|
ظاهرة طلعت خيري
وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 10:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما زال الكاتب الإسلامي أو الاسلاموي طلعت خيري يثير زوبعة من ردود الأفعال على مقالاته في تهجمه على المسيح و على الإنجيل . و أنا شخصيا لا اعرف عنه شيئا و لا اعرف إن كان اسمه حقيقيا أم مستعارا و هل هو من يكتب المقالات أم إن هنالك من يكتب له ؟ و أنا عادة في مواضيع العقيدة و الديانات لا تعجبني الكتابة و لا الحديث فيها و لا المشاركة في التعليقات وانما اكتب في نقد الفكر الديني . و قد كتب بعض الكتاب في موقع الحوار المتمدن عن هذه الظاهرة . قسم منهم طالب بمنع طلعت خيري من الكتابة و أنا كنت من المدافعين عن حقه في الكتابة و إبداء الرأي ما دام يتوافق مع سياسة موقع الحوار المتمدن . و هناك من وضع مقترحات لتنظيم العلاقة بين طلعت خيري و مناوئيه . في هذا المقال لدي عدة ملاحظات أحب أن اطرحها و عدة مقترحات للحل لإنهاء الإشكال و الخروج من عادة التهجم و السباب و ضوضاء الكلمة . يحدث في بعض الأحيان أن اعلق على احد مواضيع طلعت خيري و أنا اعلم مسبقا انه لا يقتنع بكلامي و لكني لا اكتب لإنسان مؤدلج دينيا و إنما اكتب لمن يريد أن يستفيد من ملاحظاتي . الملاحظة الثانية هي إني عندما أخاطب طلعت خيري اكتب له : الأخ طلعت خيري أو السيد طلعت خيري . في حين انه يجيب علي ب ( أهلا وليد ) . و أنا اعرف أيضا انه يحسبني من العلمانيين و الماركسيين و الشيوعيين و المسيحيين و أصحاب مدارس الحداثة و الليبرالية و كلهم يعتبرهم الإسلاميون أو الاسلامويون كفرة و مخلدون في النار و هم , أي جماعة طلعت خيري , هم الفرقة الناجية الوحيدة و هم مع الحور العين في الجنة . الملاحظة الثالثة هي أن طلعت خيري يجيد المراوغة في كتاباته حيث انه يستخدم التقية و التورية أي المعاريض فهو في حرب مع جبهة الكفار أمثالي . و في مقاله الأخير الذي اقتبس نصفه من مقالة للكاتبة المبدعة مكارم إبراهيم ثم عرج على أقوال المسيح لم استطع أن افهم الرابط بينهما حيث لايوجد اي رابط على الاطلاق . فمن يحاول فهم طلعت خيري عليه تصوير موضوعاته من النت و التأمل فيها طويلا فهو لا يمتلك منهجاً نقدياً في الكتابة . و لكني أسجل هنا تواضعه الجم و طول صبره و أناته على التهجم و الشتائم التي توجه له و هو يملك من الشجاعة الكثير في القبول بالمداخلات بدون حذف و منع وكذلك فتح التصويت و الذي يكون فيه طلعت خيري الخاسر دائما . و هو يطبق المبدأ الفقهي القائل : ( الأجر على قدر المشقة ) . و من أساليبه في المراوغة انه رد على مقالتي في ( حجاب المرأة في الإسلام ) بمقال مقابل و لكنه تجاهل عن عمد الأسباب الحقيقية لفرض الجلابيب و الفرق بين الجلباب و الحجاب و الخمار و عندما علقت على موضوعه ذكر كل النقاط و تناسى عن عمد نقطة واحدة حيث أشرت إلى الآية : ( إن تسألوهن من خلف حجاب ) و هي خاصة بنساء محمد حيث يجب الحديث معهن خلف حاجز كان يكون بابا من خشب أو من خيمة أو من قماش وبالتالي هذه الاية لاعلاقة لها بحجاب المرأة او بالجلباب . لدي اقتراحات لتنظيم العلاقة الحوارية بين طلعت خيري و المعادين و المعارضين له . أقول أولا إن التهجم و الشتائم دليل ضعف و عدم قدرة . إن من لديه الإمكانية الفكرية و التعبيرية عليه أن يعبر عن ذلك بمقال هادئ يتقبل فيه الحوار و الرأي و الرأي المقابل . لا جدوى من النقاش و الحوار بين أشخاص مؤدلجين و معروفة اتجاهاتهم الفكرية سلفا فاني في دراساتي النقدية هاجمني غلاة الشيوعيين و المسيحيين . و لو مارست نفس الأسلوب معهم لما وصلنا إلى نتيجة . اقترح الآن الملاحظات الآتية : 1- أن يقبل المعارضون لطلعت خيري بالامتناع عن التعليق لمدة شهر كامل حتى يتسنى لهم مراجعة النفس و التأمل . 2- حساب مقدار زيادة أو نقصان عدد الزوار لموقع السيد طلعت خيري الالكتروني خلال هذا الشهر . 3- بعد انقضاء مدة الشهر يستطيع من يريد الرد على السيد طلعت خيري أن يرد عليه بإجابات تحمل أسلوبا هادفا و هادئا و خاليا من الشتائم و الرد على الحجة بالحجة . 4- اقترح أن يقوم المعارضون لطلعت خيري بالرد عليه بمقالات مستقلة يستندون فيها على منهج تحليلي نقدي حتى يكون لهم النفس الطويل في الكتابة و الرد و عدم التسرع و سيرون أن النتائج ستكون جيدة ولصالحهم . 5- الذي يرد على مقالاته بتعليقات عليه الالتزام بآداب الحوار المتمدن و عدم الإساءة و التشهير بطلعت خيري . إني اقصد من هذا العرض أن نخلق إمكانية للحوار الهادئ و العقلاني بعيدا عن التشنج و الغضب . طلعت خيري إنسان ذكي و هو برده الهادئ يكسب المزيد من الأصوات و كما أن له الحق في الكتابة كما يريد ، فعلى الآخرين حق الرد أيضا بأسلوب مهذب و منطقي . هذا الحوار العقلاني هو ما نحتاجه و على الجميع القبول بحق الاختلاف في مجتمع متعدد المذاهب و الديانات و القوميات و الثقافات . و على المتدين أن يعيش مع القران و الإنجيل بروح القرن الحادي و العشرين و ليس العيش في الماضي السحيق . في جميع الأحوال سوف لا يتحول طلعت خيري إلى المسيحية كما إن معارضيه من المسيحيين سوف لا يتحولون إلى الإسلام . على الجميع القبول بالتعايش القائم على الحوار و التفاهم على ارض الواقع . تحياتي و محبتي للجميع .
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفات يسوع المسيح ( عيسى ) في القرآن
-
أدعياء السياسة والثقافة في الشأن السوري
-
فوائد تصوف الحداثة في الاسلام
-
اقليم كردستان العراق بين المطرقة والسندان
-
عولمة التوراة في المسيحية وفي الاسلام
-
( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) قرآن كريم
-
ملحمة جلجامش ج1
-
زواج خديجة من محمد
-
( القذافي طار ... طار ... أجاك الدور يابشار )
-
مجتمع يثرب
-
العبودية في المجتمع العربي القديم
-
قناة المستقلة والحديث الناعم في معاداة الشيعة
-
موقف المثقفين من الثوراة في البلاد العربية
-
النبيذ في الإسلام
-
مقارنة بين وضع المرأة العربية في الجاهلية و في الإسلام
-
وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2
-
حجاب المرأة في الاسلام
-
ايها المصريون ... أحذروا من تكرار تجربة الدستور العراقي
-
العلمانيون المتطرفون والسلفيون المتطرفون وجهان لعملة واحدة
-
الحزب الشيوعي العراقي وازدواجية السلوك
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي..أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على ال
...
-
ماما جابت بيبي.. متع أولادك بأجمل الاغاني والاناشيد على قناة
...
-
مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر
...
-
الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا
...
-
شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
-
هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال
...
-
الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
-
الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا
...
-
الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|