أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نزار ياسر الحيدر - عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 - ما وعد به الشيخ سعد / 12















المزيد.....

عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 - ما وعد به الشيخ سعد / 12


نزار ياسر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 01:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990
ما وعد به الشيخ سعد / 12
بقلم : نـــزار يـاســـر الحيـــدر


لايختلف اثنان من المراقبين على ان العراق هو من اعتدى على دولة الكويت عندما غزاها وهذا الفعل يعتبر نتيجة لسلسلة من الاسباب التي تتحملها جميع الاطراف العراقية والكويتية والاقليمية والدولية فقد كانت النتيجة حرب الخليج الاولى او ربما الثانية اذا وضعنا بالحسبان (حرب العراق وايران) التي كان لابد منها !! فقد اجتمعت الاسباب العديدة لاندلاع هذه الحرب كنتيجة لاجتياح العراق للكويت وهنا لسنا بصدد الدخول في تفاصيل هذه الاسباب لكن ما يهمنا هو كيف دفع العراق دفعا لاجتياح الكويت ثم بحجة طرد العراق منه وكيف رسمت خطة ( عاصفة الصحراء ) لتدمير آلة العراق العسكرية التي طالما تباهى بها صدام حسين بعد حرب السنوات الثمانية بين العراق وايران والتي ادعى فيها انه انتصر على ايران، والتي لم يكسب منها الطرفان الا موت مئات الآف من شباب البلدين وتحطيم اكبر قوتين اقليميتين بالمنطقة بعد ان قدر لهما ان يقوده في العراق دكتاتور قومي فاشي وفي ايران حكومة يقودها معممون جهلة طائفيون ثيوقراطيون يبحثون عن ارث فارس بين ثنايا التاريخ !! .
قبل سنوات تم اذاعة برنامج خاص بمناسبة اجتياح العراق للكويت وكانت المقابلة مع الشيخ سعد العبدالله الصباح ولي عهد الكويت آنذك وقد تكلم بصراحة متناهية عن الظروف التي سبقت اجتياح الكويت والوساطات بين العراق والكويت في السعودية والتي جرت بين الشيخ سعد الصباح ولي عهد الكويت الاسبق وعزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق وكيف كانت السعودية تتوسط بكل همة لتقليص فجوة الخلاف بين العراق والكويت والتي تتركزعلى ما يدعيه العراق ان الكويت سحبت كميات من النفط من حقول الرميلة المشتركة بين البلدين تقدر قيمتها آنذك بمليارين وخمسمائة مليون دولار وهذا المبلغ طالب به العراق الكويت واتهمها بسرقة هذا النفط من حقول عراقية بعد ان طالبه الكويت بدفع مبالغ فواتير شراء اسلحة للعراق ائناء الحرب العراقية الايرانية إذ كان صدام يدعي بانه يقاتل ( الفرس المجوس ) نيابة عن الامة العربية لان العراق هو حارس البوابة الشرقية للوطن العربي !!؟ وان من العيب ان تقوم الكويت وباقي دول الخليج بالمطالبة بتسديد مبالغ الدين ، كذلك فان صدام اتهم هذه الدول وعلى راسها الكويت بتعمد تخفيض اسعار النفط بقيامه باغراق السوق النفطي بكميات فائضة ادت لاحقا الى هبوط اسعار النفط عالميا في الوقت الذي كان العراق بحاجة الى موارد اكبر لتسديد فواتير حربه التي انتهت قبل اقل من سنتين فقط .
قال الشيخ سعد الصباح لقد كنا نجلس انا وعزت الدوري والوسيط السعودي لساعات طويلة يوميا ونتناقش بكل نقاط الخلاف ولايام عديدة ولكن عزت كان يتهرب من الوصول الى اي حل او طريق يصلنا الى اتفاق لحل الخلافات وكان يصر على انه ليس صاحب قرار عندما يفحم بالمناقشة وكان يتعمد اطالة هذا النقاش العقيم والجدل البيزنطي ولايريد ان يصل الى نهاية له وبعد ان نتعب من الكلام نعود الى اجنحة الضيافة التي نقيم بها بنفس القصر فاقوم بالاتصال به لاطلب منه - بعد ان اخذنا قسطا من الراحة - ان نجلس انا وهو فقط سوية في اي مكان بالقصر يختاره لكنه كان يجيبني بعصبية ويقول لي ( يااخي انت بليتني بلوة .. آني راسي يوجعني وتعبان وماعندي كل كلام معك .. انا تعبان ما تفهم شنو تعبان .. اتركني !! ) يقول هذا وهو ذاهب خصيصا كي يحل مشكلة عويصة مع شخص قد اختلف العراق مع دولته وربما سيدخل معها بازمة خطيرة !!!؟.
عند اشتداد الازمة بين العراق والكويت واندلاع الحرب الكلامية في وسائل الاعلام بين البلدين ظهر للتداول الرقم مليارين ونصف المليار دولار والذي كان احدى طلبات صدام على الكويت وهو قيمة النفط (المسروق) من نفط العراق !؟ .
سألني احد الجنود البسطاء العاملين معي في موقع الدريهمية عن هذا الرقم لانه لايتخيل كم هو هذا الرقم ليقدر اهميته ، فقال لي : ( شكثر يعني هذا المبلغ المختلفين عليه بين العراق والكويت .. يكولون مليارين ونص.. يعني شكثر.. هواية ويسوة الطلابة عليه؟؟؟ ) فبالحقيقة احترت انا كيف اجيب على هذا السؤال لاقرب له حجم هذا المبلغ لكي اقنعه باسلوب يفهمه هو ولكنني اخيرا اجبته على سؤاله المحير وكنت اقف حينها بجانب شاحنة عسكرية من نوع (ايفا) فقلت له ( شايف هذا اللوري .. تصور مائة لوري ايفا مملوءة بابو الخمسة وعشرين دينار اخضر ابو الحصان .. !!) فذهل وسكت في اول الامر ثم انفجر بالكلام مع اصراره وعلامات الغضب والزعل بادية على وجهه ( لعد حقه العراق يحجي .. هذا المبلغ موكليل .. شلون يسكت صدام عليه.. حقه ولازم ياخذه ..!!) ،
لقد اتخذ صدام من هذه الاسباب - التي ظاهرها حق حسب قناعاته - حجة لكي يدخل الكويت لانه كان يبغي امورا اخرى في مخيلته ومنها انه سيسيطر على اكثر من 20% من احتياطي نفط العالم ناسيا اومتناسيا ان اميركا لن تسمح بهذا الشيء مطلقا وهذا يثبت ان حساباته كانت مغلوطة تماما .
عندما عدت الى وحدتي في موقع الدريهمية بعد وقف اطلاق النار بعد 15/3/1991 وكنت انتظر انجاز معاملة تسريحي نهاية آذار كنت استمع الى اذاعة الكويت التي عادت للبث من جديد بعد ان انقطعت خلال فترة الاحتلال ولان الاذاعات العراقية كانت مدمرة ولانستطيع الاستماع لها فكنا نضع مؤشر المذياع على اذاعة الكويت ومن الطريف ذكره انني استمعت الى برنامج يلتقي على الهواء مباشرة بالكويتيين ليسالهم عن مشاعرهم بعد تحرير الكويت والذي لفت انتباهي حينذك مقابلة مع سيدة كويتية تتكلم بالعامية قالت بعد ان سالها مقدم البرنامج : ( شنو شعورك والكويت تحرر وطرد الجيش العراقي ؟؟؟) فاجابت ( حنا فرحانين وايد وايد .. ونطلب من سمو الامير يوفرلنا فواكي لان نشفت بطونة لان صدام موتنة من اليوع صار ست اشهر وما اكلنا يومية غير طماطة وبيتنيان ... الله يظلمها عليه يوم الظلم علينا الكويت ويظلم كبر ابوه مثل ماظلمها علينا ) وتقصد ان الكويتيين شملوا بالبطاقة التموينية التي كانت توزع على العراقيين آنذك كذلك هي كانت تشير الى ان صدام حرق ابار النفط الكويتية وحول نهارها الى ظلام دامس بسبب الدخان المتصاعد من الابار المحترقة. اما الشيء المهم جدا الذي سمعته بصوت الشيخ سعد الصباح ولي عهد الكويت شخصيا وبعد وصوله الكويت قادما من السعودية بالطائرة بعد ايام من تحرير الكويت وبعد ان ركع على ارض المطار يشكر الله على عودته وتحرير بلده وعندما سال عن مشاعره بهذا الحدث الكبير قال ( بعد الشكر لله ودول الحلفاء من الاشقاء والاصدقاء على مابذلوه لتحرير الكويت انه وباسم كل الكويتيين اقول ان لاخير بهم ككويتيين .. ولاخير باولادهم .. ولاخير باموالهم .. اذا يتركوا صدام حسين يتهنى بحكمه للعراق ويبقون يعملون ما حيوا حتى يسقطوه ويزيلوه من حكم العراق والمنطقة ويجعلوه هو والعراق يدفع الثمن غاليا حتى آخر يوم من عمرهم حتى وان اقتضى ذلك ان يبذلوا في سبيل ذلك آخر دينار يملكونه ..!!!؟). فهل صدقت نبوءة وتمنيات الشيخ سعد الصباح !!؟؟ وكم تحقق منها ..؟؟ وهل هناك شيء لم يتحقق بالرغم من ان الاثنين انتقلا إلى ذمة الخالق سبحانه... لكن العراق والعراقيين لايزالون يدفعون ثمن حماقات صدام للاسف، وتعنت وجشع حكام الكويت الطامعين بثروات العراق، الساعين لإذلاله لشعورهم بالتهديد الدائم، ومحاولات ضم الكويت للعراق في أي حين، فلا يرضيهم إلا عراق ضعيف منخور القوى، هزيل الطاقات ..!ّ!.



#نزار_ياسر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 - الزراعة لكسر الحصار / 11
- عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 - عود حميد / 10
- عندما غزا صدام الكويت في 2/8/ 1990 - شهربان / 9
- عندما غزا صدام الكويت في 2/8/ 1990- نفق النار / 8
- عندما غزا صدام الكويت في 2/8/ 1990-الرشقات الصاروخية / 7
- عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 - ليلة ليلاء / 6
- عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 القسم الثاني / الفرهود
- عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990-القسم الاول
- الشباب الصابئي المندائي ... وتحديات الغربة ..!؟
- هل يمكن أن تكون كوردستان ..وطناً بديلاً للصابئة ألمندائيين . ...
- لمحات تاريخية من مسيرة المرأة الصابئية المندائية
- حقيقة واقع الاقليات العراقية‏
- في الذكرى 46 لانقلاب 8 شباط الاسود.....ايام سوداء لاتنسى ... ...


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نزار ياسر الحيدر - عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 - ما وعد به الشيخ سعد / 12