عبدالنبي فرج
الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 08:31
المحور:
الادب والفن
عبدالنبي فرج
وأراني وقد صلبت علي جزع نخلة محروقة الجريد في قلب أشجار التين ألشوكي – المزروعة في الصحاري بجوار الترعة وبجوار سيدي عيسي موسي والأماكن التي لا تروي عن طريق الري الفيضي بل عن طريق الآبار المنتشرة في الصحاري وموضوع أعل البئر عودا مصنوعا من الغاب الأفرانجي الصلب والمربوط في آخره
بحجر والطرف الأخر معلق بحبل طويل ينتهي بصفيحه تغرف الماء الرطب من قاع البئر
شجرة تين جافة
عبدالنبي فرج
الشمس تقف فوقي , تترصد- بدني وأنا مربوط بحبل غليظ من الليف الخشن الذي بدأ يغرس في لحمي ولا أعرف لماذا – صلبوني وتركوني في قلب الأشجار الموحشة وألواح والتين العريضة تكبي علي روحي وحيدا أحيا .ة هل ستخرج حية من تحت الأشجار وتدس سمها القاتل في عروقي ؟ وأموت في العراء, مسلوخ الجلد غريبا, تتخطفني الغربان والبوم في وحسية. هل من نهاية ؟
هل من أخر لهذا الألم الرهيب والهزائم الصغيرة التي تستنزفني والدم الذي يسيل مني بلا انقطاع أبدي ..
أشجار العنب تبرك علي شجر التين وأري حب العنب الأصفر متوهجا تحتويه ألواح التين وترطبه .. هذه الرؤية تخلق رغبات مسعورة تدفعني للجنون وعيني تدور بلا انقطاع باحثة عن طريق .. نهايات, صورة, لا شيء .. خواء يغلف الكون وأشجار التين بأوراقها العريضة والشوك الخشن مشرع في وجه الشمس وطيور سودا صغيرة منتشرة في السماء وكأنها أغربة صغيرة جماعات تضرب بأجنحتها النحاسية فوق قلبي
الذي أهدر من مدة طويلة .
آه تشرخ فضائي وتتبع خطاي والطيور الوحشية تخترقني وتتركني ثقوبا سوداء بلا عيون ورغم ذلك أري , عذاباتي , صرخاتي التي تضيع هباء وأري من بعيد أنثي تطير في السماء نحوي حتى تصبح قريبة مني , أنثي بيضاء رشيقة القد , تقترب مني في دلال وثديها – وذراعيها عاريين وهي تهز أردافها في قوة وتشخر في غنج ويخرج منها صوتا ناعما يشبه الغناء تصطك له أسناني حتى تحولت أشجار التين الخضراء الي فرقة موسيقية تعزف موسيقي حية وحشية وأري الكلوت الأحمر يحز في لحمها الأبيض المليء وسيقانها تضوي تحت الغلالة الرقيقة –اهتاج بقايا جسدي الحي وحاولت أن أفك يدي لكي أتحسس ما بين فخذي فيغرس الحبل الخشن في جسمي, والراقصة المخبولة تزيد من هز ردفيها ثم نزعت السوتيان - هذا تعذيب محض وبلآن ثدياها مشروعا في وجهي وهي تطلق شخيرا هائجا يلهب أعصابي التي تئن في وحشية جعلتني اعوي……..
#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟