محمد شرينة
الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 19:58
المحور:
الادب والفن
الزمن : النصف الثاني من أيلول
والوقت : الثمن الأخير من اليوم
بسرعة أريد أن أصل إلى مدخل دمشق الجنوبي
قادما من شارع الثورة
مررت بالحميدية ، هاهي الدرويشية ، واجتزت جامع السنانية
لقد كانت هذه حارتنا
وبيت فيها لا أدري ما حل به منذ أربعة عقود
كان بيتنا
متعب منهك أنا
كانت هنا نهاية كل رحلاتي
وتعبي وارهاقاتي
ولكني الآن يجب أن أصل إلى بيتي البعيد
لأرتاح
المدفون منذ أربعين عاما في الباب الصغير
كان أبي
أمي وحدها لا زالت هنا
ليس مثل الماضي
بل لا تكاد تشبه ما كانت
لكنها لا زالت
وأشخاص لم يكونوا صاروا أولادي
ومزرعتنا التي كانت جنتنا صارت محطة
ينهكنا التعب والخمر فنهرب منها
لنرتاح
وقد كانت هي الراحة
وامرأة لا أدري ما تفعل
كانت امرأتي
وأربع سيارات لا أدري أين تبيت أين منهن
كانت كل منهن سيارتي
والغريب أن الشيء الوحيد الذي لم أجده
ولا حتى ما يشبهه ؛ لم أجد
هو أنا
كلما تحدثت إلى فانٍ أو خالد
قلت له :
إذا كنت تريد أن تعرف فعلا أنك حييت
فتأكد أنك مت
بضيق شديد يردون :
لا تطلب المستحيلات وأشباهها .
#محمد_شرينة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟