|
حلول متوحشة للازمة الاقتصادية
فهمي الكتوت
الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 22:31
المحور:
الادارة و الاقتصاد
موقع "نيوز مكس" الامريكي الذي تديره شخصيات محافظة امثال "وليام كيسي" احد رجالات المخابرات الامريكية وهو مقرب من التيار الجمهوري المتشدد وجد الحل الامثل للازمة الامريكية، مقدما توجيهاته ونصائحه للادارة الامريكية، تتلخص في الاستيلاء على نفط العراق للانفاق على امريكا، بدلا من توقيف الدعم لخفض الديون وإنعاش الاقتصاد، مؤكدا ان على الادارة الامريكية ان تستغل ابار النفط العراقية، التي تحتوي على احتياط العراق من النفط المقدر بحوالي 15 ترليون دولار لا داعي لايقاف البرامج الاجتماعية، فنحن شعب نمتاز بالحماقة ولنا قادة اكثر حماقة منا... ويضيف اذا كنا اذكياء يمكننا ان نفرغ جيوب السعوديين... ان امريكا دولة موفقة في خوض الحروب...! لم تفاجئني الوقاحة العدوانية الامبريالية، لانني على قناعة تامة بالنظرية الاقتصادية التي تقول ان الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية، فمن اهم اسباب احتلال العراق وتدمير الدولة العراقية الاطماع الامبريالية في نهب الثروة النفطية العراقية، سواء بعقد الصفقات لصالح الاحتكارات النفطية الامريكية، او من خلال ما توصل اليه اليمين المتطرف الامريكي في الاستيلاء المباشر على الثروة، وما الحربين العالميتين الاولى والثانية، وعشرات الحروب الاقليمية التي شنتها الدول الاستعمارية على البلدان النامية الا بدوافع اقتصادية وبهدف السيطرة على الاسواق والاستيلاء على المناطق الغنية بالثروات والمواد الاولية، فقد كان الهدف المباشر للحرب العالمية الاولى كما الثانية اعادة تقاسم البلدان المستعمرة، حيث تميزت الرأسمالية بتركيز وتمركز رأس المال وتشكيل الاحتكارات التي اصبحت تتحكم بالمفاصل الاساسية للاقتصاد العالمي، كما وصفها لينين في كتابه الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية، واندماج رأس المال المالي برأس المال الصناعي، ونشوء الطغمة المالية وعولمة رأس المال وفتحت الباب امام تقاسم الاسواق بين التروستات - وهي شركات عملاقة تكونت عن طريق ابتلاع او اتحاد منشآت صناعية- ان ظهور التروستات انهى مرحلة مهمة من مراحل التطور الرأسمالي التي قامت على التنافس الحر في ظل فوضى الانتاج، وبدأت مرحلة السيطرة على الاسواق وتحقيق ارباح احتكارية اعلى من القطاعات التي تعمل خارج اطار التروستات، الامر الذي ادى الى احتدام الصراع بين مصالح الاحتكارات الرأسمالية في العالم. ينبغي اخذ التصريحات المتطرفة بعين الاعتبار خاصة وان شعبية الرئيس اوباما تتراجع بشكل ملموس في ظل تصاعد شعبية المرشحين المتطرفين، مع اشتداد الازمات الاقتصادية وافتقار القيادات السياسية للحلول الناجعة لاخراج النظام الاقتصادي من ازمته يتعزز النهج الفاشي قي العالم ، صحيح ان امكانية نشوء حرب عالمية ثالثة غير مضمونة النتائج، لوجود اسلحة الدمار الشامل القادرة على تدمير الكرة الارضية عدة مرات - لم يخرج احد منتصرا- الا ان خوض حروب اقليمية لتشغيل مصانع السلاح والاستيلاء على ثروات العالم وفي مقدمتها البلدان العربية تأتي في سلم اهتمامات الدوائر الاستعمارية في واشنطن. في ظل هذه الاجواء العصيبة التي تعيشها اقتصادات البلدان الرأسمالية تحاول الادارة الامريكية جاهدة انقاذ اقتصادها من الدخول في كبوة الركود الاقتصادي فقد اعلن الرئيس الامريكي اوباما عن خطته لمواجهة ازمة البطالة التي اخذت معدلاتها بالارتفاع حيث وصلت 9.1%، وفي حال اضافة الفئات التي تعمل بشكل متقطع ترتفع هذه النسبة الى حوالي 14% ، وكشفت شبكة سي ان ان الامريكية عن بيانات مثيرة مفادها زيادة الفقراء في امريكا، يعيش 46 مليون امريكي تحت خط الفقر، و49.9 مليون لا تشملهم الخدمات الصحية، وتتزامن هذه النتائج مع ازمة سندات الدين الامريكي التي كادت ان تؤدي الى عجز الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها، مما ترك اثارا سلبية على مكانة الاقتصاد الامريكي في سوق السندات، وعلى الدولار كعملة عالمية، اخذين بعين الاعتبار ان 50% من سندات دين الخزانة الامريكية مملوكة لجهات غير امريكية، وجزء هاما مهم للدول العربية، ومع اشتداد الازمة المالية والاقتصادية واقتراب دخول الاقتصاد الامريكي مرحلة الركود الاقتصادي تزداد مخاطر انهيار قيمة هذه السندات، والغريب ان نسمع تصريحات وتطمينات من قبل مسؤولين في القطاع المصرفي العربي، بسبب تراجع اليورو خلال الاسبوع الماضي، بان السندات الاوروبية لا تشكل اكثر من 15% مقابل 85% للدولار، الم ندرك بعد ان ازمة الدولار لا تقل عن ازمة اليورو..? ان اقتصاد المركز الرأسمالي المتمثل في كل من الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا واليابان مهدد بالدخول في مرحلة جديدة من مراحل الازمة، وان صعود الدولار امام اليورو لا يعني بحال من الاحوال ان الاقتصاد الامريكي يتعافى، بل هو مؤشر للوضع المزري الذي وصل اليه اليورو، فقد هوى اليورو بسبب ازمة الدين العام في اوروبا وعلى وجه الخصوص في اليونان، التي وصلت الى حد خطير قد لا تسمح لليونان بالوفاء بالتزاماتها وتسديد ديونها وانتقال عدوى الازمة الى الاقتصادات الاوروبية الاخرى التي تعاني من ارتفاع المديونية وتفاقم عجز موازناتها، قد يدفع الاوروبيين بالتضحية في اليونان وقذفها خارج مجموعة اليورو الامر الذي يمهد لانفجار ازمات اعمق في منطقة اليورو.
#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيصال الدعم لمستحقيه
-
تراجع الدولار وتآكل الاستثمارات العربية
-
ملفات الإصلاح أمام مجلس النواب
-
افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل
-
الذكرى العاشرة لرحيل سليمان النجاب
-
الدولار يدفع ثمن تفاقم المديونية
-
ازمة الدين الامريكي
-
المنح .. الانفاق ..الأزمة
-
أَزمات تنتظر حلول
-
ازمة الديون تنتقل الى ايطاليا
-
فهمي الكتوت في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول قضايا الإص
...
-
نريد حكومة تؤمن بالاصلاح
-
الشعب الفلسطيني يعاني من اضطهاد مزدوج
-
حول مخرجات لجنة الحوار الوطني
-
الاحتواء الناعم للثورات العربية
-
النهوض الثوري والتبدلات الجارية في العالم العربي
-
الاصلاح السياسي والدستوري في الاردن
-
خبز وورود
-
مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2011
-
ابرز التحديات عشية الانتخابات
المزيد.....
-
برلمان مصر يقر 3 قوانين تقدم تسهيلات ضريبية لرجال الأعمال..
...
-
توقيف مسلح خطط لقتل وزيري الدفاع والخزانة الأميركيين
-
عاجل | وسائل إعلام أميركية: القبض على مسلح خطط لقتل وزيري ال
...
-
سوق العقارات في كردستان يتهاوى.. خسائر كبيرة وأسباب عديدة
-
تكنولوجيا روسية متقدمة.. بوتين يزور مركز إنتاج الطائرات المس
...
-
بوتين يتفقد مركز أبحاث وإنتاج الطائرات بدون طيار
-
النفط يتعافى من أدنى مستوى في أسابيع وسط تعطل إمدادات ليبيا
...
-
مدبولي: مصر سيكون لديها فائض في الميزان التجاري بحلول 2030
-
الذهب يصعد وسط ضبابية بشأن السياسات التجارية الأميركية
-
تمويل بقيمة 6 مليارات دولار لتعزيز الكهرباء في إفريقيا
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|