أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خسرو حميد عثمان - كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1















المزيد.....

كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 16:32
المحور: كتابات ساخرة
    


لربما لم تكن لي القدرة أوالموهبة الكافية لبناء علاقات إجتماعية واسعة ، أو لعدم إستساغتي الأشترك في أي حراك سياسى أو ديني أو معادات أي منها، قد يكون مرده إلى نقص حاد في عنصر الشجاعة في تكويني النفسى، لربما لإيماني المطلق بعدم فعالية العمل الجماعي وقدرته على التأثير، في مجتمع لم يظهر فيه بوادر ما يُسمى (بالرأي العام) إلى الوجود، وقدرته على الضغط لتحقيق مصالح الأغلبية، مما تعني، في نظري، التفريط بأهم مصدر من مصادر التقدم والتحضر، وهم الموهوبون الحالمون بعالم مختلف . لكن أجواء الوظيفة والعمل الميداني ومن خلالها محاولة بناء علاقات إنسانية متكافئة وفي أبسط أشكالها، بعيدا عن جميع أنواع الحواجزالأجتماعية والنفسية والسياسية، وتحاشى هيمنة الأفكار المسبقة على هذه العلاقات، أعطتني الفرص للتعرف على أنماط عد يدة من البشر عن قرب والوقوف على الفروق الفردية بينهم وملاحظة التباينات في سلوكية الأشخاص و إهتماماتهم وأدوارهم في بعض الأحداث. مِنْ بينِ مَنْ رأيتهم أفراد كانت لديهم مزايا فطرية ذات نكهة يختلفون بها عن من يحيطون بهم، ويصح القول بالنسبة للكثيرين منهم إنهم ولدوا ليعيشوا في بيئة وزمان .....إن تحركت فإنها تتجه إلى الخلف. ما أرويه فى هذه السلسة أحداث قد شاهدتها بنفسي أو سمعتها من أشخاص كانوا قريبا منها.
عندما يُنقذ الحمار الموقف، بنهيقه، في اللحظة الأخيرة
ـــ : يشملني المكرمة.
مديرالناحية: ماتشملك.
ـــ:.......................
مدير الناحية:............
ــــ :كنت حاضرا معكم عندما أمر السيد الرئيس ببناء الدور لجميع السكان الفعليين في مركزناحية خليفان وللملالي(جمع مُلا) إستثناء من شروط محل السكن في مركز الناحية، لماذا لا تشملني هذه المكرمة يا جناب مدير الناحية؟
بدأ مدير الناحية(جميل همزة) يوجه كلامه لنا (المهندس تحسين جيجو وأنا) بعد أن سئم من إصرار الطرف المقابل على طلبه، حيث كنا أعضاء معه في اللجنة المكلفة للأشراف على مشروع إعادة بناء قصبة خليفان(بأمر من السيد الرئيس) وكانت اللجنة برئاسته : إنه لا يُفرق بين مَلا و مُلا، هذا مجرد إسمه مَلا برايم، يسكن قرية سريشمه، و ليس لديه أي واجب ديني في مركز الناحية أو في أي مكان ويطلب إدراج إسمه ضمن المستفيدين، كما وإنني ثبتُ للرئيس بأن عدد علماء الدين أربعة و العوائل أربعمائة، إن أضفنا إسمه إلى القائمة و سألونا من أين أتيتم بهذا ال(مُلا) ماذا سيكون جوابنا عندئذ؟
قلت (من أجل الضحك): سنقول بأنه مُلا إحتياط.
لقد إنتعش مَلا برايم بمداخلتي هذه، ولم يستوعب غرضي من المداخلة، وهو إحلال جو من المرح بدلا من التشنج وقال: كل شئ لها حل، أنتم القانون بيد كم كا لمطا ط إن أرد تم تدخلون ثورا في خُرم إبرة وإن لم تُريدوا لا تدعون جملا يمر بكلى علي بك بحجة ضيق المكان.....
وجد ته شخصا مرحا ومرنا في الكلام، ذات هندام مرتب، توقعت من طراز ملابسه ولهجته بأنه ينتمي إلى عشيرة السورجى ولا أستطيع الجزم، طويل القامة وسيم الملمح وطبقة صوته عالية جدأ، كنت أشعر بأنه ملائم ليصبح مغني أوبرا بإمتياز، لهذا بدأت أظهرإنحيازي إلى جانبه وأحرضه بهدف إحراج مدير الناحية ( وكان بدوره شخصية مميزه أيضا)، وفي لحظة ما شعر مدير الناحية بانه مُحاصر ولم يجد منفذا إلا وغير الموضوع وقال لي أنت لا تعرف هذا الرجل جيدا، قد تظن أنه رجل عشائرى ساذج يستحق العطف مع العلم هو صاحب خطط جهنمية لا يخطر على بال أحد..... على كل حال أقنعناه بأنه (مَلا) وليس (مُلا) من دون أن نفقد مودته.
هكذا بدأت علاقتى مع مَلا بَرايم في غرفة مدير ناحية خليفان عند المباشرة بإعادة بناء مركز الناحية.
دار الزمان دورته وأصبح الهدم المنظم للقرى والعد يد من القصبات هو المشروع والغاية بدلا من التعمير والتطوير. وللننتقل إلى مسرح أخر في المنطقة ذاتها وفي زمن أخر لنرى كيف كانت المشاكل تُعالج:
المكان قرية (جوله ميرك) التابعة لناحية خليفان، جمهورية العراق.
الزمان: حملة الأنفال التي كانت تُنفذ تحت إشراف حاكم مطلق الصلاحية في التصرف لأدارة هذه الحملة كما يشاء، ومن سخرية القدر كان هذا الحاكم المطلق سائق سيارة أمر اللواء المستقرفي معسكر سبيلك القريب من القرية موضوع البحث ولكن في عهد أخر أي عهد الرئيس عبد الرحمن عارف.
قوتان مسلحتان أحداها من الجيش العراقي و الأخرى من أفواج الدفاع الوطني تقفان في حالة مواجهة وفي حالة تأهب للقتال.
أمر الوحدة العسكرية : نهدم القرية..........
السورجيون:لا ندعكم تهد مونها إلا بعد المرور على أجسادنا......
أمر الوحدة : هذه أوامر من القيادة يجب أن تُنفذ ومن يُعارض يُحاسب.......
السورجيون: مهما كانت العواقب.......
بعد أن يبلغ التوتر بين الطرفين إلى أشده، يضطر أمر الوحدة العسكرية الأتصال بالأعلى منه، لأن جميع عناصر الطرف المقابل معروفون بولائهم للحكومة وبيدهم سلاحها، ويُعلمه بأن الموقف متشنج وعلى وشك الأنفجار والقوة التى تواجههم لا يُستهان بها، لم يمضي وقت طويل إلا وينتقل قائد الفيلق شخصيا بواسطة طائرة هيلوكوبتر إلى المكان، ويُبلغ المعترضون بعدم جدوى معارضتهم ويصر على تنفيذ الأمر الصادر إليه من جهة أعلى منه بهدم القرية، لا محالة...
توتر الوضع أكثر وأكثر وتشدد الجانبان على موقفهما، ساد صمت مُقلق المكان بإنتظار الكلمة الأخيرة من قائد الفيلق، في ظل هذا الصمت والنظرات المشدودة، فجأة نهق حمار من الخلف نهيقا مدويا وهو في حالة هياج جنسى جامح يضرب أسفل بطنه ب....جدير بالذكر تعيش الحمير في هذه المنطقة في بيئة ذ كورية بحتة، كجزء من تقليد متوارث. بعد أن إنتهى الحمار من نهيقه وهدأ، وجه قائد الفيلق كلامه إلى مَلا براهيم، الذي كان واقفا قريبا من رؤساء العشيرة، معتقدا بأنا شخص ساذج وقال له: ترجم لي ماذا قا ل هذا الحمار؟ يبدو أن القائد أراد الأستهانة بالطرف المقابل إنطلاقا من المصطلح المحلي، المنسوب إلى الحمار، لمن يحملون سلاح الحكومة خارج القوات النظامية.
مَلا برايم : ليش إنت ما إفتهمت ماذا قال ، سيدي؟
قائد الفيلق: لو كنت أفهم لغته مثلك لما طلبت منك ترجمته.
ملا برايم (بصوت مرتفع وعصبية): سيدي، هذا يقول تهدمون ما تهد مون بهذا....( محركا يده اليمنى على شكل نصف دائري ليضعها فوق ماهو مستقر بين فخذيه).
بعدها غرق الطرفان في ضحك متواصل وعلى أثره تم الأتفاق على الأكتفاء بهدم زريبة صغيرة للحيوانات بدلا من القرية برمتها. هكذا أنقذ الحمار، بنهيقة في اللحظة المناسبة، وملا برايم يسليقته المرحة وحركته المضحكة، القرية من الهدم وساكنيها من التشرد و إنقاذ حياة العديد من البشر فيما لو أصر الطرفان على موقفهما.
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر 10/1
- من عالم إلى أخر 10
- من عالم إلى أخر 9/5
- من عالم إلى أخر9 /4
- من عالم إاى أخر 9/3
- من عالم إلى إخر 9/2
- من عالم إلى أخر 9/1
- من عالم إلى أخر9
- من عالم إلى أخر 8
- كان لدينا من أمثالهم أيضا!
- من عالم إلى أخر 7
- من عالم إلى أخر 6
- عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!
- ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب
- من عالم إلى أخر 5
- من عالم إلى أخر4
- من عالم إلى أخر 3
- من عالم إلى أخر 2
- من عالَم إلى أخر 1
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد (الأخيرة)


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خسرو حميد عثمان - كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1