أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هشام القروي - من يخلف حسني مبارك؟














المزيد.....

من يخلف حسني مبارك؟


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


‏ منذ مدة تدور عريضة على الانترنت تدعو الى مساندة ترشيح السيد عمرو موسى لرئاسة الجمهورية المصرية. ويؤكد أصحاب المبادرة , الذين أنشأوا لذلك موقعا خاصا على الشبكة أيضا, أن عمرو موسى لم يدفعهم الى هذا العمل. والسؤال الذي يتبادر لذهن المرء هو : ما رأيه الخاص في هذه المبادرة؟ فمن المستحيل على شخص في مركزه, مع كل قنوات المعلومات التي لديه أن يجهل أن مجموعة من المصريين تساند ترشيحه للرئاسة خلفا للسيد حسني مبارك, وأنها تبذل جهدا كبيرا من أجل ذلك.
الحقيقة أن هذه المسألة , كما يبدو لي , تعود الى تعرض الرئيس المصري منذ مدة لا أذكرها بدقة أثناء خطاب رسمي في مبنى البرلمان لأزمة صحية مفاجئة تم اسعافه على أثرها في أحدى غرف البرلمان ليخرج بعد أقل من ساعة بابتسامته المعهودة لاستكمال ما تبقى من الخطاب. وقد أثارت تلك الأزمة تساؤلات العديد من الشخصيات المتواجدة في قبة البرلمان, الا أن مساعديه لم يصرحوا بأكثر من أنها مجرد برد لا أكثر ولا أقل . على أن هذه الحادثة - التي تعد الأولى من نوعها في فترة حكم السيد مبارك الممتدة طوال 22 عاما - قد أثارت الهمس والاشاعات عن الخليفة المنتظر للرئيس البالغ من العمر75 عاما. ‏
‏‏ وينص القانون المشرع عام 1971 على أنه في حالة وفاة رئيس البلاد ، يتولى رئيس البرلمان زمام الأمور لفترة مؤقتة الى أن يتم اختيار البديل بأغلبية الثلثين ،ويتم تعيينه فيما بعد بواسطة استفتاء شعبي. وقد كان الرئيس مبارك يشغل منصب نائب الرئيس عندما تم اختياره لتولي الرئاسة بعد اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات عام 1980 الذي تولى الرئاسة أيضا بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر. وجدير بالذكر أن كلا من هؤلاء الزعماء الثلاثة كانوا من الضباط العسكريين في الجيش المصري. ‏
‏‏
‏وعلى الرغم من ذلك العارض الصحي فإن الرئيس مبارك لم يشر الى تعيين نائب له . و تضاربت الآراء حيال حقيقة الأمر. فقد اعتقد البعض أن الرئيس ينتظر الوقت المناسب لتزكية نجله جمال الذي بلغ الاربعينات من سنه , والذي حقق شعبية كبيرة في الآونة الأخيرة بفعل مساهمته في الاصلاحات السياسية والاقتصادية للبلاد من خلال الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ، غير أن مسألة اختياره أو تعيينه نائبا للرئيس تبدو مستعصية.‏
‏ ويرى آخرون أن الرئيس مبارك لم ينه مسألة تعيين نائب له بل ترك الأمر معلقا ، متفاديا بذلك الطريقة التقليدية المتبعة في اختيار نائب الرئيس ليتمكن من حفظ السلام في دائرته الداخلية‏‏ .
‏ غير أن هذا التردد والالتباس قد لايمنع أن يفقد أبناء الطبقة الوسطى صبرهم حيال الأوضاع الشاذة في صناعة القرار السياسي.. فعلى سبيل المثال ، عينت الحكومة المصرية مجلس ادارة للبنك المركزي ، بعد محاولات استمرت 7 أشهر لتمرير أحكام مصرفية جديدة ، ومع ارتفاع نسبة التضخم و الديون العامة وتفشي المضاربة في السوق السوداء. ‏ ‏ ‏وجدير بالذكر أن علامات الاضمحلال والتدهور العام في الوقت الحالي تثير القلق حتى بين أفراد الطبقة العليا. ففي هذا السياق يصف السيد يحي الجمال, خبير التشريعات القانونية, مصر بأنها دولة مهملة. وقد صرح في مقابلة أجريت معه مؤخرا بقوله : " أن هناك تهاونا في عدم الالتزام بتطبيق قوانين البلاد ماعدا قانون الشرطة " . وتحدث عن التقصير في العديد من قطاعات البلاد مثل الصحة و التعليم و الأحكام القانونية و حتى الجامعات. ‏
‏‏وبدوره يعتقد السيد الجمال أن السبيل الوحيد لتفادي الانفجار هو الشروع في الاصلاحات السياسية. ويرى العديد من المصريين أن حديث السيد الجمال يستوجب قدرا من الحذر مما سيساهم حتما في تسهيل مهمة الرئيس مبارك لاختيار نائبه. ويبدو أن وصفة السيد الجمال قد لاقت استحسانا من قبل شريحة كبيرة من الناس بما فيهم المحللون السياسيون في القاهرة و بعض الاحزاب السياسية. ومن الأهمية بمكان الغاء القوانين الطارئة التي مر عليها مايقارب 22 عاما و التي تفرض قيودا على الحياة العامة وعلى الأحزاب السياسية والصحافة والقضاء الذي يتعين منحه على وجه الخصوص المزيد من الحرية لأداء مهامه ، بالاضافة الى تعديل القوانين بدرجة كافية تسمح باجراء انتخابات رئاسية مباشرة قبل انتهاء فترة رئاسة السيد مبارك عام 2005.
نشر بالاتفاق مع جريدة "العرب" بلندن‏



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير عن المملكة
- حول فكرة- نهاية الغرب -
- ما بعد عرفات بدأ ... بإطلاق النار على خلفه
- ضغط أكبر متوقع على العرب بانتصار بوش
- حكومة كرامي تواجه صمود الصحافة
- الانسحاب من غزة
- دولة ياسين الحافظ
- ...دولة ديمقراطية ثنائية القومية
- مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ
- انتخابات أفغانستان أتعبت المراقبين !
- عن الاطفال المقاتلين
- سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟
- اسرائيل وايران والمسرح النووي
- بين بوش وكيري
- حروب شارون
- مشكلة الصدر
- ضم اسرائيل الى اوروبا ؟
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هشام القروي - من يخلف حسني مبارك؟