أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقرا - حرية الانسان والنقاب














المزيد.....


حرية الانسان والنقاب


عبدالله صقرا

الحوار المتمدن-العدد: 3489 - 2011 / 9 / 17 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


قيمة الانسان هى قيمة من قيم الحياة التى نعيشها , الآنسان كيان لا يمكن لآحد أن يمسه بسوء أو بشر , الآنسان هو المحرك للحياة , وهو المبدع والخلاق , وهو المعطاء , هوالذى يساعد ويساند غيره من البشر , والعطاء الذى يعطيه الآنسان لغيره من البشر هو المقياس لقدر وجوده على الآرض .
هناك أناس عاشوا فى الحياة دون أن يعطوا , فكانوا يأخذوا , و أصبحوا أثرياء , ثراء فاحش , وأياديهم كلها شح , وهناك أناس عاشوا وماتوا نكرة لا يذكرهم أحد , دون أن يحققوا لآنفسهم أى طموحات ,
الحرية لها حدود , أنها سحر الحياة لا يستطيع أن يستوعبها غير العقلاء , هناك فئات تفهم الحرية على محمل أخر من التسيب وأنفراط العقد , الحرية إلتزام , لا يوجد حرية مطلقة , وإلا أصبحنا فى غابة , نعم لابد أن يعيش الآنسان فى جو من الحرية , ففى الآعلان العالمى لحقوق الانسان تقول أول مادة من مواده ( يولد جميع الناس أحرارا منساوين فى الكرامة والحقوق , وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم أن يعامل بعضهم بعضا بروح الآخاء ) , وأيضا المادة الثانية من نفس الآعلان العالمى تقول ( لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات وكل الناس سوا سية أمام القانون , ولهم الحق فى التمتع بحماية متكافئة دون أية تفرقة , ورغم كل هذه المواثيق والعهود لضمان سلامة وحرية الآنسان من بطس أخيه الآنسان نرى فى كثير من بلدان العالم , أن الآنسان مهان ومسحون من قبل قوى الظلم المتمثلة فى الحكام الطواغيت , وهناك تجاوز كبير فى حفوق الآنسان .
وهذه المقدمة كنت أقصد بها موضوع صديقى الذى تحول فجأة الى أنسان أخر , حيث أصبح أنسان ملتحى , وهذا حقه أذا لم يكن هناك ضررا لآحد , وصاحبى بين يوم وليلة وجدته يلبس الجلباب القصير حتى الركبة وشعر أرجله ظاهرة للعيان , ويمسك السواك فى يده بصفة مستمرة , فسألته عن هذا التحول السريع والفجائى , فقال لى : أن ربنا هداه , فقلت له : هل نحن غير مهتدين , فقال : ربنا يهديكم , أنا الان إنسان ملتزم , فاستغربت مما قاله ... وذات يوم وجدت زوجته تأتى لدينا وتشتكى لزوجتى عن طريقة معاملته لها وفرضه النقاب عليها , وفالت أن حجته بأنه يريدها له هو فقط لآن الله أمرنا بذلك , وهى رافضه للنقاب , وأنها غير مقتنعة بلبس النقاب إطلاقا , وقالت هو مصمم على لبسى للنقاب , وأنا لا أستطيع أن أعصى له أمرا , وقلت لها أذا أنت غير مقتنعة , وهذا كافى بأنك تشرحى وجهة نظرك لزوجك عن قناعاتك بخصوص النقاب الذى لم يفرض على النساء , قالت أنا لبست النقاب عدة أيام فى الصيف , أحسست بأنى سوف أختنق , وفى كل مرة ألبسه أشعر بأنى سأموت , لشعورى بحرارة الجو فى الصيف , وأيضا حين أنوى أن أشرب أو أكل وأنا فى الحديقة مثلا لا أعرف , فزوجى مصر ويريدنى طوعا له , وأحساسى حين ألبس النقاب بأنى عزلت عن العالم المحيط بى , كما أنى أشعر بأنى أعيش فى مكان بدون منفث , أشعر بأنى بدون هوية , أنى خيمة تسير فى الشارع , حتى أهلى حين يرونى فى الشارع لا يستطيعوا التعرف على , أننى أصبحت نكرة , بعد كلامها معى أحسست بالعتعاطف مع زوجة صديقى لآنها شعرت بضياع هويتها التى أقرها الآسلام , وتذكرت الحرية والسجن النفسى , وأحسست بما أقره الآعلان العالى لحقوق الآنسان , وتذكرت زوجة صديقى وأحساسها بالمرارة , وأن زوجها قد هضم حقها فى ممارسة حياتها الطبيعية وشعورها بأدميتها , وأن حق من حقوقها قد ضاع على يد زوج لا ير حم , ألا وهو عزلها عن مجتمعها , لآن زوجها يريدها ملكا له وحده , وقالت لى هذه المرأة , هل الآسلام فرض النقاب على النساء أم على أنا وعلى أمثالى ؟ قلت لها أعلنى عن رفضك أمام زوجك وناقشيه فى قضيتك , قالت هو يهددنى بالطلاق , فأنا ما عدت أحتمل حبسى داخل هذا النفاب أبدا , حتى لو تم طلاقى .



#عبدالله_صقرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قانون الطوارئ سوف يحمينا ؟
- التسطح الفكرى
- رسالة الى كل حاكم ظالم لشعبه
- رسالة الى الشهيد
- الأعاقة الحركية وأثرها على صديقى ممدوح


المزيد.....




- فيلم صيني بيلاروسي مشترك عن الحرب العالمية الثانية
- -آثارها الجانبية الرقص-.. شركة تستخدم الموسيقى لعلاج الخرف
- سوريا.. نقابة الفنانين تعيد 100 نجم فصلوا إبان حكم الأسد (صو ...
- من برونر النازي معلم حافظ الأسد فنون القمع والتعذيب؟
- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
- نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية ...
- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقرا - حرية الانسان والنقاب