أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - شؤون وشجون شباك الدائرة..!!














المزيد.....

شؤون وشجون شباك الدائرة..!!


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 11:58
المحور: كتابات ساخرة
    


شباك الدائرة هذا، هو مصطلح عراقي قح، لا نجده في بلاد أخرى. أراد مخترعه أو مكتشفه الأول أن يكسر به قوانين الهندسة. هندسياً؛ أن الدائرة خط مغلق على نفسه لا متنفس له ومنه.. ولغوياً نعرف أن ثمة آصرة قوية بين الدال والمدلول.. لذا يكون شباك الدائرة خطأً لغوياً ماحقاً، لأن الدائرة مع الشباك تنتهي كونها دائرة وبالتالي يضيع المدلول. كل هذا كنت أعرفه. لكن ما عرفته لاحقاً أن مشكلة هذا الشباك لم تعد مشكلة هندسية ولا حتى لغوية، بل هي الآن مشكلة وجودية.
وعراقياً كذلك، أن كل مؤسسة خدمية حكومية يسمونها (دائرة..!!!). ربما لأن من يقصدها يظل يلف ويدور في كواليسها حتى يجد نفسه في آخر المطاف عند النقطة التي انطلق منها. ولكل غرفة في الدائرة ثمة شباك مفتوح للخارج مخصص للمراجعين. قيل أنه إجراء احترازي لحماية الموظف من غضب المواطن الكريم، على الأخص في أشهر الصيف اللافحة.
الوصول إلى هذا الشباك اللغز لا يكون إلا عبر وسيلة وحيدة هي قوة العضلات مدعومة بسلاطة اللسان. على المتنكب لهذه المهمة أن يجيد التدافع والتصارع بالمناكب والأقدام وذو خبرة لسانية وصوتية لا بأس بها، لأن عليه أثناء تدافعه مع أشباهه أن يكون صوته هو الأعلى باللازمة المعروفة والتي يرددها الجميع (اخوان رجاءً الزموا سره..!!) وهذه من نوع الجمل التي تكيل بمكيالين، مكيال لجاره المتصارع معه (ترى آني رجل محترم.. بس شسوي مجبور) والثانية للموظف القابع خلف الشباك (وداعتك أريد أساعدك حتى تتنفس.. والحليم تكفيه الإشارة)
بعد عدة جولات من التدافع بالأيدي وبالأرجل على منفذ الهواء الوحيد للموظف، وحسب ذكاء وشيطنة المواطن، سيصل إلى هذا الشباك العتيد ويتبرك بملامسة حديده ويحظى برؤية وجه الموظف. وجه الموظف في العادة ولمؤثرات شتى منها البيتي العائلي ومنها الوظيفي، يكون مطلسماً برسائل متناقضة، غضب، شفقة، برم، مرح، ملل، قنوط، لا إبالية..إلخ علامات ليست كلها تبشر بخير. هنا على المواطن أن يبدل تكتيكه من علو الكعب الصوتي إلى ليونة الصوت واتقان عبارات التذلل والرجاء والتوسل كأي شحاذ على قارعة الطريق. وهكذا من شباك إلى آخر وعلى عدد غرف الدائرة الواحدة، المواطن يفقد على كل شباك ومع نضيح العرق بضعة غرامات من الكرامة.
بهذه الخلفية اليائسة عن شباك الدائرة، قصدته ذات يوم أنا الناجي منه على مدى ثلاثين سنة قضيتها خارج البلد، وكان مقصدي معاملة سهلة لن تأخذ مني غير بضعة دقائق (بالطبع لغشاميتي). لكن ولحسن حظي كان معي صديق عركته السنين على شبابيك الدوائر. سحبني من يدي قبل أن أهم بدخول معترك الشباك، ناصحاً:
ـ لا تتعب نفسك وتحاول مهما كانت معاملتك بسيطة.. عليك بالجايجي..!!
بالطبع لم أفهم. أوضح:
ـ لكل دائرة جايجي وهذا بحكم عمله سيكون عليم حكيم ملم بكواليس وتضاريس الدائرة وهو يعرف من أين وكيف تؤكل الكتف.. تشرب عنده استكان جاي وتدخن جكارة وتسأله (كم وكيف)..!!
ـ يعني..!!؟
ـ بلا يعني بلا بطيخ.. هذا الشباك اللعين هو الخلية الأولى الفاعلة في جسد الفساد المستشري..
بعد هذا التشخيص المفحم لمرض الفساد، لم أملك غير الطاعة والتنفيذ، لكن بمعلومة جديدة أضفتها إلى معرفتي القديمة بالشباك؛ تقول؛ أن شباك الدائرة ليس مشكلة هندسية ولا لغوية.. بل هو مشكلة وجودية.. نكون أو لا نكون.



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراديس جيش المهدي..!!!
- أطفال البعث.. يا لهم من أطفال..!!
- المواطن يسأل .. ورجل الدين يجيب..!!
- سقوط شماعة الباطون السلفي..!!
- هل من يبحث عن عوائل مه راني
- أنا شخص لا يحلم.. لكني حلمت..!!
- روايتي بين المطير والنمري..!!
- دين الشيطان أخيراً...!!
- بورصة الشرف والانتخابات..!!
- شهادة رجل خرج من الموت تواً..!!
- مركز وأطراف
- وسائل الاحتجاج والنصر المؤزر..!!
- ولايات وبدائل وبلاوي
- باسم الله الرحمن الرحيم.. لماذا!!؟
- إلى السيد فؤاد النمري.. مع التحية
- شيخ ياباني.. شيخ تايواني..!!!
- فئران الدين إلى أين..!!؟
- دراجة السيد رامسفيلد..!! (*)
- إعادة تحوير أمخاخ النساء
- قبر لكل صحفي..!!!


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - شؤون وشجون شباك الدائرة..!!