فراس عبدالله الريامي
الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 08:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعنة التطرف تصيب الإحتجاجات العُمانية السلمية
يعرف علم النفس ظاهرة التطرف بأنها: الخروج عن الوسط أو البعد عن الاعتدال و هي أيضا إتباع طريقة في التفكير والشعور والسلوك يتجاوز بها الحد العقلاني بعيدا عن العاطفة، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو الجماعة.
التطرف وإن كان تجاوز الحد في السياسة سمي تطرفاً سياسياً، بحيث يأخذ شكلاً سلوكياً جماعياً ينطوي على تحدي السلطة القائمة.
لست أحاول التهرب من الواقع و لست معارضا لإحتجاجات الشباب العُماني و لكن هناك شيئ واحد أعرفه و هو أن واقع الأزمات التي يعرفها الوطن اليوم ليست سوى نتيجة للتطرف السياسي و الفكري.
إن أزمة التطرف التي أصابت بعض القوى والتيارات المجتمعية والفكرية، وسيطرت على خطابها وطريقة تفكيرها، ومنهجية عملها، وأسلوب تعاطيها مع القضايا الوطنية، بما فيها مسألة الإحتجاجات الشعبية القائمة منذ السادس و العشرين من فبراير والداعية لإصلاح جذري للنظام العُماني وهي مسألة مرتبطة بالعديد من القواعد والتقاليد الديمقراطية، التي لم يستطع البعض حتى اليوم استيعابها، بفعل الفكر المتطرف الذي يعشعش في عقول مثل هؤلاء إلى درجة صار فيها الإصلاح و التطوير بالنسبة لهم محكوماً بهذا الفكر، الذي يقوم على رفض الآخر.
الأخطر من هذا أن هذا التطرف السياسي القائم أصبح ينعكس على الفكر الديني للمواطن العُماني العادي،
فالبعض يأمل في إقامة "إمارة إسلامية" على غرار المشروع الطالباني حيث تنتشر صفحات على الفيسبوك و المدونات تدعو لإقامة "إمامة"، فيما يحلم أصحاب الفكر التحرري القومي المبني على الماركسية و أخواتها أن يصدروا ثورتهم التحررية للدول العربية الأخرى .
في ظل بروز هذا الفكر أو ذاك ، هاهي الحقيقة تشير إلى أن كل هذه الأطراف لم يعد يهمها أمر هذا الوطن وشأن أبنائه و أي فكر معتدل سيعارضهم سينقلبون ضده .
لكن السؤال الذي دفعني لكتابة المقال في وقت متأخر من الليل و الذي يؤرقني هو:
"لماذا يريد هؤلاء أن يصبح شعب عُمان سجينا لأفكارهم و أجندتهم الخاصة خصوصا و أنه شعب لم يطالب سوى بحقه المكفول و المتمثل في العيش الكريم و محاربة الفساد و رؤوسه ؟"
#فراس_عبدالله_الريامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟