سؤال مكرر !! سوريا إلى أين ؟

شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 14:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

بعد تونس – مصر – ليبيا – اليمن ,, لا يوجد غير سوريا ,, هي الشغل الشاغل للمجتمع الدولي ,, أمريكا ,, أوربا ,, الدول الإسلاميّة ,, الدول العربيّة .
لماذا لا يستمع الحاكم العربي للجماهير ,, هل به صَمَمُ ؟
يقول المتنبي :
أنا الـذي نظـَرَ الأعمى إلى أدبــي ... وأسْمَعَـتْ كلماتـي مَـنْ بـه صَمَـمُ
ما هي العلاقة بين نرجسيّة المتنبي وصمم الحُكام ؟
سوف لن نناقش نرجسية المتنبي بكل تأكيد بل سوف تكون المثال عن نرجسية السلطة في كل مكان وزمان .
" الثورة السوريّة من وجهة نظر البعض ملحمة أسطوريّة سوف يتحدث عنها التاريخ ويقف أمامها طويلاً فهي ليست ثورة ككل الثورات فهي لا تونس ولا مصر ولا ليبيا ولا اليمن "
لا أريد أن أكون ملكياً أكثر من الملك ولكن الشمس لا يحجبها غربال فأقول :
يموت الثوار السوريون وهم يُغنون أو يبتهجون بالرغم من الدماء التي تسيل , حقيقة هم أهل أقدم عاصمة في التاريخ الذين ابتكروا الأبجدية الأولى فتحية إجلال وإكبار لأهل بلاد الشام .
كلمة واحدة فيما يخص الرئيس السوري بشار الأسد / عليه التنحي / .
يقولها العالم الغربي ..
" علماً بأن الشعارات الحاليّة وخصوصاً جمعة ماضون حتى إسقاط النظام , 16 / 9 / 2011 تطالب بإعدام الرئيس " إذن هي تصاعد لسقف المطالب من الحرية إلى إسقاط النظام وصولاً إلى الإعدام .
كلّ هذه المطالب في ثورة سلميّة بالرغم من " وجود مندسين ومسلحين " حسب ما يقول النظام نفسه , كيف هي مع الواقع ومواقف الغرب وإلى أيّ نتيجة سوف تؤول الثورة السلمية ؟
تقول هيلاري كلينتون " نحن نفهم رغبة الشعب السوري القوية بضرورة عدم التدخل في أي دولة أجنبية "
ولكن جمعة يوم 9 / 9 / 2011 كانت تحمل عنوان " الحماية الدولية "
هناك من يقول بأن الأسد هو نفسه دفع الشعب السوري المحتج إلى المطالبة بالتدخل لأن الأسد استعان بدول خارجية – إيران – العراق – لبنان نصر الله ؟
ثمّ تستمر هيلاري فتقول " سوف نقوم بدورنا في دعم تطلعاتهم لسوريا ديمقراطية وعادلة تشمل الجميع وسوف ندعم حقوقهم العالمية وكرامتهم من خلال الضغط على النظام والأسد شخصياً بأن لا يقف في طريق هذا التحول "
هل بالرئيس السوري صَمَمُ ؟
هل القوة الأميركية قادرة اليوم على إسماع صوت هيبتها إليه ؟
كيف سيتوافق التدخل الأمريكي مع تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الذي رفض " تخفيض ميزانية الدفاع الأمريكية " ؟
يقول وزير الدفاع " إن ذلك سيؤدي إلى اضمحلال القوة , سيضعف قدرتنا على الرد على التهديدات في العالم , لكن الأهم من ذلك – سوف يقوض إيمان الجنود وعائداتهم "
ثمّ يستمر فيقول " إنّ أيّ شكل من أشكال التخفيض سيؤدي إلى إضعاف قدرتنا "
ماذا يستنتج القارئ من كلام – ليون بانيتا / ؟
أنّ الأزمة السوريّة قد يستعصي التفكير في حلّها عسكريّاً , فما هي الخيارات المتاحة لأوباما وحلفائه ؟
السفير البريطاني في الأمم المتحدة – بارهام – " سنعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن يشمل إجراءات إلى ممارسة الضغط على المسئولين عن العنف "
هناك سؤال : كيف يطالب بارهام الأسد بتنفيذ الإصلاح وبالتنحي في ذات الوقت ؟ لا يهم من هو الذي سيقوم بالإصلاح المهم النقاط الثلاثة :
الوقف الفوري للعنف .
إطلاق سراح المعتقلين .
السماح بوصول المساعدات الإنسانية والإعلام .
الولايات المتحدة – بريطانيا – فرنسا مقابل روسيا والصين .
الانقسامات مستمرة ولا زالت هذه الدول لديها العضوية الدائمة في مجلس الأمن .
أغلب الدول العربية لديها خصومة طويلة مع النظام السوري بالإضافة إلى انه لا تربطها بسوريا حجم كبير من العلاقات والشركات التجارية والاقتصادية كما هو الحال بالنسبة لروسيا والصين .
هناك ضغوطات من منظمات حقوق الإنسان ولا سيما أنّ هذه الدول تعتبر نفسها وتراها كذلك أنّها معنية بحقوق الإنسان والحقوق والحريات والديمقراطية بشكل عام ولذلك هي تسعى لتبني قرار يُشكل ضغطاً على السلطات السوريّة .
عقوبات " المصارف , النفط , الاتصالات , وزراء وشخصيات "– محكمة جنائيّة دوليّة الخ .. هذه النقاط نفسها تواجه أساساً عقبة كل من روسيا والصين .
لا ننسى وزير الخارجية الفرنسية " الآن جوبيه " قام بزيارة روسيا والصين , طبعاً من اجل محاولة التأثير لزعزعة موقفهما من النظام السوري .
الاتحاد الأوربي حالياً يدفع بكل قواه من أجل الضغط على سوريا والوقوف بجانب الثورة أو الاحتجاجات أو التظاهرات ؟
العقوبات رزنة واحدة سوف تصدر نهاية الأسبوع .
رفضت سوريا بيان وموقف وزراء الخارجية العرب الأخير " جامعة الدول العربية " والذي يختلف موقفها في الشأن السوري عن موقفها بخصوص الشأن الليبي .
سوريا إلى أين ؟
في سؤال وجهته " جزيل خوري " في برنامج ستوديو بيروت للسيد - ؟ - نسيت اسمه :
قال " هناك لحظة سوف تأتي وهي واقعة لا محالة بأن هذا النظام قد انتهى " ولو بعد حين .
المعارضة السورية :
هل تقدمت المعارضة إلى الأمام كتوحيد للصفوف أو " مرجعية " ؟
هناك تفاهم فقط , الحراك الشعبي هو الذي سوف يقرر مصير الثورة بعد مرور ستة أشهر وأيام على بدء الانتفاضة .
لا حوار مع الأسد , هكذا تقول الشعارات علماً بان هناك مبادرة عربية غير واضحة المعالم لحين كتابة هذا المقال ؟
هل لا بدّ من قيادة موحدة للمعارضة بالرغم من الاختلاف الفكري ؟
نعم لا بدّ سياسياً من اجل أن تمنع " أن يكون هناك تنافس فيما بينها " يُضعفها ويقوي الطرف الأخر .
بصريح العبارة " الثورة قامت بدون المعارضة " ثمّ بعد ذلك بدأت بالتواصل مع الداخل وهي في الشتات ولكن " كل حزب بما لديهم فرحون " وهذا هو الخلل في رأيي المتواضع .
سوف تستمر الاحتجاجات بدون معارضة الخارج .
المعارضة تدعي " كل طرف " بان لديها وجود في الداخل السوري والنقاش شغلهم الشاغل وهذا يُشتت الهدف فلا فائدة منه لأن النقاشات غير مفيدة وسوف تكون لصالح النظام ماداموا بهذا الاختلاف .
سوريا إلى أين ؟
انتهى موضوع التدخل وجمعة " الحماية الدولية " على ما يبدو ونسير إلى أكثر من جمعة ومزيداً من الدماء ؟
كم سيصمد النظام وكم سيصمد الثوار في الداخل ؟
هذا هو أهم سؤال .
تركيا والنظام السوري :
أردوغان قام بزيارة للمنطقة – تونس – ليبيا ثمّ إلى الولايات المتحدة حيث أوباما والتفاهم بشأن سوريا .
أردوغان والغنوشي في تونس " حركة النهضة " ولكن للإنصاف طالبهم بدستور علماني .
العدالة والتنمية في تركيا حزب أردوغان هل هو مع حركة معينة أم مع الجميع ؟
إذا تمّ التركيز على جماعة الإخوان فإن الأمور سوف تكون مبهمة وفيها ازدواجية وهذا يبدو وحسب رأيي البسيط " نفاق " علماً بأن العلاقات التركية – السورية لا مثيل لها بين البلدين فماذا في ذهن أردوغان ؟
هل سوف يحتاج الشعب السوري سنوات من اجل تحقيق الأهداف حسب ما قال الأستاذ " فواز جرجس " ؟
هل سوف تتحقق رؤية البعض من صراع طائفي يأكل الأخضر قبل اليابس في بلد طابعه " فسيفساء " ؟
من 18 آذار " بدء الانتفاضة في درعا " وهو وقت الربيع ثمّ إلى صيف ساخن مملوء بالدماء وإلى خريف غير واضح المعالم في منطقة تموج بالأحداث , كيف سيكون الشتاء البارد القارص وعلى من سوف تسقط الثلوج البيضاء ؟
كيف سيكون لون " جبل قاسيون " والذي من أعلاه نرّ بغداد " لا تعانق إلاّ الخراب والدمار "
مع الاعتذار للمطربة " البعثية " السورية دلال شمالي ؟
/ ألقاكم على خير / .
http://www.youtube.com/watch?v=iE1oE3cU8qM
http://www.youtube.com/watch?v=Pz4sWLFu8Jc&NR=1

#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات