أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فاضل عثمان رسول - المراة بين عملية التغيير














المزيد.....


المراة بين عملية التغيير


فاضل عثمان رسول

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 11:14
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


لمرأة وهي في مجالات الحياة المختلفة هل تعتبر قوة مؤثرة في عملية التغير أم إنها فقط وجود مؤثر فيها....؟! الإجابة على هذا السؤال يفتح أمامنا بوابة للحوار المكثف مع السلطة والمجتمع لا يمكن تجاوزها بسهولة أو التغاضي عنها، ولربما يفيق سبات النزعات المكنونة في المجتمع، تلك النزعات الناكرة والمهمشة لدور المرأة والتي تتخذ من هكذا أنماط من التفكير كأدلة على تبخيس وتحجيم وجود دور المرأة الذي فرضه تأريخ المجتمع ألذكوري المتقوقع على نفسه وعلى المرأة بالذات، فارضا عليها النظرة الدونية ووضعها في الترتيب الثاني مرثيا لها كينونتها ودورها ناكرين لها أبعاد فاعليتها في تغير مسارات عملية التغير والتغير بحد ذاته، كونها ما تزال تحت الاضطهاد الاجتماعي والأيدلوجي، وإنها وحسب زعمهم نتيجة لطبيعتها الفسيولوجية والجسمانية ليست بقادرة على أن تكون كائنا فعالا وأداة موجهة لتغير مسار عملية التغير. لو افترضنا أن تلك الآراء صحيحة، إذن لماذا نرى ونلتمس في كل تلك المجتمعات المتخمة بتلك الآراء تلكوء في عملية التغير؟! إن حصيلة هذه الحقيقة أثبتت بأن هذا الأمر لا يدوم ولا يستمر، وفي هذه الحالة نرى بأن هذه الآراء ما هي إلا حفنة من اللامنطقية، وإذا فرضنا بأنها أي تلك الأرآء ذات شأن وعلى المستوى المجتمعي، فبالتأكيد إن سلطته لا تدوم بل وستتسم بقصر العمر.
إن مستجدات تأريخ المجتمع الإنساني ثبت حقيقة عدم إتاحة الفرص لإثبات وجود دور المرأة في مجالات الحياة المختلفة مما يولد فراغا من شأنه أن يترك بصمات سلبية فيه، ولأجل هذا يتفق المجتمع بأن وجودها أمر محتم ولابد منها، وأوضح دليل ايجابي على هذه التغيرات هو تثبيت نسبة 25% من كوتا النساء في الدستور العراقي الفيدرالي الدائم كخطوة سياسية أولى والتي بالتأكيد ستتبعها محاولات أخرى لفتح بوابة الحياة بوجهها وتجسيد ذاتها والتي تعتبر محصلة نضالها وثباتها لدورها الحيوي المؤثر، بمعنى إن هناك أفق مضيء ومفتوح على مصراعيه أمام الحركة النسوية لتتمكن وبشكل أكثر كفاءة للوصول إلى ما تصبو إليه من حقوق الفرد الطبيعية.
المرأة بإمكانها أن تكون محرك لعملية التغير، وأيضا بإمكانها تحرير وإنقاذ المجتمع الذي يعاني من حالة الركود اللاوعي، ومن المعروف أن عملية التغير متعددة الأبعاد، وهنا بإمكاننا أن نسلط الضوء على أحد تلك الإبعاد وهي عادات المجتمع وتقاليده المتزمتة والتي في يومنا هذا قيدت فكر وإبداع وإنتاج المرأة داخل إطار المنزل فقط !. ومن المعلوم أنه عندما تكون السلطة بيد العادات والتقاليد فان المرأة هي أول من يدفع الثمن! ومن الواضح أن تهشيم هذه العادات بحاجة إلى شجاعة وجسارة منقطعة النظير للتمكن منها والأخذ بيد الحياة بمنحى اتجاه عملية التغير هذه، المرأة بين هذه الثنايا وفي مثل هكذا مواقف بإمكانها وهي داخل هذه العملية أن تكون أداة للتأثير على تلك الجهات المجتمعية التي تقلل من دورها وكينونتها وبالتالي تحرر نفسها منها وتكون القوة المؤثرة في تغير مسار تلك الأفكار المتصفة باللاوعي المعتم.
إن فرضية نجاح المرأة في عملية التغير تكون بيدها وهي الوحيدة التي تتحكم فيها وفي تكامل تجسيدها لذاتها. فلو عملت المنظمات النسائية معا، واتفقت الحركات النسائية واتحدّن فيما بينهن على نيل مطالبهُّن العامة والمشروعة وتخليهُّن عن التبعثر في العمل والتعاون فيما بينهُّن لنيل تلك الحقوق، ولو إن النساء لم يسقييّن وهنهُّن ويربييّن ويقوييّن من نقد حالات ضعفهُّن، لو أن النساء أو بالأحرى كل النساء طبقن كل ما جال في أذهانهُّن من أفكار بناءة في مجالات حياتهُّن، حينها فقط يمكن أن يصبحّن ليس فقط عنصرا فعالا، بل وقوة مؤثرة وأداة ضرورية ملحة وخلاقة داخل العملية المنشودة والمسماة بعملية التغير.



#فاضل_عثمان_رسول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -إسرائيل- تتهم بابا الفاتيكان بازدواجية المعايير اثر تنديده ...
- عائشة الدبس للجزيرة: المرأة السورية سيكون لها دور مهم في سور ...
- مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون ...
- “بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس ...
- الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص ...
- -عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
- سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة العاملة في السعودية .. عبر المو ...
- سوريا.. إدارة الشؤون السياسية تخصص مكتبا لشؤون المرأة يعنى ب ...
- تعيين أول امرأة في الإدارة السورية الجديدة


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فاضل عثمان رسول - المراة بين عملية التغيير