أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - معتقلون من أجل الهرب














المزيد.....


معتقلون من أجل الهرب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هروب المعتقلين من سجن التسفيرات في الموصل ليس الا صفحة عابرة في كتاب الهروب الضخم الذي لا يعرف احد عدد صفحاته، ومع كل حادثة هروب تتصاعد التكهنات بحالات هروب أخرى وتؤشر جميعها وجود خلل عام في ادارة المعتقلات، ومع كل حادثة هروب تثار أزمة تصريحات بين وزارات العدل والداخلية والحكومات المحلية وربما مكتب رئيس الوزراء ويستنفر كل مسؤول عن احد هذه المواقع جميع النواب الذي ينتمون الى كتلته النيابية وجميع قواه الحزبية للدفاع عنه والمحافظة على موقعه، وتنتهي كل معركة من هذه المعارك بكثير من الغبار والغموض بدرجة تحمي جميع المسؤولين ولا تحمل المسؤولية لأحد وتسمح بالتالي بتكرار حالات هروب المعتقلين مرة بعد أخرى.
هناك كم هائل من التصورات المتناقضة التي تصنعها القوى السياسية عن اوضاع المعتقلين، فهناك صورة تتحدث عن معتقلين يتحكمون بالسجون والسجانين وان هؤلاء المعتقلين يديرون اعمالا اقتصادية مربحة ويديرون ايضا جماعاتهم الارهابية ويتحكمون بجميع الامور، وهناك ايضا صورة عن فرز طائفي وحزبي للمعتقلين وحالات تعذيب وانتهاك للحقوق، وصورة من وزارة العدل تقول ان السجون في افضل حالاتها وهناك من يتحدث عن تمتع المعتقلين بحياة رغيدة تنفق عليها الدولة كثيرا، بينما صورة لجنة حقوق الانسان النيابية تقول غير ذلك.
مع كل حالة هروب، نكتشف ان هناك كثيرا من التناقض والتضارب في ادارة السجون وتقاسم غريب لادارتها بين المؤسسات والوزارات المختلفة، كما نكتشف ان الروايات الرسمية عن تفاصيل حالات الهروب، هي روايات ضعيفة ومهلهلة ومتناقضة وهو ما يدعو دائما لتشكيل لجنة تحقيقية مهمتها اتلاف الحادثة نفسها وشطبها من ذاكرة العراقيين وحماية الجميع من اي محاسبة لذلك رغم ما يقال دائما عن تواطئ السجانين وادارات السجون في هروب المعتقلين فلا نجد تحديدا لاسم المتورط بتسهيل الهروب وان حدث ذلك فان العقوبة تكون أشبه بالمكافأة.
تكرار حالات هروب المعتقلين هي جزء من فساد وفوضى المنظومة السياسية، وليس صدفة ان جميع حالات الهروب قام بها متهمون بالتورط في العنف السياسي الدائر في البلاد منذ عدة سنوات وليست هناك حالات معروفة لهروب معتقلين او سجناء مدانين أو متهمين بقضايا جنائية عادية، ومثلما هناك ساسة مهمتهم الدفاع عن مسؤولي السجون التي يهرب منها المعتقلون هناك أيضا ساسة تفرغوا تقريبا للدفاع عن المعتقلين بطريقة تشير بوضوح الى ان هؤلاء الساسة لديهم روابط قوية بالمعتقلين وانهم لا ينطلقون في دفاعهم من احترام حقوق الانسان او تحقيق العدالة.
عمليات الاعتقال المنظمة والعشوائية تجري بشكل يومي وهناك ايضا حالة من الاستنفار لحسم أوضاع كثير من المعتقلين ومع تزايد حالات الافراج لعدم كفاية الادلة هناك ايضا مشروع لقانون عفو عام سيتم اقراره على الاغلب قريبا، ومن هذه الصورة تبدو الدولة العراقية في تعاملها مع الاعتقالات وكأنها ناعور يعيد المياه الى نفس النهر، فلماذا هذه الاعتقالات اليومية إذا كان مصير المعتقل إما العفو أو الهرب، علما أن المعتقل الذي يتمكن من الوصول الى أحد هذين المصيرين هو غالبا ما يكون متورط حقيقي في العنف واذا كان العفو سيشمل غير المتورطين بالعنف فأن ذلك لا يحدث الا لذر الرماد في العيون ولولا بعض ما تبقى من الخجل لما شمل العفو غير المتورطين فعلا بالعنف لان هؤلاء لديهم قادة في مفاصل الدولة يدافعون عنهم.
يجب أن تتوقف حالات الاعتقال لمجرد الاعتقال الذي يساق على إنه انجاز أمني في حسابات الاعلام والادارة، ونحتاج الى اعادة النظر في مفاصل ادارة السجون وان يكون ذلك جزءا من الجاهزية الامنية للانسحاب الامريكي فكيف يمكن تأمين وطن بينما نعجز عن تأمين سجن؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟


المزيد.....




- وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن ...
- -نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
- دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة ...
- ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي ...
- شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و ...
- -ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال ...
- عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در ...
- لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - معتقلون من أجل الهرب