أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار الثالث.. كلنا عيوب!!..














المزيد.....

الحوار الثالث.. كلنا عيوب!!..


أشرف محمد مجاهد مصطفي

الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 08:24
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


الحـوار الثالث... كلنا عيوب!!..
لا يمكن لأحد أن يدعي أنه بلا عيوب أو خطايا، فالإنسان خلق وبداخله نوازع الخير والشر، الحب والكراهية، خلق بصفات وخصائص تتقلب معه عبر مسيرة حياته، وبالتعلم والتجربة وتحمل الصعاب يكتسب خبرة تصحيح تلك العيوب وتعديل مسارها وتهذيب شططها داخله، أو تجزرها وتوحشها، فالإنسان وهبه الله العقل ليتدبر حاله، وحال من حوله من سائر البشر، يقارن، يفكر، ويسترشد بمواقف الآخرين وتجاربهم حتى يكون أفضل ليحقق الكمال النسبي، فالكمال المطلق لله وحده.

هذه العيوب والخطايا بين طرفي الحوار الأسري عادة لا تظهر إلا بعد سنوات من الارتباط، فإثناء فترة التعارف والخطبة لا يري كلا الطرفين عيوب الآخر، بل أن كل منهما يري الآخر كاملاً، فيه أمله وسعادته، فإذا كانت الزوجة طويلة، يري الزوج أن ذلك من الرفعة والشمم، وإن كانت بدينة، يري ذلك دليلا على الغني والعـز، وإن كانت نحيفة فهي رشيقة خفيفة، وهكذا... بينما إذا كان الزوج ثائراً عصبي المزاج، فتراه الزوجة رجل قوياً، وإن كان هادئاً صامتاً قليل الحديث، فهي نعمة تحسد عليها، وإن كان له علاقات متعددة بزميلاته في العمل والنادي فتري أنها بذلك حققت نجاحاً ساحقاً بالفوز بالزواج منه واختياره لها من بينهن.

تلك فترة التعارف والخطبة وسنوات الزواج الأولي، عادة ما تكون مليئة بالأحاسيس والمشاعر الدافئة، برؤية الجانب الآخر بشئ من الحب والود ونظرة العاشق للمعشوق، والتي سرعان ما تتحرك تلك المشاعر ويغلب عليها العادة والتكرار والملل، وتطغي العلاقة الحميمة وتتداخل وتتقاطع المشاكل الأسرية والمالية، ويُظهر كل طرف أنه الأفضل والأجدر والأحسن، فينشأ الخصام والتنازع على أولوية القيادة وتولي دفة الأسرة.

ومع تقدم الزمن ومرور سفينة الأسرة سنوات وسنوات ندخل في مرحلة الندم والبكاء وأحياناً الحسرة على ما مر من سنوات العمر قضائها كل منهما مع الآخر، فالزوجة تشعر أنها كان في استطاعتها أن تتزوج من هو أفضل وأغني من زوجها، خاصة إذا كانت تلك الزوجة تعمل في أوساط رجال آخرين، تراهم بصفة يومية، ويتعاملون معها بكثير من التودد والمجاملة، فيقع في قلبها مقارنة هؤلاء الغرباء بزوجها العابث المتجهم، صاحب الأمر والنهي والطلبات التي لا نهاية لها، مقارنة تزيد من حدة التباعد والتباغض وتزيد من قسوة وتصلب العلاقة... كذلك الزوج يعتقد أنه كان الأجدر به أن يتزوج من هي أفضل وأرشد من هذه الزوجة المسرفة، كثيرة الطلبات، والتي أهملته لصالح عملها وأولادها، ويزداد ذلك الشعور إذا ما اختلط في عمله بنساء وبنات صغار السن، فيزداد شعوره بالانجذاب إليهم والحنين إلى الماضي الذي يريد فيه تجديد وإحياء شبابه الذي ذهب مع تلك الزوجة العابسة.

وهكذا تصبح الزوجة الجميلة الرقيقة الهادئة العاقلة، بكل تلك الصفات فاقدة لمصدر الحنان والدفء الذي يريده الزوج، فسرعان ما يجده في غيرها سواء كان شعوره هذا صادقاً أو واهماً، وكذلك يصبح الزوج المؤدب الرقيق الحنون كابوساً يؤرق حياتها ويهدد مستقبلها وعائقاً أمام استكمال أحلامها وطموحاتها.

كل هذا يحدث تدريجياً وعفويا وبصورة غير مرئية عبر أيام وشهور وسنوات، بسبب وحيد، هو نسيان مزايا الطرف الآخر، والتركيز على أبراز عيوبه وتقصيره، عيوب كلا الطرفين التي لا يخلو منها إنسان، فنحن بشر، والزوج والزوجة بشر، ولا بشر بدون عيوب وخطايا.

لذلك ونحن كلنا عيوب وخطايا، ولا فضل لأحد على أحد، ونحاول تصحيح تلك العيوب وتجنبها منفردين أو معاً، ويتطلب الأمر أن يعذر بعضنا بعضاً، بعيداً عن الاتهامات والإساءات، بمراجعة النفس مراراً وتكراراً من أجل استمرار ما شرعا فيه الطرفان منذ سنوات ليظل جميلا نقيا دون شوائب وآلام.

وللحوار بقية أن شاء الله...
[email protected]



#أشرف_محمد_مجاهد_مصطفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الثاني ... كيف نبدأ ؟!..


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار الثالث.. كلنا عيوب!!..