عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 16:40
المحور:
الادب والفن
مقدمة*1
ولد خليل جبران عام 1883 للميلاد في قرية بساري التي تقع شمال لبنان،ولكي يخرج أمه وإخوانه الأربعة من البؤس هاجر إلى بوسطن عام 1895م،لكنه عاد إلى لبنان،وأقام في بيروت،وتسجل في كوليج الحكمة حيث تابع تعليمه الديني،وتعلم العربية والفرنسية.وقام برحلات متعددة إلى أوروبا،ثم أقام في باريس مدة عامين،وبعدها عاد إلى بوسطن عام 1903م.وانطلاقا من هذا التاريخ قسم أعماله بين الرسم والكتابة،وبدأ في نشر العديد من الأشعار والسرديات التي ستشكل في وقت متأخر من حياته مجموعة من الدموع والإبتسامات.ومن بينها" النبي" التي ظهرت عام 1923،إذ من خلالها حقق نجاحا وشهرة واسعة وسريعة في الأوساط الأدبية الأمريكية.وفي عام 1931 مات خليل جبران،ووضعت جثته في مدرسة الراهبات"مار سركس"،بالقرب من نهر سانت.
النص*2
كنت في 18 حينما فتح الحب عيني،وذلك عبر سحر أشعته،فلقد لمس روحي للمرة الأولى عن طريق أصابعه النارية،إنها سلمى كرامة التي تعتبر أول امرأة أيقظت روحي وعقلي بواسطة حبها،والتي أرشدتني نحو جنة العواطف العالية حيث الأيام تمر كالأحلام والليالي التي تسير كالأعياد والإبتهاجات.سلمى كرامة تلك هي من لقنتني بحب ذاتها وإلهامها ،وجعلتني أستشف أسرار الحب حيث لا نهائية طيبوبته،وهو يغني في أذني الأولى نحو نشيد الحياة الأكثر سموا.
أي مراهق يمكن له أن ينسى الفتاة الشابة الأولى التي غيرت سذاجة ومهارة يقظته الغير الهادئة عبر رقتها،والمجروحة بواسطة حلاوتها وعذوبتها العاصفية المفعمة بالحب؟ أي واحد فيما بيننا يشعر أن قلبه يشق طريقه لتذكر هذه اللحظة،حتى وإن كانت غريبة،حيث يكشف نفسه،ونظرته الأولى،إذ من خلالها يعيش المرء كينونته بشكل كامل،وبنوع من الإضطراب حتى الأعماق،وهناك من يتعرض للتطويق والتمدد والإكتساح عن طريق التأثيرات الشهوانية المصطبغة والملونة بكآبة فوضى الرصانة الخائفة واللذيذة رغم موكب الدموع والعواطف والليالي التي دون نعاس،كلا،ليس هناك في العالم واحد بيننا لا يظهر أن سلمى في هذه اللحظة تنتظره على الأقل،ففي ربيع حياتها تحمل رسالة الشعر عن وحدتها،وعن بهجة أيامها،وهي تقضيها داخل نفور الوحدة،وكذلك دقة النغم في صمت لياليها.
أما أنا فكنت مضطربا بين نداءات الطبيعة،وقرصنات الكتب،وحينما فهمت أن الحب يهمس في أذني عن طريق شفتي سلمى،حياتي كانت فارغة خاوية شبيهة بنوم آدم في الجنة الأرضية،وحينما تبرز سلمى أمامي كخانة من النور،عندئد ستكون هي حواء هذا القلب،وفاتنة الأسرار والعجائب،والتي تحوي سر هذا العالم،والتي توقفه كمرآة في تأمل أمام مضيق الخيال،حواء الأولى التي قامت بنفي آدم من الجنة عبر نزواتها التي أظهرت وداعته.
-1*مقتبسة هذه المقدمة من نص آخر لنفس الكاتب من نفس الكتاب ص147-TRDDUCTION: ABDELLAH ANTAR
abdelouahab yahyaoui rami - l art de la paix ou le livre da la vie - page150 - traduction:abdellah antar-*2-شتنبر 2011
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟