|
الحكم أولاً ، و النهج السلمي دائماً
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 19:38
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
اليوم ، الثالث عشر من سبتمبر 2011 ، يمكن القول بأن أحداث يومي التاسع و العاشر من سبتمبر 2011 ، قد تمخضت عن كل نتائجها ، و أصبح بالإمكان التعليق عليها . الأحداث يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام . القسم الأول يتعلق بميدان التحرير ، و الثاني يتعلق بمهاجمة السفارة الإسرائيلية ، و الثالث يتعلق بمهاجمة مديرية أمن الجيزة . أولاً ميدان التحرير : برغم أن الأعداد التي شاركت في تظاهرة ميدان التحرير لم تكن كبيرة ، إذا ما قورنت بيوم الخامس و العشرين من يناير 2011 ، إلا أنها لا بأس بها ، خاصة عندما نضع في الإعتبار حالة فقدان البوصلة الصحيحة التي لازمت الثورة منذ سقوط مبارك ، و لازالت تلازمها لليوم ، و من الواضح إنها ستلازمها في المستقبل القريب ، و أقول في المستقبل القريب بناء على الشعارات التي رفعت ليوم الثلاثين من سبتمبر 2011 . لازالت الغلبة في التيار المسيطر على الثورة هي للفئة التي لم تفهم أن الثورة لا تطالب ، بل تأخذ المبادرة بنفسها ، و تصنع الحدث بيدها . لازالت الغلبة للفئة التي إعتادت أن تتقدم بالطلبات ، إنها نفس الروح التي إنتقدتها في حركة السادس من إبريل في عامي 2009 و 2010 ، عندما كان بعض أعضائها ، من الذين يعدون الآن قياديين يتقدمون بطلبات لمكاتب رؤساء الأحياء ، و للنائب العام ، و ما إلى ذلك . الغلبة لازالت للذين لا يعرفون شيء سوى الإستجداء . هل يُعقل أن يستجيب أعداء الثورة لمطالب تقصيهم عن السلطة ؟؟؟ ثم لماذا تستجيب السلطة الحالية - التي هي عدوة للثورة - لأصحاب المطالب ، و هي تراهم لا يملكون إلا المطالبة ، و لا يملون من المطالبة ؟؟؟ حزب كل مصر لازال يعد أقلية ، بأعضائه و مؤيديه ، في قيادة الثورة ، و في تحديد إتجاه الثورة بالتالي ، هذه هي الحقيقة ، و هي و إن كانت مؤلمة ، إلا أنها فرصة لأن نخلي مسئوليتنا من الفشل الملازم للثورة منذ مساء الحادي عشر من فبراير 2011 ، و كذلك من التصرفات التي تتناقض مع المبادئ المذكورة في الوثيقة الأساسية للحزب ، و المنشورة منذ أكتوبر 2007 . لكن حزب كل مصر سيشارك في كل الفعاليات السلمية للثورة ، حتى و إن كانت الشعارات و الأهداف المرفوعة لا تتطابق مع رؤية الحزب و أهدافه ، أولاً من أجل رغبتنا في إبقاء جذوة الثورة مشتعلة ، ثانياً لأن هناك أمل أن يتغير إتجاه الثورة للإتجاه الصحيح المرجو ، و أنا شخصياً أرى أن هناك شعاع أمل بزغ في يوم التاسع من سبتمبر 2011 ، و لي أمل كبير أن يتحول ذلك الشعاع إلى شمس ساطعة . هناك شعاع بسيط بزغ يوم التاسع من سبتمبر 2011 يعطيني الأمل في أن الفصل الثاني من ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 سيبدأ . ثانيا مهاجمة السفارة الإسرائيلية : لا يمكنا في حزب كل مصر الموافقة على إقتحام السفارة الإسرئيلية ، و نحن نريد أن نعرف الإنتماء الحقيقي لهؤلاء الذين قاموا بذلك . لقد حزنت شخصياً على شهداء مصر الذين قتلتهم رصاصات الغدر الإسرائيلية في سيناء ، كما إنتابني - ككل مصري وطني - الغضب بسبب ذلك ، و بسبب ردة الفعل الواهنة ، المتخاذلة ، المخزية ، للسلطة الحالية ، و قد عبرت عن ذلك في مقالين هما : إسرائيل ستخفض درجة تصنيفها لمبارك ، و نشر في الثالث و العشرين من أغسطس 2011 ، و مقال : هل يعقل أن نتنياهو و ليبرمان يتآمران على طنطاوي و سليمان و مجلسهما ؟ و نشر في الثالث من سبتمبر 2011 . لقد كان رأيي ، و لازال ، هو ضرورة معاقبة الجناة الذين أهرقوا الدم المصري ، و كذلك إستغلال الفرصة لتعديل الإتفاقات المصرية - الإسرائيلية ، لإعادة السيطرة المصرية الكاملة على شبه جزيرة سيناء . إقتحام السفارة أضر بسمعة مصر على المستوى العالمي ، و كذلك لم يأت بفائدة عملية - و نحن في حزب كل مصر يهمنا دائماً التغييرات العملية الإيجابية الملموسة - في الميدانين المشار إليهما في الفقرة السابقة ، فلم تُتخذ أي خطوة عملية لمعاقبة الجناة ، و لا هناك نية لتعديل أي إتفاق بشكل رسمي يلزم إسرائيل ، ليبقى الوجود المصري في سيناء مقيد بالنصوص القديمة ، و يظل أي تصرف يخالف تلك النصوص مرهون بموافقة الحكومات الإسرئيلية . ما يجب أن أقوله هنا ، هو ما أقوله دائماً ، و هو أن التغييرالإيجابي الذي نأمله في أي ميدان ، لن يحدث قبل تغيير نظام الحكم . لن تُعدل الإتفاقات الموقعة مع إسرائيل و هناك نظام يعد إمتداد لنظام مبارك في الحكم ، هذا يجب أن يكون واضح . التركيز الآن يجب أن يكون في ميدان واحد ، و هو إستيلاء الشعب على الحكم ، و ستنساب بعد ذلك أنهار التغيير الإيجابي في كل ميدان . ثالثاً مهاجمة مديرية أمن الجيزة : إستخدام العنف مرفوض من جانب حزب كل مصر ، و هذا واضح في وثيقته الأساسية ، و بالتالي ما حدث مرفوض تماماً . نحن في حزب كل مصر مع حل جهاز الشرطة الحالي ، و تأسيس أخر من الصفر ، و هذا مذكور في مقال : جهاز الشرطة هو الأخطر ، لكن الإستيلاء على الحكم أولاً ، و نشر في السابع من سبتمبر 2011 ، و لكننا نرفض العنف لتحقيق ذلك ، و لا نرى أي وسيلة لتحقيق ذلك ، سوى بوصول الثورة للحكم ، بوسائل سلمية . التركيز يجب أن يكون في هذه الفترة على شيئين : أولاً : تغيير دفة الثورة للهدف الصحيح ، أي إعلان أن الوصول للحكم هو هدف الثورة ، و لا هدف أخر في هذه المرحلة . ثانياً : العمل على توسيع المشاركة الشعبية في الثورة ، من كل الأعمار - فالثورة لا يجب أن تبقى موصوفة بالشبابية - و من الجنسين ، و من كافة فئات الشعب - فيجب أن نرى أيضاً العمال و الفلاحين مشاركين بشكل واضح في فعاليات الثورة - و أيضا توسيع النطاق الجغرافي للثورة ، فعلى سبيل المثال يلاحظ ضعف مشاركة الصعيد في فعاليات الثورة منذ بدايتها عند المقارنة بالقاهرة و الأسكندرية و محافظات القناة ، و ربما يساعد بدأ الدراسة الجامعية بعد بضعة أسابيع على تحقيق ذلك . الخلاصة هي : الحكم أولاً ، و النهج السلمي دائماً .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قائد القوات الجوية أثناء الفصل الأول للثورة مطلوب للمثول أما
...
-
ما علاقة مذبحة الفصل الأول للثورة بالأمن القومي المصري ؟؟؟
-
جهاز الشرطة هو الأخطر ، لكن الإستيلاء على الحكم أولاً
-
إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها
-
هل يعقل أن نتنياهو و ليبرمان يتآمران على طنطاوي و سليمان و م
...
-
لو كانت مصر دعمت الثورة الليبية بدلاً من الناتو
-
المخابرات السليمانية أنقذت مبارك و دمرت مصر
-
إحتلال مبنى مجلس الشعب لإحباط إنتخابات مجلس الشعب
-
الثورة الناجحة لا تترك لأعدائها أي نفوذ
-
دول الموجة الثانية فرص الديمقراطية فيها أكبر
-
إسرائيل ستخفض درجة تصنيفها لمبارك
-
إنها مؤامرة ملايين المطحونين
-
بدون الحكم ليست ثورة
-
المشير طنطاوي شيطان في كل الأحوال
-
لماذا تريد الإدارة الأمريكية تشويه الثورة المصرية ؟
-
حتى لا يقول أحد : أنا الجيش
-
جرائمه أكثر من أن تنسى و أكبر من أن تغتفر
-
الشعب سيحكم على المحاكمة
-
نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقاً للإستبداد أياً ك
...
-
حتى يصبح الخامس و العشرين من يناير 2011 العيد الوطني لمصر
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|