثابة صمام أمان لاستمرار حياتهما المشتركة التي يتأمل كل منهما أن تكون إلى الأبد إلا أن ما يدور في النفس أحياناً من هاجس المحافظة على الشريك الزوجي أو الشريكة الزوجية يكاد أن يكون أمر خاص بحد ذاته لذلك فإن أي هزة عاطفية للزوج أو الزوجة جراء خطأ ما يميت مبرر وجود ذاك الهاجس وربما أدى إلى فراق أحد الزوجين عن الآخر في أغلب الحالات.
العلاقة الناجحة بين الزوجين فيها برهان على صحة الانتماء الأسري الإنساني، وهذا الانتماء يقتضي الارتكاز إلى العدل بكل الظروف بين الزوجين بعد أن قررا وارتبطا بوثاق الرابطة الزوجية المقدسة حيث البيت الوارف والأولاد الذين يملئون جوانب البيت ضحكاً وسروراً.
وبقدر ما تكون الفضيلة رأس مال الزوجين كي يحفظ أحدهما الآخر في حضوره وغيابه فإن ينبغي أن لا يغيب عن البال أن لكل منهما دوراً يؤديه لصالح تقوية مرتكز الأسرة والمهم أكثر أن تكون الصراحة بين الزوج والزوجة حول أمورهما الشخصية البحتة وشؤون الأسرة ما يمكن أن تمثل مستوى راقٍ عند كل منهما للتفهم بكيفية توظيف الوعي لإزالة أي طارئ أو إبهام قد يعرض العائلة إلى التشتت الوقتي أو الانهيار المتوقع، وهنا لا بد من الالتفات إلى أن حساسية الزوجين العاطفية إذا اجتمعت مرة واحدة عند كليهما فعلى أكثر احتمال فإن علم الزوجة باعتقاد شبه ميقن من أن فتور الانشغال الزوج عنها بما هو متراجع عما كانت هي ضمن اهتمامه سيجعلها أن تفكر أن هناك ما أضحى يهدد حياتهما الزوجية.
وكم تكون الصدمة كبرى حين تعلم المرأة المخلصة لزوجها أن هذا قد زلت قدماه نحو علاقة جديدة مع غيرها أو أقام زواجاً سرياً غير معلن.
ومعلوم تماماً بالنسبة للمجتمعات الشرقية عموماً والمجتمعات الإسلامية والعربية منها على وجه الخصوص أن معظم العلاقات الزوجية المنهارة سببها الزوج أكثر من الزوجة إذ من المعتاد أن الرجل – الزوج يشعر أنه مدعوم من قبل أصل عائلته أي (الأب أو الأم) وامتدادهما من أقارب وأصدقاء ضمن الأعراف المتزمتة التي تنكر على المرأة في أغلب الأحوال حقها في مسائلة زوجها عما يقدم به أو اقترفه من ابتعاد عنها لصالح امرأة غيرها.
إذ يتجه الجميع نحو الزوجة أن تعتبر على سلوك زوجها حتى لو كان يرقى لمستوى الخيانة الزوجية أو إقامة زواج ثانِ بطريقة سرية تفاجأ الزوجة الأولى.
أما الكلام الاجتماعي الموجه إلى الزوج المتزوج امرأة ثانية بالسر (مثلاً) و انفضح زوجته الأولى فيجامله المجتمع وغالباً ما يكون معتبراً أنه يمارس حقاً من حقوقه بيد أن مثيل هذا الادعاء فالس من مبرره حتى إن كان صحيحاً إذا ما جاء متأخراً فما المانع عند الأزواج المسلمين أن ينسقوا بحوار مع زوجاتهم حول المبررات التي تقضي إقامة زواج ثانِ عند أي منهم إذ ستكون الحالة عند الزوجة الأولى أقل صدمة في مشاعرها من أن تفاجأ بالخبر الصاعق عن زواج بعلها بامرأة أخرى وبالذات حين لا تكون الزوجة الأصلية مقصرة بشيء مع زوجها.
وإذا ما تم عكس الصورة فإن إحساس الزوج بأن لزوجته علاقة ما مع رجل آخر غيره حتى لو كانت على سبيل علاقة التحيات والكلام فغالباً ما يستغني الزوج عن زوجته ولا يغفر لها ذلك لأن كبر هاجس ( خيانتها اللاواقعة ) يعتقدها في نفسها أنها واقعة، وبمعنى أكثر مباشرة فإن ما لا يمكن أن يتحمله الزوج نتيجة لخطأ مجاملة كلامية قامت به زوجته مع رجل مقرب من أسرته أو غريب شاء للتعامل أن تكون له صورة من صورة التواصل الاعتيادي ( علاقة زمالة عمل ) على سبيل المثال.
صحيح أن المرأة تبدو في الحال المتقدم الآنف وكأنها تشبه ( قارورة زجاج ) يحب ويرغب الزوج أن تبقى دون إحداث أي لؤم لها وبالذات حين تكون تلك المرأة زوجة وتحت عصمة زوجها فالقانون الروحي تعبير أي مجاملة غير مبررة لامرأة مع غير زوجها من الغرباء بحيث مرفوض وخروجاً على المألوف.
قد تكون المرأة المجاملة بزيادة عن الحد مع زملائها من الموظفين الرجال تثير عدم احترام حتى زملائها ذواتهم ولكنهم لا يصرحون لها بذلك.
والصدمة العاطفية بين الزوجين التي يسببها أحدهما للآخر كفيلة أن تضعف صلة المودة بينهما والتي لا تؤدي إلى نفق الفراق فإذا كان هناك أولاد بينهما فسيدفع أولئك الأولاد ثمن نزوة أبوهما أو سوء تقدير أمهما لذاتها ونتيجة لما يتعرض له الأولاد من ضغوط الحياة إذا ما افترقا الأبوين فإن الانحراف أو النشوء بتعقيد نفسي هو المحصلة التي يجنيها الأولاد لذا اقتضى الحال أن يفكر الزوج أولاً والزوجة ثانياً بالطرق الكفيلة التي لا تسبب صدمة عاطفية عند شريك أو شريكة الحياة.

العنف الأسري و المرأة :

رغم ما يقال عن تقدم العصر إلا أن المرأة مازالت عرضة لمصادرة أبسط حقوقها في كثير من المجتمعات بما في ذلك في بلدان تسمى نفسها بـ(المتقدمة) فهل هناك من لا يفقه هذه الحقيقة ؟
أثبتت التحقيقات الجارية في الأردن مؤخراً أن (25%) من الأردنيات تعرضن للضرب وخاصة الضرب المبرح وقالت دراسة رسمية نشرت في عمان في شهر جويلية الماضي 2002 م قد بينت أن نسبة (81 %) من النساء الأردنيات يفضلن كتمان الأمر وعدم إبلاغ الشرطة لاعتبارات شخصية بحتة وهذا يعني أن تخفيف هذه النسبة وإسقاطها من سلوك عنصر الرجال تتلقى صعوبة بالغة لأن أكثر الناس يمارسون ضد نساء عائلاتهم حسبما يبدو من ارتفاع مستوى الرقم الآنف الذكر ويبدو أن جهود المجتمع الدولي في التصدي لظاهرة العنف عموماً والعنف العائلي على وجه الخصوص قد ذهبت أدراج الرياح .
وفي كل الأحوال فإن العديد من الدراسات الميدانية والبحوث الأكاديمية في مجال العلوم الاجتماعية والتربية وعلم النفس تؤكد على الخطورة البالغة للعنف العائلي وانعكاساته السلبية الشديدة على الفرد والمجتمع بوقت واحد ونتيجة لحالة عدم وجود رادع حقيقي للفرد المصري العنيف يقول الدكتور أحمد عبد الفضيل أستاذ علم الاجتماع أن الحقيقة أن تزايد معدلات الجرائم الأسرية يعد مؤشراً خطراً على تفكك الأسرة المصرية، فقد أصبح البيت المصري مثل الفندق لا يجمع بين أفراده روابط وثيقة وكل ما يجمع بينهم هو مكان الإقامة فقط، ولم يعد هناك الارتباط الوثيق الذي كان معروفاً في الأسرة المصرية والذي كان صمام الأمان الحقيقي لكل التغيرات الاجتماعية الحادة... وتؤدي به إلى الانحراف والعنف. أما الآن ومع تزايد الضغوط الاجتماعية وضعف الرابط الأسري فقد طغت على السطح مئات الصور الشاذة الغريبة على المجتمع المصري ) .
وأكيد فإن ما يحدث في مصر يحدث في غيرها من البلدان العربية و الإسلامية التي تتقاسم نفس الخصائص الاجتماعية و التركيبة الأسرية و عوامل الضغط الاجتماعي هو الاستجابة بشكل أو بآخر للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الحادة التي يشهدها المجتمع العربي ، وما دامت الظروف ثابتة في مداها ولم تتغير فمن المتوقع أن تكون للعنف نهاية لدى العائلة العربية حيث تعيش الأسرة حالة إهمال لجوانب عديدة في البناء النفسي لأفرادها .
ومعروف أن النساء هن أكثر عرضة للاعتداء الأسري ، و ذلك منذ نعومة أظفارهن بحكم كونهن إناث ولا تسمح طبيعتهن الفصيلة من إبداء مواجهات عنيفة فاصلة على الأكثر للرد على المعتدين عليهن ففي أمريكا قالت إحدى الإحصاءات (أن الجهود المبذولة لمنع العنف ضد النساء في الولايات المتحدة جاءت بأثر إيجابي إذ حفظت قتل الزوجات لأزواجهن بنسبة (70 % ) على مدى الأعوام الـ( 24) الماضية أي أن نسبة ردة الفعل عند المرأة جراء اضطهادها الشديد بدأت تخف.
إلا أن دراسة هندية قدمتها مؤخراً ( كاميلا ياسين ) ذكرت كسبب مشجع للرجل على إتباع العنف ضد المرأة امتيازه المالي المتفوق عليها: ( يسيطر الرجل على معظم الملكية ومصادر الإنتاج ويتوارثها الرجال من رجل إلى آخر حتى عندما يحق للنساء قانوناً تأتي سلسلة من القوانين.. وأحياناً العنف لتمنعهن من استلام ميراثهن والتصرف به ).
وإذا ما انتقلت إلى روسيا فإن (50 % ) أي نصف ضحايا جرائم القتل هن من النساء يتم قتلهن على أيدي الشريك الذكر.

العنف الأسرى ضد المرأة :
يشكل العنف تجاه المرأة من أسوء المظاهر الحالية التي تعيشها الحضارة المعاصرة، فعلى الرغم من وجود القوانين التي تمنع اضطهاد المرأة، لكن تعامل اغلب الأعراف الرسمية وغير الرسمية يجعلها مواطن من الدرجة الثانية، وهذا الأمر يجعل ضرورة تحرك المؤسسات الدولية والمحلية من اجل حمايتها ليس في يوم المرأة العالمي وانما في كل الأيام. و لا يقف العنف ضد المرأة في حد منع العنف عنها بل إن حرمانها من ابسط حقوقها السياسية والاقتصادية والشرعية والاجتماعية يعد من اكثر مراتب
العنف ضدها.
تعتبر ظاهرة العنف ضد المرأة لكونها أنثى، ظاهرة عالمية تعاني منها المرأة في كل مكان وأينما كانت، وإن اختلفت أشكالها. وعلى الرغم من الانتشار الواسع لهذه الظاهرة إلا أنها لم تحظى بالاهتمام الكافي إلا مؤخرا حيث بدأت الحركة النسوية العالمية تؤكد على أهمية ربط قضايا حقوق المرأة بقضايا حقوق الإنسان واعتبار العنف ضد المرأة انتهاكا صارخا لحقوقها الأساسية. وفي محاولة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة، واستخدام كافة الوسائل الممكنة للقضاء عليها، فإن هناك حملة عالمية تقام سنويا منذ عام 1991 وتجري فعالياتها باعتبار يوم 12-10 /11-25 من كل عام. وتم اختيار تلك الأيام بالتحديد باعتبار يوم 11-25 هو يوم عالمي لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة .
منظمة الهجرة تطالب بوضع حد للعنف ضد النساء‏ :
طالبت منظمة الهجرة العالمية بوقف أعمال العنف ضد ‏النساء المهاجرات و أكدت أن هذه الأعمال تمثل أبشع أنواع العنف الوحشي.‏
‏ و أضافت في بيان لها بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يوافق غدا السبت إن عملية ‏ الاتجار بالنساء أصبحت واحدة من أكبر العمليات الإجرامية في العالم.‏
‏ وأكدت أن مثل هذه التجارة تتطلب رد فعل منسقا وقويا من جانب المجتمع الدولي ‏ويجب أن يشمل ذلك تقديم تشريعات وسياسات تهدف إلى تقديم مرتكبي هذه التجارة إلى ‏العدالة ومعاقبتهم وتقديم الحماية إلى الضحايا ومساعدتهم أيضا.‏
‏ وقالت أن نصف عدد إجمالي المهاجرين في العالم وعددهم 175 مليون مهاجر هم
من ‏ النساء .‏
‏ وأكدت في بيانها أن هجرة النساء لها الجوانب السلبية و الإيجابية ومن إيجابيات ‏هذه الهجرة أنها تقدم فرصا جديدة للمهاجرات والاستقلال الاقتصادي إضافة إلى خلق ‏وضعية جديدة بين الأهل والأصدقاء.‏
‏ ورغم تحويل المهاجرات لمبالغ مالية لا بأس بها إلى أسرهم في أوطانهم فانه ينظر ‏إليهن على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية.‏
‏ وأوضحت المنظمة الدولية أن المهاجرات في آسيا يمثلن غالبية العاملين في الخارج ‏وأن السريلانكيات المهاجرات كن يمثلن 33 % من قوة العمالة المهاجرة في عام ‏‏1986 ومثلت نحو 65 % من العمالة في الخارج في1999 .‏
‏ وكانت تحويلات النساء المهاجرات من سريلانكا تمثل 62 % من تحويلات ‏العاملين في الخارج التي بلغت في 1999 نحو مليار دولار أمريكي .‏
‏ و في الفليبين تمثل المرأة المهاجرة 70 % من العمالة في الخارج طبقا لتقديرات عام 2000 ساهمت بتحويلات إلى بلادها بمبلغ يفوق 6 مليارات دولار في عام ‏‏2001 .‏
‏ وأكدت الهجرة العالمية أن هناك حاجة إلى تنسيق إجراءات التعاون بين دول المنشأ ‏ والدول المضيفة من أجل حماية وتدعيم الحقوق الإنسانية وكرامة النساء المهاجرات. ‏
أرقام تكشف مستوى العنف :
أما الأرقام فمنها تشير إلى العنف الذي تواجهه المرأة في بعض الدول :
ففي فرنسا، 95 % من ضحيا العنف هن من النساء، 51 % منهن نتيجة تعرضهن للضرب من قبل أزواجهن أو أصدقائهن.
في كندا، 60 % من الرجال يمارسون العنف، 66 % تتعرض العائلة كلها للعنف.
في الهند، 8 نساء من بين كل 10 نساء هن ضحايا للعنف، سواء العنف الأسري أو القتل.
في البيرو، 70% من الجرائم المسجلة لدى الشرطة هي لنساء تعرضن للضرب من قبل أزواجهن.
أن زهاء 60% من النساء التركيات فوق سن الخامسة عشرة تعرضن للعنف أو الضرب أو الإهانة أو الإذلال، على أيدي رجال من داخل أسرهن، سواء من الزوج أو الخطيب أو الصديق أو الأب أو والد الزوج )! وأشارت الدراسة إلى أن (50% ) من النسبة الآنفة يتعرضن للضرب بشكل مستمر، وأن (40% ) منهن يرجعن السبب في ذلك لظروف اقتصادية وتناول الكحوليات وأن (65 % ) فقط من أولئك النساء اللاتي يتعرضن للضرب يقمن بالرد على العنف بعنف مماثل، في حين أن (100%) فقط منهن يتركن المنزل احتجاجاً على العنف الذي يتعرضن له. والغريب: (أن (70%) من هؤلاء السيدات اللاتي يتعرضن للضرب لا يحبذن الطلاق حفاظاً على مستقبل الأولاد، في حين أن (15%) فقط منهن لا يطلبن الطلاق بسبب حبهن لأزواجهن .
وفي الولايات المتحدة : يعتبر الضرب والعنف الجسدي السبب الرئيسي في الإصابات البليغة للنساء.
العنف الجسدي يصاحبه انتهاك نفسي :
وقال خبراء صحة أمريكيون أن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، تعاني من مشكلات صحية خطيرة لها علاقة بتعرضها للضرب أو الاغتصاب أو إشكال أخرى من العنف .
ووجد باحثون من كلية الصحة العامة ومركز الصحة والمساواة بين الجنسين في جامعة جون هوبكنز عدداً مثيراً للدهشة من النساء يعانين من مشكلات صحية بسبب التعرض للعنف أثناء حياتهن .
وذكر التقرير أن العنف الجسدي في العلاقات الودية يصاحبه دائماً انتهاك نفسي ومزيد من العنف الجنسي .
وأشار الباحثون إلى انهم وجدوا أن ضحايا العنف أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية من بينها الألم المزمن وسوء استخدام العقاقير والكحول والاكتئاب ومحاولات الانتحار.
وقالت ميغان غوتيمويلر التي ساهمت في كتابة التقرير والباحثة في جامعة جون هوبكنز يمكن إرجاع عدد كبير من مشكلات النساء الصحية حول العالم لبعض أشكال العنف بأكثر ما كان يعتقد .
واستند التقرير إلى بيانات جمعت من اكثر من 500دراسة مستقلة أجريت حول العالم .
وتشابهت كثيراً خبرات العنف الذي تعرضت له النساء في بلاد العالم الثالث مثل زيمبابوي وكمبوديا مع دول غنية مثل الولايات المتحدة .
وقالت الباحث في الجامعة لوري هيس اللغة التي تستخدمها النساء لوصف العنف ومخاوفهن والأعذار التي يقدمها الرجال متشابهة بصورة مذهلة.. وفي كل الدول التي أجريت فيها دراسات ما زال الضحية هو من يلقى عليه باللوم .
والغالبية العظمى من الانتهاكات التي تتعرض لها النساء تأتي من أزواجهن أو ذكور آخرين من العائلة. وقال هيس من دون استثناء، تأتي مخاطر تعرض النساء للعنف ليس من (خطر غريب) لكن من رجال يعرفونهن وعادة يكونون ذكوراً من العائلة أو الأزواج.
وذكر التقرير أن عدداً من العوامل تسهم في ارتكاب أعمال العنف مثل الفقر والثقافات التي يهيمن عليها الرجال والمعتقدات بأن العنف والرجولة متلازمان .
وحذر تقرير دولي صدر أخيرا من العواقب الوخيمة للعنف الذي يمارس على النساء في العالم، والتي تصل إلى حد القتل. واستناداً إلى بيانات جديدة فإنّ حوالي نصف النساء اللاتي يتم قتلهن؛ يُقتلن على يد زوج أو صديق حالي أو سابق .
وتوضح منظمة الصحة العالمية في رصدها لهذه الظاهرة أنّ العنف هو سبب وفاة سبعة في المائة من جميع النساء اللاتي يمتن ما بين سن الخامسة عشرة والرابعة والأربعين في جميع أنحاء العالم .
وفي تقرير حديث لها تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ العنف ضد النساء يرتبط، علاوة على إهلاكه وتدميره حياة مئات الآلاف من البشر، بعدد من الأوضاع الآنية والطويلة الأمد، بما فيها الإصابات الجسدية، ومجموعة الآلام المستمرة المتزامنة، والكآبة، والتصرفات الانتحارية. كما يمكن أن يؤثر عنف شريك الحياة على قدرة المرأة على كسب الرزق، وتأديتها لعملها، وقدرتها على الاحتفاظ بوظيفتها .
وأظهر التقرير الصادر عن المنظمة الدولية أيضاً أنّ 69 % من النساء في بعض البلدان بلّغن عن تعرضهن إلى اعتداء جسدي عليهن، و 47 % من النساء قلن إن أول نشاط جنسي اشتركن فيه تم عنوة وقسرا.
ويمضي التقرير إلى الاستنتاج بأنّ النساء أكثر عرضة لإساءة شركاء حياتهن إليهن في المجتمعات التي تتصف بعدم المساواة الواضح بين الرجل والمرأة، وبتحديد دور كل منهما في المجتمع بشكل صارم لا يسمح بالحياد عنه، وبقواعد السلوك الثقافية المؤيدة لحق الرجل في ممارسة العنف، وبقوانين الردع الضعيفة لمثل هذا السلوك، كما يرد فيه.
وقد أبرز التقرير عدداً من البرامج الواعدة للحيلولة دون وقوع العنف، بما فيها برامج التنمية الاجتماعية، والحد من انتشار الخمور، وتخفيض القدرة على الحصول على الأسلحة كالأسلحة النارية الصغيرة، والتقليل من التفاوت الاجتماعي، وتعزيز نظامي الشرطة والقضاء.
كما يدعو التقرير العاملين في حقل الصحة العامة إلى التعاون مع الشرطة وأنظمة العدالة الجنائية والمسؤولين في مجالات التربية والتعليم والإنعاش الاجتماعي والتوظيف وغيرها من المجالات للحيلولة دون وقوع العنف، بدلاً من مجرد تقبل الوضع أو اتخاذ الإجراءات كرد فعل على وقوع أعمال العنف .

الأسباب الرئيسية لممارسة العنف :
وهناك أسباب تؤدي إلى العنف ضد المرأة، إذ ثبت من خلال إحصاءات دولية عديدة كانت محط اهتمام واسع في برامج دراسات اجتماعية، متجهة لبحث الخلفيات المتحكمة بموضوع العنف الموجه ضد النساء، أن الخلل المادي في المجتمعات كالمجاعات التي يعاني منها البشر القادرين على العمل، والبطالة المزمنة أو شبه المزمنة، والتضخم الاقتصادي الذي ينعكس على مستوى معيشة الأفراد المحدودي الدخل ويتسبب في ارتفاع الأسعار، إضافة لحالات التسيب وعدم الانضباط التربوي وتقبل الفساد والإفساد بسبب ضيق ذات اليد، والعنصرية السياسية والاجتماعية التي ترفع المنتمين إليها لوظائف أعلى رتبة على حساب الآخرين، ويمكن إضافة ظاهرة عدم الإيمان بالله والدين واليوم الآخر.. كلها أمور تساهم في ظهور العنف، وتجعل من ظاهرة العنف ضد النساء بشكل خاص وكأنها أمر طبيعي.
ومعروف تماماً أن العنف بين الشباب الذكور أكثر انتشاراً، وخاصة الذين يعيشون في الأحياء والمدن المزدحمة والفقيرة حيث تنتشر المشروبات الكحولية (مثلاً) بين الناس بصورة اعتيادية وكأن شيئاً لم يكن، إذ يغيب عن بال أغلب المربين المعاصرين أن تلك المشروبات تذهب العقل، وتغيب الضمير أحياناً، فيكون العنف الشديد أحد نتائجه الوخيمة كاقتراف جرائم السطو والسرقة والقتل.
موقف الاسلام من ممارسة العنف ضد المرأة :
إن مجتمع الرجال مدعو إلى مسالمة ومشاركة المرأة بصورة أكثر على أسس المبادئ الإنسانية، بعيداً عن القسوة والعنف ونبذ أي أسلوب يقلل من شأن المرأة وأن يتم استبدال كل ذلك بالتعامل الإيجابي اللطيف والرقيق، فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة.
وفي إطار اهتمام المجتمعات بالعنف كـ (ظاهرة عامة) والعنف ضد النساء بـصورة خاصة فإن الاتجاه العام بهذه المرحلة يتسم بالتثقيف لإزالة العنف داخل الأسرة كظاهرة لها خصوصيتها والممكن أن تمهد لحل عقلاني وعملي لصالح حفظ كرامة المرأة على المستوى الاجتماعي العام، لو تم تدارس الجوانب الأخرى التي تعاني منها المرأة .
ومن جانبنا كمسلمين فإن الإسلام قد أعطى حقوقاً عظيمة للمرأة فهي شِق الرجل،كما ورد في حديث للرسول – عليه الصلاة و السلام بـ " إن النساء شقائق الرجال" والمرأة إضافة لكل ذلك متساوية مع الرجل من حيث نيل المنزلة في الحياة والتعلم والمستقبل المضمون .
إن أي مجتمع سوف يعيش بأمان ووئام وانسجام إذا ما شاركت المرأة الرجل فيه بتكافؤ صحيح وكان هناك إنصاف بينهما وخصوصاً في مجال تركيبة بيولوجية الجسم، وحول المعنى الراقي في العلاقة الإنسانية يقول نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم ) في حديث شريف: " استوصوا بالنساء خيرا ".
ومن مُسلمات ما ينبغي أن يسود بين المرأة والرجل حين يشكلان نواةً لبناء الأسرة المثالية التي ينطلق منها كل تآزر على الحق وإقرار للحقوق، ما قال الله العلي القدير في محكم كتابه الكريم : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " .



#ساسي_سفيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية ثقافية لما يحمله لنا مؤتمر الأسرة العربية
- المشاركة السياسية للمرأة العربية
- مكانة المرأة في الأنظمة العربية الحالية
- المرأة و العولمة
- مفهوم المعرفة العلمية
- مفهوم العالمية
- البرامج و النشاطات الثقافية
- الـبـحـث الـعـلـمـي و امـتـلاك الـمـعـرفـة الـتـقـنـيـة
- مفهوم المعرفة العلمية في ضل الثورة العلمية
- انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الجزائري وخاصة في أوس ...
- مفهوم العقل الإنساني في الموروث الفلسفي القديم
- ســـلـوك الـعــنـف في العلاقة بين الدولة والمجتمع
- الدولـةفي ظل الــقــرن الحـــادي و الـعــشــريــن
- العـولــمـــة
- عملية نشر المعرفة العلمية
- الشـبـــاب العربي وتكنولوجيا المعلوماتية
- العمل الثقافي بالجزائر
- دور الـمـــراكــز الـثـقـــافــيــة الــعـــربـيـــــة
- نـشــر المـعـرفـة الـعـلـمـيـة فـي أوسـاط الشـبـاب
- ظهور وانتشار المعرفة العلمية في ظل القرن الحادي و العشرون


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ساسي سفيان - المشاكل الأسرية و موقع المرأة العربية منها