أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ساسي سفيان - المرأة و العولمة














المزيد.....

المرأة و العولمة


ساسي سفيان

الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة التي هي أم وأخت وزوجة من يستطيع أن ينكر دورها الإيجابي والضروري والمشرق في الحياة ، فإذا كانت المرأة بهذه الأهمية فلماذا يبادر الرجل دائماً لوضعها في موقع أدنى منه دون وجه حق أو عدل فيحاول أن يجعله سلعة لصالح نزواته وغطرسته في مجتمع عالمي ذكري ما زال يدان لحكم الرجل المصنف بأنه الأقوى من المرأة .

مثل الأسئلة الآنفة في ظل ظروف نشر مبدأ العولمة تطرح اليوم بقوة وإلحاح ولكن الإجابة عنها ما تزال تدور في حلقة من عدم الإجابة الشافية، ولعل في نظرة إلى الجذور الفكرية التي كانت سائدة في العلاقة بين المخلوقين البشريين ( الرجل والمرأة ) توّصل إلى أنه رغم الاعتراف بأن أحدهما لم يستطع الاستغناء عن الآخر بحكم تمثيلهما تعطي استمرار الحياة البشرية والإنسانية إلا من الغريب أن تصل نزعة العداء لحقوق المرأة الموضوعية في نفس الرجل في بعض مراحل التاريخ إلى وأدها جسدياً ولكن في ظل الظروف المعاصرة فإن هذا الوأد قد تحلو إلى وأد روحي لها الذي يكاد أن يكون مذهبا ً. اجتماعياً في أنحاء البلدان دون استثناء حيث مفتاح إغواء المرأة عبر التمتع بجسدها من قبل الرجل أمر ميسور في العديد من الأماكن اللاهية والملهية حتى لتكاد أن تصبح المواخير التي تجيزها العديد من الحكومات مقرات للاستثمار السهل وهذا التواصل في التخريب الروحي للمرأة أولاً باعتبارها ( ضحية ) منعكس تماماً على تخريب روحية المجتمعات أيضاً بيد أن أكثر ما يخشاه طالب الزواج ( الفحل ) إذا جاز التعبير بهذا أن تكون الفتاة التي يطلبها شريكة حياة له قد تنازلت عن شيء من عفتها الجسدية مع علمه جيداً أن أصناف من الرجال من طالبي الزواج يقومون بتقييم المرأة كسلعة قبلة للتبادل و التثمين ممارسة الغواية مع المرأة قبل الزواج متناسين أنهم مسؤولين معنوياً أمام المجتمع السوي بأنهم أفراد سيئين يطلبون المرأة العفيفة وهم طرف جناية الإغواء أو الاستغلال مع غيرها.

أن تغيير طبيعة النظرة نحو المرأة يفضل أن تتجه من التفكير نحو آدميتها وبناء سويتها وحفظ عفتها ولكن عموم التلفزيون الغربية تخاطب الغرائز الجنسية السلبية بطرق علنية – بالصوت والصورة – فقد أظهرت دراسة بريطانية حديثة أجرتها لجنة معايير البث واللجنة التلفزيونية المستقلة ومحطة إعلام B.B.C أبانت فيها: ( أن معدل المشاهد الجنسية زاد بأكثر من الضعف، وتحديداً من ( 6 % ) إلى (14% ) منذ سنة 1999م ) وطبيعي فإن لمشاهد العري والجنس تأثير سلبي على نشر الفساد والإفساد ليس داخل المجتمع بل حتى بين جدران بيت العائلة .

إذ تشر الأخبار المتناقلة أن علاقات شائنة يقترفها الذكور في العائلة الواحدة ضد الإناث فيها وهذا ما يشكل عادة صدمة كبيرة للعوائل أينما كانت ومع أن هذه الحالة أصبحت تتنافى في بعض البلدان التي لا يتحكم فيها ( الدين ) فإن من الحالة الإيجابية التي يتطلع لها الناس في كل مجتمع هو أن تعيش العوائل ضمن أسس طموحاتها الفطرية حيث الزوج لزوجته والعكس صحيح أيضاً.

وإذ يبقى الرجل أكثر انجذاباً نحو المرأة بحكم فطرته وخلقه كـذكر إلا أن توظيف مشاعره ينبغي أن توظف لصالح علاقة سوية تنتهي بتأسيس أسرة معها ففي فرنسا الآن توجد (1.5مليون امرأة ) يتعرضن لسوء المعاملة جسمياً وجنسياً ونفسياً على أيدي أزواجهن أو شركائهن، وهذا يعني أن وراء هذا العنف ( 1.5مليون رجل).

وطبيعي ففي ظل ظروف سياسة العولمة المعاصرة التي أخذت تجرف كل شيء بما في ذلك تشتيت طموحات المرأة الفطرية قد دفعت لإنشاء مراكز للمساعدة القانونية للمرأة لملاقاة الإساءات المتعمدة التي تقترف ظلماً بحق المرأة ولما كان موضوع السوية مطلوباً لكل رجل وامرأة فمن جانب موضوعي ينبغي تسهيل أمر الطلاق بين الزوجين إذا ما وجد شيوع خلل أخلاقي عند أحدهما أو كليهما، وذلك من أجل أن تستمر عجلة الحياة على إيقاع سويتها لا ضياع معنويات أفرادها.

إن نهج العولمة الغربية الذي أخذ يجتاح الكون الأرضي يحتاج إلى وعي محيط يدرس بما يمكن أن يكون العالم عليه من حياة غير قويمة لو فتحت المرأة أو منح الرجل حرية زائفة، وعلى اعتبار أن المرأة هي المخلوق الأضعف في معادلة الحياة قياساً لما للرجل من امتيازات غير محقة له في مجتمعه الذكري المغرور بامتلاك قوة ووسائل الاستبداد الاجتماعي والسياسي فإن على الجميع ممن تهمهم أن تكون الحياة جميلة حقاً أن ينتبهوا لكل ما يحاول منه تجريد المرأة من طموحاتها الفطرية في بناء أسرة سعيدة حقاً، فمن نقطة سوية المرأة تشيد الحضارة الإنسانية.
--------------------------------------------------------------------------------



#ساسي_سفيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم المعرفة العلمية
- مفهوم العالمية
- البرامج و النشاطات الثقافية
- الـبـحـث الـعـلـمـي و امـتـلاك الـمـعـرفـة الـتـقـنـيـة
- مفهوم المعرفة العلمية في ضل الثورة العلمية
- انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الجزائري وخاصة في أوس ...
- مفهوم العقل الإنساني في الموروث الفلسفي القديم
- ســـلـوك الـعــنـف في العلاقة بين الدولة والمجتمع
- الدولـةفي ظل الــقــرن الحـــادي و الـعــشــريــن
- العـولــمـــة
- عملية نشر المعرفة العلمية
- الشـبـــاب العربي وتكنولوجيا المعلوماتية
- العمل الثقافي بالجزائر
- دور الـمـــراكــز الـثـقـــافــيــة الــعـــربـيـــــة
- نـشــر المـعـرفـة الـعـلـمـيـة فـي أوسـاط الشـبـاب
- ظهور وانتشار المعرفة العلمية في ظل القرن الحادي و العشرون
- الـحـــاجــات والـمـتـطـلـبــات المـعـرفـيــة
- دور المركز الثقافي في نشر المعرفة العلمية بين الشباب
- منظومة المعرفة البشرية والعقل الكوني
- الثقافة و المعرفة في ضل القرن الحادي و العشرين


المزيد.....




- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ساسي سفيان - المرأة و العولمة