أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سلمان محمد شناوة - 11 سبتمبر .... وخيبة العربي المسلم















المزيد.....

11 سبتمبر .... وخيبة العربي المسلم


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 03:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


11 سبتمبر .... وخيبة العربي المسلم

حقيقي لا أزال في حيرة من أمري , مع السيل الجارف من التحقيقات والمقالات وحول ما كتب عن تفجيرات 11 سبتمبر , هناك حالة من الضبابية وفقدان الوعي اشعر بها حقيقة انأ العربي المسلم حول ما جرى , ولماذا جرى وماهية نتائج ماحدث , وهناك كثير من الأمور تجعلني اشعر بخيبة حقيقية تفقدني توازني , أو تجعل هناك حالة من التو هان , فلا اعرف اين أضع قدمي أو لا اعرف اين موقفي من هذا كله ..مع من أو ضد من .

كل ما كتب كان في محاولة تبرير ما جرى , أو على الأقل في محاولة إثبات مستميتة إننا العرب المسلمين بالذات أبرياء مما حدث براءة الذئب من دم يوسف , فهل حقيقة نحن أبرياء , كل ما كتب في صحافتنا ومن أقلام كتابنا تحاول قدر الأماكن إن تثبت للأخر الأمريكي برأتنا مما حدث , لا بل أصبحنا كلنا , حكومات وشعوب وأفراد نهرول بالموجه التي هبت في أعقاب 11 سبتمبر نفكر ونحلل نفسية الذين قاموا بهذه التفجيرات .

التفجيرات في حد ذاتها أصابت العالم اجمع بصدمة , فمن هؤلاء الذين تجرؤوا وقاموا بالإحداث , والحقيقة إننا نحن العرب المسلمون قد أصابتنا الصدمة أكثر من الأخر , لأننا لم نتوقع يوما إن يقوم فتية من الشباب المسلم بالذي حدث , مهما كان الحدث مؤلم , ومهما كان الحدث مفزع ومروع ,نختلف معه بكل تأكيد , ولنا فيه أراء اقل ما فيها أنها في الجهة الأخرى من هذا التفكير ..... إلا إن الذي حدث صدمنا صدمة كبيرة , إلى درجة هزت التوازن فينا , ولدرجة لم نعد نفهم كثير من الثوابت العربية أو الإسلامية , ولدرجة إننا نحن اليوم وبعد 10 سنوات من 11 سبتمبر , نشعر إننا شي أخر , غير أولئك بكل تأكيد قبل الأحداث , أفكارنا تغيرت , والأخطر من ذلك إن مبادئنا تغيرت , ونظرتنا إلى أنفسنا تغيرت , وكأننا كبرنا , فلم تعد الأقوال القديمة وأفكار شيوخ الدين والذين سيطروا علينا لمدة طويلة تقنعنا أو على الأقل تشعرنا بتلك الهيبة .... 11 سبتمبر هزت حتى المفاهيم والثوابت الدينية .....
لا زلت أتذكر مرحل الدراسة الأولى حين كنت في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية , وفترة نهوض الشباب , معظم من تلقينا عنهم دروسنا , كانوا يحلمون بصورة لا تقبل الشك باليوم الذي نرمي به إسرائيل عدوتنا الأولى والأخيرة بالبحر , كانوا يتكلمون عن أمريكا والشعب الأمريكي وكأنهم وحوش قادمة من الفضاء الخارجي , ويتكلمون عنهم وكأنهم الأخر الذي يجب إن يموت ونحن سوف ننتصر يوما ما .... أتذكر كيف كانوا يغذون بنا كل الأفكار والتي تتكلم عن الشهادة والإيثار والموت في سبيل العقيدة , العقيدة أولا وأخيرا ويأتي بعد ذلك الوطن والأهل والمجموعة ......
كنت أرى كل الهزائم العربية والإسلامية في وجوه المدرسين القادمين من فلسطين المنكوبة , والتي حملوها في أرواحهم , واخذوا يغذونا في أرواح الفتية الصغار , وكانوا يشبهون هذا بالشهيد الفلاني , و وذاك بالشهيد الفلاني ... وكنت أرى أرواح الصغار وهي تتعالى أصواتها رغبة بشهادة باتوا يتمنونها ويبحثون عنها ...
معظم مدرسينا كانوا إما من فلسطين والذين حملوا نكبة فلسطين في أرواحهم , أو من مصر من جماعات الإخوان المسلمين والذين رحلوا إلى دول الخليج هرباً من نظم استبدادية في مصر وسوريا , فكان الحلم الأول رمي إسرائيل بالبحر والحلم الثاني هزيمة أمريكا في عقر دارها ....
وطالما صاغوا الأحلام في شكل قصص وحكايات قادمة من الماضي تصور لنا أبطال صاروا شبه أسطوريون أمثال صلاح الدين وخالد بن الوليد وقطز والظاهر بيبرس .... حكايات حكوها وكلهم فخرا , وحبا في ماضي عريق ....

أليست هي هذه الأحلام العربية الإسلامية في فترة الستينات والسبعينات .....

الم تصدمنا اتفاقية كامب ديفيد , ويصبح العدو الذي يجب إن نرميه في البحر , أصبحت له سفارة في مصر .... الم تهرول الأردن بعد مصر حتى تكون لها اتفاقية وسفارة في الأردن , وأموال تستفاد من عدونا الأكبر أمريكا ...... الم تدمرنا فترة الثمانينات وتصدمنا وتجعل كل الأحلام تلك لها معنى أخر .... مقبورة نتكلم عنها خلف ستر ممنوعة بقوة القانون في دول عربية كبرى .. وهكذا نجد حتى السلطة الفلسطينة تهرول خلف إسرائيل وأمريكا تطلب ودها وتقبر كثير من الأحلام التي قامت عليها السلطة الفلسطينية وأصبحت احد ثوابتها ....وفجأة تعترف بيهودية الدولة وتصادر حق العودة ......

الحلم بالشهادة والذي تم زراعته وتنميته في نفوس الصغار في الستينات والسبعينات , فجأة’ تم فتحه بقوة خلال الثمانينات حين احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان , الدول العربية والتي كانت تكمم الأفواه وتمنع الصلاة وتضع حواجز على ما يقول أو يقال هي التي فتحت الأبواب وبقوة للهجرة إلى أفغانستان لمحاربة الدولة الملحدة وتحرير الدولة الإسلامية الأسيرة ...وفجأة لم تصبح أمريكا تلك العدو الكبير , ولم يصبح ذاك الشيطان الأكبر والذي يريد القضاء على دولة الإسلام ...وجدنا الأموال الخليجية والسعودية والكويتية تتدفق بقوة على أفغانستان , وتسهل السفر الشباب المسلم المخدوع بروايات الشهادة ...المخدوعين بدهاء السياسيين الخليجين والأمريكان والذين وجدوهم هدف سهل لتحقيق أهدافهم ... ملايين الدولارات تم إرسالها إلى أفغانستان لتحريرها من تلك الدولة الملحدة , ومع الزمن شخصية المسلم تكبر شيئا فشيئا , والحياة الإرهابية تتشكل شيئا فشيئا ..... ودولة الخلافة والتي شكلها كل المدرسيين في المدارس في فترة الستينات والسبعينات والتي رعاها وحاربها في نفس الوقت في الثمانينات المسئولين في الدول الخليجية والعربية , تظهر حقيقة للعيان في دولة طالبان في أفغانستان .....
تساءل الكثيرون لماذا الدول العربية الخليجية والإسلامية لها نصيب الأسد من إحداث 11 سبتمبر , ونضع هذه الحقيقة المؤلمة الم يكن معظم المتهمين في أحداث 11 سبتمبر سعوديون وخليجيون .

لماذا لا نعترف بالحقيقة المرة ....

إن هجمات 11 سبتمبر أفرحت معظم المسلمين وخاصة المسلمين العرب الخليجيون , أليس هذا هو شعور معظم المسلمين ...... وان مئات السنين من الشعور بالهزيمة والخذلان والتراجع ..... مسحته لحظة الهجوم على مبنى التجارة الدولية , وان كل ما كان يتم تعليمه وتدريسه في نفوس الصغار كل سنوات الهزيمة واسترجاع شخصيات الانتصار , أمثال خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح العثماني , تم استرجاع كل هذه الشخصيات وتنميها وزرعها في نفوس الصغار حثي يصبحوا حين يكبروا نسخ أخرى من خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي في ذهنية الشخص المسلم والعربي وها هي الفضائيات في كل العالم تنقل صور هجمات 11 سبتمبر ...وأمريكا تهاجم في عقر دارها ....

الحقيقة المرة إن الفرحة الإسلامية العربية بهذه الهجمات هي وليدة كل سنوات الهزيمة والحاجة إلى لحظة انتصار وحيدة ...
من هو ابن لادن ومن هم منفذون الهجمات , مهما قلنا ومهما حللنا ...إلا أنهم أبناء كل لحظات الخيبة التي شعر بيها العرب والمسلمون وهم أبناء كل سنوات الاستبداد التي حكمنا بها هؤلاء القادة الفاسدون من المحيط إلى الخليج .... هم في الواقع خطيئتنا وهم واقعنا المرير , والذي انتبهنا له فجأة في تفجيرات 11 سبتمبر ...ووجدنا أنفسنا عراة لا يسترنا حتى ورقة التوت ..... فهل هي هذه الحقيقة المرة للعرب المسلمون ..

المشكلة ربما بالثقافة الإسلامية والتي تحاول إن تتفوق على الأخر , ولا زالت تحلم بأنها هي الأفضل , وإن كل الثقافات الأخرى لا تغني ولا تسمن من جوع ... واعتقد جازما إن أول درس تعلمناه هو بضرورة التعايش مع الأخر, لان الأخر أصبح هو السيد وأننا نعيش ليس وفقا لشروطنا الإسلامية .... بل وفقا لشروطه إن لم تكن المسيحية ...فوفق شروطه العلمانية .... فإما إن نتعايش أو يتم القضاء علينا ....
الحقيقة الأخرى إن يجب إن ننتبه لها , إن ثمن تفجيرات 11 سبتمبر كان غاليا وغاليا جدا , فلقد تم استباحة دولتين وهما أفغانستان والعراق , وان نتيجة هذه المغامرة الغير محسوبة أبدا ..... مئات الآلاف من القتلى العرب والمسلمون ... ومئات المليارات والتي تم إنفاقها على تمويل هذه الحرب المجنونة ...وكل هذا تم من أبناءنا نحن ودماءنا نحن ومن أموالنا نحن .
كل هذا حتى نكتب وبهذه اللحظة بالذات كم كنا متعصبون ...وأننا يجب إن نتعلم من الأخر.....
و نكون أكثر عقلانية ونقول إننا نحتاج إلى التعايش ...فهل كانت هذه نتيجة كل الحروب المجنونة .....
هل تغيرنا ....هل أصبحنا ننظر للأمور بشكل أفضل .....
هل المشكلة بنا نحن المسلمون فقط .... الم تكن 11 سبتمبر فرصة ذهبية للإدارة الأمريكية لتحتل العالم , ولولاها لم تكن لها الحجة لغزو دول مثل أفغانستان والعراق , الم تتسبب هجمات 11 سبتمبر ...بصرف مليارات الدولارات , وان المستفيد الوحيد من هذه الحروب بعض من الشركات المتنفذة والتي تحيط السياسيون الأمريكان ..الم يكن حلم السيطرة المسيحية على العالم احد أهم الأسباب والتي غزت به الدول المسيحية العالم ....
إلا تتشابه أخطاءنا مع أخطاءهم ....
وتتشابه خطيئتنا مع خطيئتهم ...
والحقيقة الأكيدة كلنا مذنبون ..وكلنا سعينا إلى هذه وروجنا إلى 11 سبتمبر ...وكلنا تحملنا نتائجها المفزعة ...
والحقيقة إن القاعدة هي الابنة الغير شرعية ..... لكل رغبات المسلمين بالتخلص من براثين المستعمرين والبحث عن نصر مفقود .... وهي كذلك الابنة الغير شرعية لكل رغبات الدول الغربية ألاثمة بالتوسع واحتلال الأخر ....

الواقع كذلك مثلنا نحن كان الأخر الأمريكي , احتاج كذلك إلى مئات من المليارات وعشرات السنوات ومئات التجارب المؤلمة حتى ينتبه إلى حقيقة إن إل 10 سنوات السابقة ..أضافت لنا الكثير من الألم والأوجاع وقصص الموت وبنفس الوقت الكثير من تجارب معرفة الأخر ...فهل نتعلم نحن الاثنان على الجانيين جمال التعايش وحب الحياة والتسامح بمعرفة الأخر .... إما نحتاج دوما للحروب حتى يعرف احدنا الأخر .....
انه غباءنا وبلاهتنا ...التي أوصلتنا إلى هذا المكان ...



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمات الحكومة العراقية
- عبد الكريم قاسم
- سورية ... وضرورة التغير .
- حافظ الميرازي والاعلام السعودي
- الفيدرالية وأقاليم الشمال والجنوب والوسط
- رعب الحكومات العربية من ثورات الشباب
- ميناء مبارك الكبير ..وبوادر أزمة جديدة
- وهم التعايش الأسلامي القبطي
- المصالحة الفلسطينية ومشكلة اين يجلس خالد مشعل ؟
- الأزمة البحرينية
- لماذا لاتكون البحرين دستورية ملكية ؟
- مهزلة الأيفاد في العراق
- المالكي ومأزق المائة يوم ..
- أخر أيام القذافي
- و هل تختلف البحرين ؟
- الفساد هو الذي حرك المظاهرات في العراق !!!
- حين يتنازل المالكي عن نصف راتبه
- العراق يمول الفساد من صندوق النقد الدولي
- ماذا يحدث في ميدان التحرير ؟!!!
- جمعة الغضب بعد تونس الغضب


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سلمان محمد شناوة - 11 سبتمبر .... وخيبة العربي المسلم