أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسم عبدو - ليس هناك ما يزعج..!














المزيد.....


ليس هناك ما يزعج..!


باسم عبدو

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 15:00
المحور: كتابات ساخرة
    


بقلم: باسم عبدو
لم أتوقع أبداً، ولم يتوقع المواطن، أن البهجة الناهضة من بين الأضلاع، تخرج إلى العلن بهذه السرعة! ويتحول الحلم لأول مرة منذ سنوات إلى واقع، ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين الذين تخلّصوا من (عقدة أكل اللحم). ومن كثرة حكي الناس الميسورين عن المصروف الشهري الكبير، خاصة في ظل أحداث شلّت الحياة الاقتصادية وعطَّلت السياحة. فمعظم المطاعم أغلقت أبوابها، وأحجم السياح عن القدوم إلى سورية.. وتم تسريح عشرات ألوف العمال من معامل وشركات القطاع الخاص. وبدأت الحلول الجزئية تبرز، منها (تسريح ما يسميه رب العمل بـ (الفائض)، ثمَّ إعطاء نصف الراتب لمن يبقى.. وهكذا..).
ليس هناك ما يزعج، بعد أن شكَّل الحلم كميناً سلمياً غير مسلّح. ولم أصدّق ما يجري، في أول يوم من شهر أيلول، عندما نهضتُ والبهجة ترسم أبهى صورها، رغم قصف الناتو وقتله مئات المواطنين الليبيين الأبرياء، ورغم التحالف العربي الرجعي- الأمريكي- الأوربي- التركي- الصهيوني.. رغم كل ما يجري نفض الحلم من رأسي هموماً ملبَّدة بغيوم الهواجس.. حاولتُ مرغماً أن أجيب عن سؤال زوجتي الملحاح، وأن أتذكّر تفاصيل الحلم، دون التفريط بحرف واحد.
قلتُ لها رنَّت في أذنيَّ أنغام الأغنام في سهل فسيح، يصل طول الأعشاب فيه إلى نصف متر. كانت الأغنام في ثغاء وغناء كأنها في عرس، ترفع رؤوسها فرحة على أنغام مزمار الراعي..تصوّرت أنه حلم مارق، لكنَّ ذاكرتي التي استعادت حيويتها ونشاطها من جديد، احتفظت به ولن يتزعزع بناؤه مهما زأرت الرياح واشتدت العواصف، بينما كانت زوجتي تنتظر بفارغ الصبر. وحبست أنفاسها وأنا أنظر إليها وأرى قلبها يخفق صعوداً وهبوطاً.. وهي تعرف أنها إذا كررت السؤال، أتوقف عن سرد الحلم.
قلتُ وأنا في عزّ النّوم ولا يزعجني أحد، وارتقى ذهني إلى الصفاء كزرقة ماء البحر، تناولت جريدة (تشرين) من مكتبي وقرأتُ خبراً انتظرتُه طويلاً. يقول الخبر الذي جاء تحت عنوان(كشف عن نية الحكومة بالعودة للتسعير). وكان الخبر قصيراً، لكنه سريع الوصول إلى أي قرية في سورية، مفاده أن وزير الاقتصاد أصدر قراراً رقم ،2443 يقضي بإيقاف تصدير الأغنام. وعندما قرأتُ أسعار الفروج والسمك والخضراوات والفواكه، لم أصدق أن سعر كيلو الليمون قد انخفض، وأن سعر كيلو السمك في هذا الطقس الحار ما يزال مرتفعاً. وكان السوق مزدحماً بالناس وأصوات الباعة.
لم تنتظر زوجتي وقاطعتني مراراً، فتجمَّد لساني واختبأ في حلقي خوفاً من يوم أسود تتكاثف فيه غيوم غضبها. وإذ رعد جنونها وأمطر صراخها، لا أعرف كيف أواجه حممها، وبركان الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار الجنوني.. وماذا عليَّ أن أفعل؟!
ارتجف الحلم واقشعرّ بدني..توقفت بعض الشعيرات الباقيات في جلدة رأسي، كأعواد يابسة في حقل فلاح لم يضع سكَّة فيه منذ سنين..قلتُ قبل أن أغطّ في نوم عميق من يزرع الشوك فسيحصد الهشيم..أما زوجتي فبدأت تقلّب أفكارها، وتبحث عن زورق ينقلها إلى شاطئ آخر كي تستعيد أجمل أحلامها..!



#باسم_عبدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوبامية بين القول والتنفيذ
- أسعد خوري: صورة الرفيق فرج لا تغادر ذاكرتي
- الموقع الجديد للطبقة الوسطى
- أسرار الكتابة
- الكلمة أم طلقة الرصاص؟!
- الحدث والمصطلح
- الحوار الديمقراطي الأساس الصلب في توحيد الشيوعيين السوريين


المزيد.....




- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...
- الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
- عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
- مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا ...
- مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ- ...
- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسم عبدو - ليس هناك ما يزعج..!