ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:54
المحور:
الادب والفن
تقوقعتُ كما الجنين داخل رحم الأرجوحة
وراحَتْ تتمايلُ بي بين شجرتيّ زيتون,
تحت رذاذ المطر ..
***
رأيتـــُهُ .
على الضفة الأخرى من الحـُلم ,
كان يرفرفُ .
رآنــــِي .
فاقتربتْ ضفة ٌ من الأخرى .
وحين نظرتُ في عينيه, أبصرتُ البحرَ , هذا الذ ّي طالما راودني في حلم , فانتظرتُ أمواجَهُ حتــّى آخر رَمَق .
***
استفقتُ على تأنيبها الجارح:
_ ما زلتِ هنا تحلمين ..!
لـِمَ قطعتِ حبالَ خيـــالي!
-لأنّك دوما تنسجين حولك خيوط الوهم ! وتحلقين بعيدا عن الواقع .
·وهل أزعجتــُـكِ في شئ؟؟!
_ أنت غريبة الأطوار منذ طفولتك...! دوما تحلقين خارج السرب . ألا تكوني واقعيّة مرّة في حياتك؟
تفجرّ صوتها في أعماقي. فصرختُ:
* عن أيّ واقع تتحدثين؟!
-عن الحرب الوشيكة أن تـُــقـَوّض أركانَ الكون! عن والدنا الملقى على سرير الأوجاع منذ أعلنت شركتهم افلاسها فصارت لقمة العيش مريرة , عن أخيكِ الذ ّي توقف مرغما عن دراسته الجامعيّة, ليمدّ لنا يد العون ! عن والدتك التي تُعاني بصمت والكآبة تنهش جسدها ...عن ..وعن ..
·لأجل هذا الواقع بالضبط , أحتاجُ أن أحـْـلـُم!
هل فهمتِ ...!!!
وتمتمتُ دون أن أتيحَ لها أن تسمعني:
( بين اليأس والأمل ...حلمٌ واحد .)
عدتُ أتمايل على الأرجوحة , تارة تنقلني للسماء فأرى أختي من فوق لتحت, وتارة تعود بي للأرض , فأراها من تحت لفوق ..
لم تتنازل عن غيظها . استلــّت سيفا آخر من غمد غضبها لتطعنني به:
_ لكي تمتدَ يدُكِ إلى أعلى الشجرة , تحتاجين يا صغيرتي سلمـًا ..
همستُ وأنا أنظر اليها من تحت لفوق:
_ أملكُ سلمـًا يشقّ الغيم ويصل بي إلى السماء ..
وعدتُ , أمرّرُ حباتِ الخرز واحدة ً واحدة في خيط الحـُـلم.
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟