أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أيوب - الأزمات الداخلية في التنظيمات الفلسطينية















المزيد.....

الأزمات الداخلية في التنظيمات الفلسطينية


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعاني معظم التنظيمات الفلسطينية منذ نشأتها من أزمات داخلية تتفاقم باستمرار ، حيث يعاني كل تنظيم من هذه التنظيمات من أكثر من نقطة ضعف في أكثر من جانب ، فمنها من يعاني من غياب برنامج فكري واضح ، ومنها من يعاني من فقدان برنامج اجتماعي اقتصادي ، ومنها من يعاني من حالة عدم الانضباط التنظيمي " الانفلاش" ، ومع ذلك ظلت هذه التنظيمات محافظة على تماسكها الشكلي بسبب انغماسها في الهم النضالي وخوضها لمعركة التحرر الوطني .
إن معارك التحرر الوطني تطغى على كل العيوب التنظيمية وتوحد الصفوف حول الهدف الأوحد الذي يوحد الجميع ، وهو هدف التحرير ، ولما كانت معارك تنظيماتنا مزيج من الهزائم الكبيرة والانتصارات المحدودة ، فإننا نجد أن عملية التقييم والتقويم عملية صعبة للغاية ، لأن الخلافات بين فصائل منظمة التحرير ، والخلافات داخل كل فصيل من فصائل هذه المنظمة ، والخلافات بين الفصائل المنضوية تحت راية المنظمة وتلك التنظيمات الموجودة خارجها ؛ كل هذه الخلافات جعلت الاتفاق على استراتيجية موحدة أمراً يكاد يكون مستحيلا ، من المقبول أن يكون هناك اختلافات في التكتيك ، لكن المرفوض أن يكون هناك خلافات في الاستراتيجية الوطنية ، يجب الاتفاق على إجابات موحدة لأسئلة متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر :
ما هي أهدافنا التي نرجو أن تتحقق على المدي القريب ؟ وما هي الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها على المدى البعيد ؟ وما هي أنجع الوسائل وأفضل الطرق التي يمكن اتباعها لتحقيق أهدافنا القريبة والبعيدة ، وما دور السياسي وما دور النضالي في هذه المسيرة؟ وهل يمكن الارتجال في قضايا تخص الوطن والمواطنين بمجموعهم ، وهل هناك مجال للاجتهادات الفردية ؟ وهل يحق لأية مجموعة مهما بلغ حجمها أن تتفرد في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية .
إذا أجبنا على هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة التي قد تنشأ أثناء مسيرتنا النضالية نكون قد قطعنا أكثر من نصف الطريق نحو الاتفاق على استراتيجية موحدة يجتمع حولها كل أبناء الوطن أو جلهم على الأقل ، إن عدم الوضوح في الرؤيا والتشرذم لا يؤديان إلا إلى المزيد من الخسائر على الصعيد الوطني أولا ، وعلى الصعيد العربي ثانياً وعلى الصعيد الإسلامي ثالثاً ، وعلى الصعيد العالمي رابعاً وأخيراً ، ومن هنا خسرنا أولى معاركنا في الأردن لأننا لم نستطع تحديد هدف واضح لنا ، ماذا نريد ؟ هل نريد تحرير فلسطين عبر تحرير الأردن وتحويله إلى جمهورية أشبه بفيتنام الشمالية بالنسبة لفيتنام الجنوبية ؟ أم أننا نريد من الأردن أن يكون ظهيراً لنا في معاركنا مع الإسرائيليين ، كما كان عدم نجاحنا في كسب ضباط وجنود الجيش الأردني إلى جانب الحق الفلسطيني سبباً جعلنا نخسر أول معركة عربية عربية ما كان يجب أن تقع أو أن تقدم لها تبريرات تستغل ضد المصلحة الوطنية الفلسطينية .
وبخروج المقاومة من الأردن وانتقالها إلى لبنان فقدت هذه المقاومة مكانا حساسا ومهما في معركتها ضد العدو ، وكان من المأمول والمتوقع أن تحدث وقفة مع الذات تراجع فيها قيادات منظمة التحرير نفسها حتى تبرأ هذه المنظمة من الجراح التي أصيبت بها في الأردن ، وكان من المفترض أن تعلن هذه القيادات تحملها للمسئولية كاملة وأن تستقيل كما فعل عبد الناصر قبل وقت ليس بالبعيد عن مجازر أيلول الأسود ، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث ، وظلت هذه القيادات تمارس دورها الذي تعتقد أنه طليعي وطبيعي وكأن شيئاً لم يتغير تحت الشمس ، واستمرت العقلية الفلسطينية على ما هي عليه : كل الناس مخطئون ، ونحن فقط على صواب .
وقعت الحرب الأهلية في لبنان واكتوى الفلسطينيون بنيرانها أكثر من غيرهم ، وخرجنا من لبنان وتشتتنا في المنافي ، ومع ذلك لم نع الدرس ، بل ظلت قيادات المنظمة تعتقد أنه لا حاجة إلى وقفة مع الذات ، لم نتعلم من عدونا الذي يشكل لجنة لتقييم الأمور بعد كل أداء يعتقدون أنه كان أداء قاصراً ، فقد شكلوا لجنة "همخدال " ( التقصير) بعد حرب أكتوبر ، وتمت محاسبة القيادات العسكرية التي لم يكن أداؤها مقبولا ، وفي عام 1982 ، شكلت لجنة أغرانات وتمت محاسبة شارون وضباط آخرين على أدائهم السيئ وليس على الدماء الفلسطينية التي أهرقت في صبرا وشاتيلا .
وجاءت ثالثة الأثافي ، مفاوضات مدريد العلنية ومفاوضات أوسلو السرية ، وفوجئنا باتفاق غزة أريحا .. أولا ، وانقسمت الفصائل الفلسطينية بين مؤيد ورافض ، كان التأييد عاطفيا بعد معاناة سبعة أعوام خلال الانتفاضة الأولى ، وكذلك كان الرفض عاطفياً وكان الشعب الفلسطيني آخر من يعلم ، بل إن معظم الفلسطينيين لا يعرفون شيئاً عن اتفاقية أوسلو ولا عن ملاحقها السرية التي تحدثت عنها المعارضة ، كانت المعارضة شكلية ، وصار المؤيدون يلهثون وراء المكاسب الشخصية ، بل إن منهم من حصل على امتيازات لم يكن يحلم بها في يوم من الأيام ، لقد تمت مقايضة الوطن بمصالح وامتيازات فردية ، بل إن كثيرا من المواقف السابقة تم التخلي عنها ، فقد كانت المقاومة الفلسطينية تمنع العمال من العمل داخل إسرائيل حتى بلغ الأمر إلى درجة قمع العمال ومهاجمة الباصات التي تقلهم بالقنابل ، وبعد أوسلو أصبح العمل داخل إسرائيل مطلباً وطنياً ، ترى أي تناقض هذا ، وهل يمكن لمن يملك استراتيجية واضحة وتكتيكاً محدداً أن يقع في مثل هذا التناقض ، أما في الانتفاضة الأخيرة فقد أخذ الإسرائيليون منا بالشمال ما قدموه لنا باليمين ، خسرنا معظم الأراضي التي انتقلت تحت السيادة الفلسطينية ، وصرنا نطالب بالعودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 28 / 9 / 2000م ! وإذا كانت العودة إلى ما قبل 28 / 9 / 2000م مطلباً وطنياً وسقفاً لطموحاتنا الآنية فلماذا اندلعت انتفاضة الأقصى ؟ ولماذا لم نواصل السير على طريق المفاوضات لنكمل مشواراً كنا قد بدأناه وتحملنا المسئولية عن وجوده ، حتى أن المعارضة بدأت تمارس دور المعارضة الشكلية غير المؤثرة أو الفاعلة على أرض الواقع ، بل إن بعض المعارضين بدءوا يتسابقون على وظائف السلطة بعد أن كانوا قد حرموا التساوق مع نهج أوسلو ، ترى هل ندرك ما نريده أم أننا نخبط خبط عشواء ؟
لقد بدأت الأزمات الداخلية في التنظيمات الفلسطينية تتفاقم وتزداد خطورة بعد أوسلو ، انقسم كل تنظيم إلى تيارين على الأقل : تيار يرغب في العمل تحت سقف أوسلو ، وتيار لا يرى في هذا السقف ما يلبي طموحاته ، لكن هذه الانقسامات لم تكن بادية للعيان ، بل إن كل فصيل من الفصائل الفلسطينية يحاول التمويه على هذه الانقسامات والخلافات من خلال دفن الرأس في الرمال ، أو من خلال محاولة تصدير أزماتها الداخلية من خلال افتعال صراعات مع فصائل أخرى ، صراعات بين بعض فصائل العارضة والفصائل المنضوية تحت راية أوسلو ، أو بين فصائل المعارضة نفسها ، أو بين اليمين واليسار أو حتى بين اليمين واليمين واليسار واليسار ، إن أي تناقض عدا التناقض الرئيسي هو جريمة لا تغتفر ، فالدم الفلسطيني خط أحمر لا يجوز لكائن من كان أن يفرط به أو أن يهدره ، لن أتطرق إلى ذكر أحداث بعينها قديمة كانت أو حديثة ، ولكنني أود أن أشير إلى أن الشعب الفلسطيني يجب أن يكون المرجعية الأساسية عند اتخاذ القرارات المصيرية وأن الحوار الديمقراطي الهادئ والبناء هو الذي يمكن أن يدفع قاربنا إلى شواطئ الأمان والنجاة .
4/12/2004م
Website : www.ayoub.ps



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء النص في ديوان - البدء ... ظل الخاتمة - للشاعر توفيق ...
- الزمن في بعض الروايات المحلية
- الانتخابات الفلسطينية
- لديمقراطية الأمريكية والحرب النظيفة
- حول قضية العملاء
- ما هو المطلوب من القيادة الفلسطينية في المرحلة القادمة
- البنية الروائية عند بعض الروائيين في غزة
- جوم أريحا - دراسة نقدية
- إلى الجحيم أيها الليلك - دراسة نقدية


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أيوب - الأزمات الداخلية في التنظيمات الفلسطينية