أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريم ابو الفضل - بصر الرجل...وبصيرة المرأة














المزيد.....

بصر الرجل...وبصيرة المرأة


ريم ابو الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 08:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي))

كلما طفق قلمى يكتب حرفاً..وجدته يجنح للكتابة عن المرأة

فأقوّمه حينا ..وأطاوعه أحياناً

ربما لإيمانى الشديد بأن المجتمع لم ينصفها كما نصفها الإسلام

ربما لاقتناعى الأشد أن المرأة تملك من المقومات والملكات ما لا يملكه الرجل

فقد استسلمت المرأة لكل ما يقال عن كونها الأضعف ..الأكثر استكانة... والأقل ذكاءً

وما أكاد أُجزم عليه أن من الملكات التى تملكها المرأة، ولا يملكها كثير من الرجال هى البصيرة..وإن جمعت بعض النساء بين البصر والبصيرة

وهنا نأتى لمفهوم البصر ..والبصيرة

يطلق البصر على رؤية العين، وتطلق البصيرة على رؤية القلب

فقوة إدارك القلب تطلق علي البصيرة....وقوة النظر وسداده تطلق على البصر

قد يجمع الإنسان على اختلاف جنسه بين البصر والبصيرة، وقد يفتقد أحدهما أو كليهما ..بشكل غير مادى


وكثيرا ما تأملت حكمة الله سبحانه وتعالى أن الله جمع بين البصر والبصيرة فى بيت يجمع الرجل والمرأة.. ويحتاج فى إدارته إلى الاثنين معا.. وحينما يتغيب الرجل نجد أن المرأة تجمع بين الاثنين وتتفوق فى إدارته ..
فى حين أن فى غياب المرأة يعجز الرجل عن إدراة البيت ..ويحتاج لمن تدير،وتنظم،و..و..
فالمرأة خلقها الله –عز وجل- وأنعم عليها بحاسة تمكنها من التبصر في نتائج الأمور وعواقبها.


ويزخر التاريخ بمواقف تدعم نظريتى وتؤيدها..

وأكثر من تسترعى إعجابى بحكمتها وبصيرتها المتمثلة فى بعد نظرها هى السيدة خديجة رضى الله عنها

حين حضر إليها الرسول عليه الصلاة والسلام يرتجف بعد نزول الوحى عليه فى تلك القصة التى نعلمها جميعا

فتظهر حكمة السيدة خديجة بنت خويلد ورجاحة عقلها، وسرعة بديتها فلم تندهش كثيرا وتتوقف، أو يلجمها الحدث وعظمته
بل سارعت بالرد وهنا كان البصر والبصيرة قد اتحدا.. ونتج عنهما ردها البليغ..

ومن المواقف التى تستوقفنى، وتثير تأملاتى حيث إن الموقف تغلب عليه الرهبة، وتحكمه المسؤولية البحتة والتعقل التام...بعيدا عن هوى أو انفعال

هو موقف بلقيس الملكة الرزينة حين خالفت وزراءها عندما أشاروا عليها باللجوء إلى القوة

فلم تغتر بقوة جيشها ، أو تخضع لرأى العقل وحده ... بل كانت فطنتها النابعة من كونها أنثى، وبُعد نظرها وبصيرتها.. ومن إمارات فطنتها أنه لما ألقي عليها كتاب سليمان علمت من ألفاظه أنه ليس ملكاً كسائر الملوك، وأنه لا بد وأن يكون رسول كريم وله شأنٌ عظيم

ورأت أن ترسل إلى سليمان بهدية، و كان المراد من وراء هذه الهدية ليس فقط لتغري وتلهي سليمان - بها، وإنما لتعرف أتغير الهدية رأيه و تخدعه؟ و لتتفقد أحواله، و تعرف عن سلطانه و ملكه و جنوده.

ومن علامة ذكائها أيضا أن سليمان – عليه السلام - عندما قال لها متسائلا؟
أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو.. ولم تؤكد أنه هو..حتى لا تضع نفسها فى موقف محرج إن اتضح العكس..فمن الحكمة أن لا يرى الإنسان فى حديثه أنه صحيح مؤكد على إطلاقه

كان البصر والبصيرة يتمثلا فى هذه المرأة التى خالفت رجالا مسؤولين فسروا المشهد بشكل نمطى تقليدى..أما هى فكانت تملك مالايملكه الرجال


وتنجلى حادثة أم سلمة عن حكمة وبعد نظر وبصيرة حين أشارت على زوجها النبي شورى انقذت الموقف كله

. فقد غضب معظم المسلمين من ظاهر الاتفاق الذي أبرم بين النبي وقريش.. وحين طلب منهم النبي: أن ينحروا ويحلقوا: امتنعوا عن ذلك على الرغم من أن النبي كرر الطلب ثلاثا
عندئذ دخل النبي على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت: يا نبي الله. أتحب ذلك؟
اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك ؛ فيحلقك
فخرج ولم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك فلما رأوا ذلك، قاموا ونحروا ،وجعل بعضهم يحلق بعضا

وهذه شورى بالغة الذكاء والفطنة والسداد.. نابعة من حدس قلبى أن الفعل قد يكون أبلغ وأشد تأثيرا من الكلام خاصة حين يصدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أخذ النبي بهذه الشورى.. فانفرج الموقف، وانقشعت الأزمة ..بناء على شورى امرأة تميزت برؤية قلبية.. وفطنة

وهكذا ...فقليل من كثير فى تاريخنا الإسلامى والعربى يثبت أن المرأة تملك حدسا قلبيا وبصيرة لا يتمتع بهما الرجل..وقد أشرت إلى التاريخ الإسلامى والعربى حتى لا يتهم الإسلام بتهميش دور المرأة ، أو بالتقليل من قدرها

تستطيع المرأة أن تكون ما أرادت .. إن عزمت
وأن تنجز ما يعجز عنه الرجال.. إن همت
وأن تدبر ...وتقرر ..وتفعل...إن وعدت


فلديها البصر........والبصيرة



#ريم_ابو_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح الصمت لغة
- ماضٍ...ونحن ماضون
- فى أيام العتق
- فى ذكرى صاحب القلم الرحيم
- نقطة تحول
- السوشى
- شرفتى...وزائر الفجر
- لقرحهم أشد من قرحكم
- رحلة الشتاء والصيف
- بين معجزة نوح وأسطورة تياتنك ( فى ذكرى شهداء أسطول الحرية)
- الخالدون مائة...والعظيم واحد
- لا تنقضوا غزلكم
- خواطر طفل معاق(3)
- خواطر طفل معاق(2)
- خواطر طفل معاق (1)
- لقطاء ...وليسوا -ولاد عم-
- ومن حكومة النهب .. لثقافة النصب
- أيتها الأعواد..لاتتفرقى آحادا
- من أجلك أنت
- أدعياء..وليسوا زعماء


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريم ابو الفضل - بصر الرجل...وبصيرة المرأة