أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريم عامر - تساؤلات طفولية















المزيد.....

تساؤلات طفولية


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 09:35
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


لماذا نحمل الفتاة مسؤلية عبث الآخرين بها؟
منذ صغر سنى وأنا احاول أن أجد إجابة على هذا السؤال..... فخلال العقدين الذين قضيتهما فى حياتى كنت الاحظ ان تعامل المجتمع مع الفتاة يختلف اختلافا جذريا عن تعاملة مع نظيرها الذكر0



كنت أرى أن الاسر تفرق بين الابن والبنت فى طريقة معاملتهما .... وعندما أتسائل عن سبب هذة التفرقة فى المعاملة كانت الاجابة التى تتكرر على مسمعى هى .... البنت مش زى الولد ..... بلا توضيح او إفادة .... كانت هذة هى الاجابة التى أتلقاها عند طرحى لهذا السؤال0



كنت أحاول أن استوضح الامور أكثر من الذين يفترض انهم معنيون بالاجابة عن استفساراتى حول الاشياء التى احتار فى معرفتها .... فلا تزيد اجابتهم على تساؤلاتى الامور الا غموضا فوق الغموض الذى يدفعنى لطرح هذا السؤال0



كنت أرى ان هناك شيئا غامضا يخفية الناس عنى ولا يجرؤن على مصارحتى بة0



كنت أرى فى عيونهم محاولة ما من الهروب من تساؤلاتى أو الالتفاف حول اجابات هذة التساؤلات الطفولية بالاجابة عنها بطريقة ملتوية لا أتفهم منها شيئا سوى أن هناك شيئا غامضا يحيط بهذة التساؤلات ويذيدها غموضا وتعقيدا فوق الغموض والتعقيد التى احس بهما أصلا تجاهها0



عندما كبرت قليلا والتحقت بالدراسة الاعدادية فى المعاهد الازهرية وبدأت فى دراسة الفقة الاسلامى .... كنت أرى ان هناك تمييزا فى طريقة تعامل الدين مع المرأة فى أشياء كثيرة ..... أذكر منها الامر بصلاة النساء فى الصفوف الخلفية للمسجد بعيدا عن صفوف الرجال .... ومنها أن صلاة المرأة فى بيتها خير من صلاتها فى المسجد .... اذكر التمييز فى الواضح فى الزواج وعن هذا حدث ولا حرج " النكاح رق ... فلينظر أحدكم عند من تسترق كريمتة "...وغير ذالك كثير من الأمور التى صادفتها خلال دراستى الدينية بالازهر0



بدأت فى هذة السن أعى بعض الامور التى كانت خافية على وكان البعض يحاول الالتفاف حول اسئلتى حولها ..... فمن هذة الاسئلة التى كنت أطرحها دائما عندما كنت أبدأ بقرائة سورة النور " الزانى والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ..." كان هناك سؤال دائما ما كنت أطرحة وأجد العديد من الاجابات فى انتظارى حولة .... وهو مامعنى الزنى وماهو الزانى وماهى الزانية .... الخ0



كنت أعلم من واقع العقوبة التى فرضها القران على هذا الفعل أنها جريمة شنعاء لا تغتفر .... لكننى لم أكن أعرف ما هى نوعية هذة الجريمة ولذالك كنت اتسائل عن معنى هذا المصطلح الذى كان يطاردنى عندما كنت ابدأ بقراءة سورة النور كما كان يطاردنى عندما اتصفح فى طفولتى كتب الفقة التى كان والدى يقتنيها ضمن مجلدات مكتبتة .... وكانت الاجابات التى اتلقاها من الذين اسألهم تصحبها نبرة استهزاء وتعجب من هذا السؤال الذى يصدر من طفل فى مثل عمرى " عندما كنت صغيرا " وبالطبع كان هناك التفافا حول الاجابات فمرة كانت الاجابة بان الزنى هو القتل... ومرة تكون الاجابة بأنة سرقة مال الغير .... وثالثة بعدم اداء الواجب المدرسي .... ورابعة بلعب الكرة فى الشارع .... وخامسة باللهو مع الفتيات .... وسادسة بعدم الذهاب الى المدرسة دون عذر .... الى اخر هذة الاجابات التى كانت تصدر ممن يفترض أن من واجبهم تجاهى توضيح مثل هذة الأمور .


ولكن وفى احد الايام .... وفى درس من الدروس التى كانت تعقد فى الجامع المجاور لبيتنا .... تجرأت وكتبت هذا السؤال فى ورقة وبعثتها الى الشيخ الذى كان يلقى الدرس ضمن الاسئلة التى كانت ترسل الية فى ورق ويجيب عليها بعد انتهائة من الدرس ..... ولكنة لم يكن يتوقع ان يكون هذا السؤال قد صدر عن طفل يجهل معنى هذا الفعل .... فاعتبرة سؤالا من شخص يسأل عن معنى اخر .... فكانت الاجابة بأن النبى صلى اللة علية وسلم قال ... العين تزنى وزناها النظر ... والاذن تزنى وزناها السمع واليد تزنى وزناها اللمس .... والفرج يصدق ذالك او يكذبة 0



لم تشف هذة الاجابة غليلى ولم اعرف ما هو المعنى المقصود من هذا الفعل .... واحتجت لخمس سنوات بعد ذالك لكى افهم هذا المعنى0



هذا مثال بسيط لتعامل مجتمعنا مع التساؤلات التى يطرحها الاطفال ويعبث الاباء بها ويلفون ويدورون ويتهربون من اجابتهم عليها .... وانى اتسائل ... مالذى كان سيضرنى ان عرفت انا الاجابة على هذا السؤال فى هذة السن المبكرة....؟.... هل كان ذالك كفيل بتدمير اخلاقى ؟.... هل اطلاع الاطفال الصغار على الموضوعات الخاصة بالجنس يعد من المحرمات او الكبائر .... ام هذة امور تقتصر نعرفتها على الكبار دون ان يكون للصغار ادنى خلفية عنها 0



كثيرا ما يسأل الصغار اسالة شتى عن اشياء ما تحدث ويجيب والديهم على تساؤلاتهم بمنتهى السطحية والبعد عن الواقع .... فمثلا نجد ان اكثر الاطفال يسألون ابائهم عن كيفية مجيئهم الى هذة الدنيا .... بمعنى من اين جاءوا ؟.... وتخجل الام من مصارحتهم بالحقيقة وتقول لهم فى جنون واضح انها قد وجدتة على عتبة باب المسجد .... فيصدق الطفل هذة الحكايو ويتنكر لامة ويذهب للبحث عن نسبة عند باب المسجد0



واخرى تلقى فى روع طفلها اشياء تخالف الطبيعة البيولوجية .... فعندما يسألها طفلها عن كيفية ولادتها لة فتخجل المسكينة من شرح كيف حدثت عملية ولادة طفلها وتقول لة مثلا انها كانت تأكل ذات يوم حتى امتلأت بطنها وتقيأت ماأكلتة وكانت المفاجأة ان الطعام الذى اكلتة قد كونة ليخرج من فمها .... الى اخر هذة الاشياء التى تدفع بالابناء الى الجنون وتصور الواقع على غير ما هو علية وفى النهاية اتهام الوالدين بالكذب عليهما ومواربتهما للحقائق التى يجب عليهما توضيحها لطفلهما0

فمتى سنؤمن بأهمية التربية الجنسية لأطفالنا ومتى سنشفى من عقدة الجنس التى تسيطر علينا منذ نعومة أظفارنا وتجعلنا نتعامل بحذر عند مناقشة هذة القضايا أو حتى خوض تجارب من هذا النوع مع أى شريك مفترض ؟
ان استمرارنا على هذة الحالة من سطحية التفكير والاهتمام - السلبى - بهذة الأمور سوف يذيد الأمور تعقيدا على ماهى علية وسيجعلنا نتقهقر الف عام الى الوراء بعدما تقدم غيرنا وسبقنا بخطوات لا يتسنى لنا أن نحلم بأن نصل اليها الا إذا انتزعنا من عقولنا هذة الأفكار الرجعية التى تجعل الجنس رجسا من عمل الشيطان وتؤمن بة فى ذات الوقت وتعتبرة ضرورة لاستمرار الحياة !!!!!



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان للشاعر الراحل - نزار قبانى -.
- الموديل الثائرة - شعر
- جامعة الأزهر .... وسياسة الفصل العنصرى بين الطلبة والطالبات ...
- الزواج على الطريقة الاسلامية
- جماعات التطرف .... وبناء الدولة الإسلامية فى الشارع.
- حب بلا حدود
- يا جارتى الحسناء .... أنتظر اللقاء
- همجية الإسلام الشيشانى
- صدقت ياسيدتى ...بلدنا مش سايبة - نجاة مستشفى الشاطبى من الهد ...
- حب على انغام المطر
- حياتى ... حب وألم
- الى سيدة العالم .... الفجر قادم
- من اجلك يا حواء
- المكتبة والمستشفى وسفن - مارك انطونيو -..... هل يعيد التاريخ ...
- الخيانة الزوجية ....والاكتشافات العلمية
- المرأة وشبح الأمية
- الانسان والهروب من الحقيقة
- الاسلاميون والمرأة
- وداعا أعوامى العشرينا
- البكارة ...وجرائم الشرف


المزيد.....




- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريم عامر - تساؤلات طفولية