أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عبد الغني سلامه - جرائم متسربلة برداء الشرف














المزيد.....

جرائم متسربلة برداء الشرف


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 09:47
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


القتل على خلفية الشرف
الفهم الحقيقي لمعنى الشرف وفضح التشويهات التي لحقت به سيقودنا للحديث عن ظاهرة خطيرة لطالما عانى المجتمع منها، وبشكل خاص " المرأة " التي كانت تدفع الثمن غاليا من دمها وجروحها التي لا تندمل، ألا وهي ظاهرة القتل على خلفية شرف العائلة.
ومن الجدير بالذكر أن قتل المرأة بدم بارد ليس بالظاهرة الجديدة في حياة البشرية، فقد كانت الشعوب البدائية تقدم أجمل الفتيات قربانا للنهر حتى لا يفيض، أو تحرق المرأة التي مات زوجها لتخدمه حتى في مماته، وكان المحرك الأساسي لهذه الظواهر هو ضعف المرأة ونظرة المجتمع لها تلك النظرة الدونية، باعتبارها هي فقط جالبة العار والكوارث والمصائب، أما الرجل السيد فهو الشريف الطاهر، صاحب الحق في الحياة والتمتع فيها دون منافسة .
وانطلاقا من تفسير الرجل لمفهوم الشرف، كان وما زال يقدم على قتل المرأة وإنهاء حياتها إذا ما أقدمت على أي عمل يستنكره المجتمع، وكثير من النساء المقتولات كانت تثبت براءتهن بعد التحليل الطبي وتشريح الجثة، أي بعد فوات الأوان، أو أنهن تعرضن للاغتصاب بالإكراه، وطبعا ليس هذا هو الظلم الوحيد الذي لحق بالمرأة بل الظلم الكبير هو الذي لحق بالمجتمع من جراء تشوه مفهوم الشرف، وهنا فإن المرأة تقتل أكثر من مرة وبأكثر من شكل، تقتل حين يغرر بها، وتقتل حين ينفذ بها أقاربها حكم الإعدام، وتقتل إذا كان أخاها شكاكا أو كان موتورا أو كان مهووسا بالقتل، وتقتل إذا كان أباها مشوها ومريضا، وتقتل إذا كان عشيقها مخادعا محتالا، وتقتل إذا كانت أمها مقموعة ومستلبة وتكرر أمراض مجتمعها في نفسيتها المضطربة، وتقتل إذا كان ابن عمها عاجزا عن نيل رضاها وعاجزا عن ضمها إلى حظيرة ممتلكاته، وتقتل تحت ألف ذريعة وبألف لون وبألف سكين، تُقتل إذا ما حاولت أن تمارس حقها الطبيعي في اختيار شريكها، وتُقتل إذا استجابت لنداء غريزتها، وتقتل إذا كانت جاهلة وإذا كانت متعلمة، وتقتل إذا رفضت الرضوخ لشروط العائلة الظالمة، وتقتل إذا طالبت بحريتها، وإذا حققت شخصيتها، وإذا أخطأت، وإذا أصابت، وتُقتل نتيجة لسادية الرجل ومخاوفه وظنونه، بعض الآباء اغتصبوا بناتهم، وخوفا من افتضاح سفاح القربى، كانوا يقتلوهن ثم يقذفوهن بأبشع التهم _ ليغسلوا "شرف" العائلة _ !!!.
الخلل ليس في القانون فحسب، لأنه نتاج ثقافة المجتمع، فهو يتساهل مع القاتل وربما يشجعه، لأن المجتمع يفعل نفس الشيء، يعتبر القتل وهو أبشع الجرائم أهون من الزنى، وأي شرف هذا الذي سيدافع عنه القاتل بعد أن تغطس في مستنقع عار القتل وسفك الدماء، وأي شرف هذا الذي يبيح للرجل ممارسة الجنس ومعاشرة المومسات، ويقتل المرأة لمجرد الشك والظن، وأي شرف هذا الذي يترك الرجل الزاني حرا طليقا متغنيا بجولاته وغزواته النسائية، ثم يقتل المرأة لأنها ضعيفة، مع أن الطرفان قد أقدما على نفس الفعل، وأي شرف لمجتمع يتباهى بسرد بطولات الرجل الجنسية ويشهر خنجره في وجه المرأة التي مارست نفسي الشيء، وأي شرف لمجتمع يبجل القاتل ويمنحه وسام الشجاعة بالرغم من أنه كان أجبن من أن يقتل المعتدي _ شريك المرأة في الزنى _ .
وأي شرف لمجتمع يتناسى أراضيه المحتلة ومقدساته المدنسة وكرامته المهانة ومستقبله المهدور وحريته المكبلة وواقعه المتخلف وحكامه الظلمة وأعدائه الذين يذيقونه المهانة في كل لحظة، ولا يتذكر بعد كل هذا إلا المرأة وسلوكها الجنسي.
وأي شرف لمجتمع لا يثور على الظلم، ولا تهتز له قصبة أمام بطش الأعداء وجيوشه التي تحتل المدن تلو المدن، في حين نراه يرعد ويزمجر ويستشيط غضبا وتهتز أركانه ويزلزل بنيانه أمام "المرأة" عندما تمارس نفس ما يمارس معظم الرجال في الخفاء.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكبت الجنسي
- مفهوم الشرف في الثقافة العربية
- الاحتباس الحراري ظاهرة خطيرة تهدد مصير الكوكب - وجهات نظر مت ...
- ملاحظات على هامش تقرير التنمية البشرية العربية
- تركيا تضع الهوية الأوروربية على المحك
- رغم حملات الإدانة والإستنكار - إسرائيل تفلت من العقاب الدولي ...
- الجزيرة وقطر .. تبادل الأدوار الخطير
- من الهواء المقنع إلى القوقعة - يوميات سجين عربي
- التحليل النفسي للزعماء العرب
- في العراق .. من يقتل من ؟!
- ليل العراق طويل .. طويل
- العراق .. ذاكرة حاضرة .. وصورة تتداعى
- مواصلة التنقيب في أعماق الإنسان
- أسئلة تُنقِّب في أعماق الإنسان
- محاولة في فهم سيكولوجية الإنسان ..
- النهايات .. هلاك الإنسان، دمار الأرض .. فناء الكون
- مستقبل الإنسانية
- أشكال الحياة المتاحة
- في البحث عن جدوى للحياة
- هذا العالم المجنون


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عبد الغني سلامه - جرائم متسربلة برداء الشرف