أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اسامة على عبدالحليم - المشهد السياسى فى السودان وضرورة عودة الحركة الشعبية














المزيد.....


المشهد السياسى فى السودان وضرورة عودة الحركة الشعبية


اسامة على عبدالحليم

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 21:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد انفصال السودان الذي كان متوقعا, كنا نتوقع كمراقبين أن ان تستمر الحركة الشعبية قطاع الشمال في ممارسة دورها السياسي الذي بدا لي جديدا ومختلفا, فالحركة الشعبية في الشمال كانت هي الممثل الشرعي الوحيد للمهمشين في السودان, وهذا يعنى كل السودان تقريبا ماعدا النخبة في الأحزاب الفوقية الموجودة بقياداتها الأزلية من شيوخ الطائفية وشبه الإقطاع المرتشين
كان بإمكان الحركة الشعبية أن تلعب دورا مهما في توحيد حركات الشرق والغرب حول برنامج بديل للنهوض بالسودان تلقاء الديمقراطية والتحديث
وكان بإمكانها أن تمثل الخطر الحقيقى الوحيد ضد المؤتمر الوطني الحاكم, كان بإمكان صوت ياسر عرمان امينها العام أن يرتفع ضد اى محاولة لتحجيمه كما حدث في صفقة الحركة إبان الانتخابات حين اجبره مكتبها السياسي الموحد قبل الانفصال على الانسحاب لصالح البشير, كان بإمكانها أن تقوم بذات الدور القوى في فرض صفقة الوطني /عقار حول ضرورة فوزالاخير في الانتخابات الولائية مهما كانت النتيجة! وهذا ما حدث تماما, كان بإمكان الحركة الشعبية اعتمادا على رصيد المصداقية والشعور العام بالسخط الكبير على سياسات الوطني أن تستغل قدراتها الحركية الكبيرة في تأسيس خطاب سياسي اجتماعي تنموي يقود السودان نحو مرحلة جديدة في التطلع إلى مستقبل مختلف وربما حتى مذدهر فمن يدرى!
كان بإمكان الحركة الشعبية أن تستفيد من تجربة الأحزاب الديمقراطية في العالم , حين تقوم بدعم وتمويل مؤسسات المجتمع المدني في السودان , وإنشاء مؤسسات تكون عصبا رئيسا في دعم منسوبيها تماما كما تشغل الأحزاب الأوربية امكانياتها حين تكون خارج السلطة, فتمد يدها إلى إفريقيا ودول العالم الثالث , فتعيد تمثل هذا الواقع فى بلد يحتاجه بكل المقاييس
كان بإمكانها على الأقل أن تستغل صلتها بالشارع في تقديم صورتها الحقيقة كحامل لهم التجربة والوطن والقضية, تماما كما فعل الإخوان المسلمين في مصر طوال فترة مبارك, حيث أقاموا بناء عاليا من المصداقية والثقة في غيبة جميع الأحزاب الأخرى فكانت النتيجة إنهم رغم قوة التيار العلماني هناك يظلون الأقرب لنبض الجماهير والأكثر اقترابا من من الاشكالت الحقيقة للمصريين
لكن الحركة الشعبية اختارت طريقا آخر, لقد غرقت في تفاصيل سلطوية لاتهم أحدا إلا بعض قادتها, ربما ظن هئولا أن بإمكان الوطني أن يتفهم حالة التمرد التي أثيرت في النيل الأزرق باعتبارها غضبة سريعة لرجل قوى سرعان ماستنقشع عن تسوية ما, تسوية سريعة يبقى بعدها الوضع كما هو عليه! وعلى الشعب المتضرر أن يلجأ لله

الشعب السوداني هو المتضرر الوحيد من غباء قياداته في الحركة الشعبية وغيرها , لكن الحركة الشعبية كان لديها من المقدرات مايتيح لها قراءة الوضع بعد الانفصال, الحرب ليست هي الحل, فلا الأرض ولا المحيط الاقليمى ولا اللحظة كانت تسمح باللجوء إلى هذا الخيار, على الأقل ليس ألان, ولذلك استغرب متسائلا الم يكن في المكتب السياسي لهذه الحركة استراتيجي رشيد؟
, ما كان متاحا الآن وبشكل منطقي هو أن تعمل الحركة كحزب طبيعي , وان تلتزم باستحقاقات اتفاقية السلام العجيبة التى قسمت الوطن الى نصفين , والتى تقول بضرورة ان تسرح الحركة قواتها وإعادة دمجها, لكنها بدلا من ذلك أثارت الحرب, وأعادت إنتاج الأزمة السياسية اللبنانية برمتها فى السودان . حيث يصر حزب الله في لبنان على إبقاء قواته المسلحة كدولة داخل الدولة اللبنانية رغم انف ديمقراطية الحرب والمحاصصة الطائفية الهزيلة هناك وهذه حالة فى التشابه مثيرة للتأمل بحق
السؤال هو لماذا؟ وما المطلوب الان؟ لماذا نحن محكومين بهذه الحالة من الفشل الدائم في الحياة السياسية السودانية؟ هل هي أزمة وطنية, هل خيارات الساسة أم أنها أجندة سرية مرتبطة بنظرية المؤامرة العتيدة؟
اعتقد ان المطلوب من الحركة الشعبية أن تعود إلى الحياة السياسية بأسرع وقت, أن تبحث عن صفقة ما أو تسوية سريعة تعيدها إلى المشهد السياسي في السودان, يجب أن تقرأ الحركة خسائر الحزب الشيوعي السودانى وتجربته التي تسبب فيها غيابه الطويل إبان فترة العمل السري , فقد فقد الحزب كوادره , ووكان هذا الغياب خصما على رصيده النضالى الصخم وتحول إلى مجرد تجمع صغير لمثقفين كبار لا يشكلون اى خطورة على اى جهة , أما الخطاب الذي تنثره في بياناتها حول تجميع قوى الهامش لإسقاط النظام فسيبقى مجرد خطاب للاستهلاك السياسي كان يمكن استخدامه في مرحلة سابقة , أو ربما سيأتي في وقت لاحق بعد العودة
ولكن من المؤكد في النهاية أن البعيد عن عين السياسة سيبقى بعيدا عن قلبها أيضا



#اسامة_على_عبدالحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جدّة إيطالية تكشف سرّ تحضير أفضل -باستا بوتانيسكا-
- أحلام تبارك لقطر باليوم الوطني وتهنئ أولادها بهذه المناسبة
- الكرملين يعلق على اغتيال الجنرال كيريلوف رئيس الحماية البيول ...
- مصر.. تسجيلات صوتية تكشف جريمة مروعة
- علييف يضع شرطين لأرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام بين البلدين
- حالات مرضية غامضة أثناء عرض في دار أوبرا بألمانيا
- خاص RT: اجتماع بين ضباط الأمن العام اللبناني المسؤولين عن ال ...
- منظمات بيئية تدق ناقوس الخطر وتحذر من مخاطر الفيضانات في بري ...
- اكتشاف نجم -مصاب بالفواق- قد يساعد في فك رموز تطور الكون
- 3 فناجين من القهوة قد تحمي من داء السكري والجلطة الدماغية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اسامة على عبدالحليم - المشهد السياسى فى السودان وضرورة عودة الحركة الشعبية